
زمان جديد
الدكتور مناف الطائي
يعتبر الداء السكري من أسباب فقد البصر وتزداد خطورة المرض في أولئك الذين لا يتبعون توازنا غذائياً سليماً اي يتبعون سلوكا خاطئا في ايامهم الاعتادية كعدم ممارسة رياضة المشي والاصرار على العادات السيئة كتناول بعض الاطعمة التي تحتوي على سكريات عاليه لذا فان ارتفاع معدلات السكر التراكمي في المصابين بالسكري فان تجاوز 9٪يعتبر دليلا إلى احتمال الإصابة بالأمراض اخرى المرتبطة بالسكر كأمراض الكلى الفشل الكلوي مثلا والعين وضعف الأوعية الدموية التي تتسبب بإصابة الأطراف في الجسم كالقدمين والقلب واعتلال الاعصاب ولهذافان اخذ السكر التراكمي بالارتفاع مع دليل زيادة السكر بالدم وعدم المبالاة بالعلاج فانه يسبب بفقدان البصر وضعفه في أغلب الحالات خاصة في البيئات التي يكثر فيها عدم التوعية الصحية ولهذا نجد تاثيره يكون نتيجة للمضاعفات الخطرة منها ما تصيب العين اصابة مباشرة كإصابة شبكية العين بالارتشاح الدموي بمعنى الشبكية والعصب البصري هي أكثر أجزاء العين تأثراً بالسكر حيث يتكون شعيرات دموية ضعيفة على سطح الشبكية وهذه الشعيرات عرضه لحدوث انفجار ونزيف على سطح الشبكية او نزيف في الخزانة الأمامية وارتفاع في ضغط العين أحد المشاكل الناجمة عن إهمال علاج تأثير السكر على الشبكية. نلاحظ على المريض في الشعور بتغير في حدة الإبصار خلال اليوم الواحد من تحسن في الرؤية إلى تدنى ثم إلى تحسن حسب نسبة السكر وذلك بسبب تأثر عدسة العين بالتغيير في نسبة السكر في الدم. كما يشعر المريض خلال الشهور المتتالية بتدهور تدريجي في النظر وذلك نتيجة لحدوث بسبب الحالة المذكوره اعلاه ويؤثر الداء السكري مباشرة على الأجزاء المهمة من العين خاصة الشبكية والعدسة والعصب البصري مما يؤدي إلى ضعف البصر أو فقدانه كلياً. إن كثير من المصابين بالداء السكري لا عليهم أي علامات مميزة في بداية الامر ولكن عندما يستفحل تظهر علاماته بشكل دقيق ومن هذه العلامات ضعف مفاجئ أو تدريجي في الرؤية. يرى المصاب هناك أجسام متحركة في مجال البصر أو ومضات ضوئية تظهر عليه بين الحين والاخر ظهور عتمة في مجال البصرمرافقة له آلام شديدة داخل العين مع احمرار كلتاهما وهذا ما يدل ان الاصابة اصبحت شديدة ومتقدمة.
ويمكن اكتشاف تأثير السكري على العين مبكراً واتخاذ الخطوات العلاجية المناسبة وذلك من خلال متابعة فحص العدسة وقاع العين دورياً للتأكد من سلامة البصر، وكلما كان الفحص مبكراً كلما تجنّبنا المضاعفات على العين، ومن المعلوم أن ارتفاع نسبة السكر في الدم يضرّ بالشعيرات الدموية في جسم الإنسان، وخصوصاً شبكية العين، وهذا يؤدي لما يسمى باعتلال الشبكية السكري، ويزيد معدل الإصابة بمرض الشبكية مع طول فترة السكري علما في بداية الإصابة تتلف الأوعية الدموية الدقيقة في الشبكية مما يؤدي إلى: انسداد الشعيرات الدموية فتنقص التغذية الدموية والأوكسجين أو إلى تسرب في الأوعية الدموية مما يؤدي إلى انتفاخ أو تورم في الشبكية والعصب البصري.
من المؤسف أن المريض لا يشعر دائماً بالأعراض في المراحل الأولى من الإصابة، لذا يتوجب الفحص الدوري لقاع العين لاكتشاف هذه التغييرات التي تعتبر انذاراً مبكراً لإصابة شبكية العين بالمضاعفات.
وإذا تجمعت هذه السوائل والدم في اللطخة الصفراء، وهي مركز الإبصار في الشبكية، فمن الممكن أن تؤثر بشكل خطير على الرؤية المركزية وتؤدي إلى خسارة رؤية الأشياء الدقيقة وخسارة النظر كليا.
أما في المراحل المتقدمة من اعتلال الشبكية فتنمو أوعية دموية جديدة غير عادية تكون ضعيفة الجدار وسهلة النزف على سطح الشبكية، هذه الأوعية الجديدة قد تؤدي إلى حدوث نزف متكرر على سطح الشبكية وداخل الجسم الزجاجي للعين، وتؤدي هذه المضاعفات في المراحل الأكثر تقدماً إلى تليّف الشبكية والجسم الزجاجي وانفصال الشبكية المعقد.
ومن العوامل التي تزيد من شدة اعتلال الشبكية هي عدم ضبط مستوى السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم وزيادة مدة الإصابة بداء السكري وظهور السكري في سن مبكرة والحمل. ومن الأمراض المصاحبة لداء السكري ارتفاع ضغط العين حيث يكون مريض السكر معرضا لارتفاع ضغط العين (الجلوكوما) حيث يكون هناك حدوث انسداد في أوردة الشبكية، وبالتالي ارتشاح الشبكية، (وذلك نتيجة تسرب السوائل والدم) محدثاً غشاوة في الرؤية المركزية والمحيطية، كما يمكن أن تتشكل أوعية دموية جديدة في بعض الحالات مسببة ألماً شديداً وارتفاعاً في ضغط العين بما يسمى بالزرق المنمّي الوعائي مما يؤدي إلى ضعف الإبصار وفقدانة في حال عدم اكتشافة، كما أن ارتفاع السكري المستمر يؤدي إلى سرعة تكون الماء الإبيض في عدسة العين..


















