مجنونة أنا

مجنونة أنا
المجنون لايدرك انه مجنون بل يظن انه اعقل الناس يتحرك يمينا ويسارا يحمل عدته اليومية ينظر بغضب ويصرخ بالم، سمع صفارة الشرطة فلم يكن منه سوى ان يبادلهم ذات الصفارة ، طرقنا مملوءة بمشاهد مؤلمة ويوميا نرى بأم اعيننا اننا في طلسم كبير كونته الافعال والوشايات والاسوار المغلقة ، اسوار ملونة لكنها بالمقابل سلبت كل الوان الحياة فاكثرت من المجانين والايتام والارامل والعاطلين والمتسولين والفقراء ، مجنون اثار عندي الرغبة في الكتابة فطالما اعتصر قلبي لمسارح طلاسم الايام المجنونة ، انتظرت اشارة المرور فكانت أيذانا بذلك المجنون ليصرخ بسائق سيارة الشرطة بسماعة لم تختلف عن سماعة رجل الامن.. فتشاركا الاداة البوليسية رجل شرطة يخلي الطريق بصوت عال فيفسح لعربته المرور اما المجنون فكان يستخدمها ليصرخ بوجه رجل الامن افسح لي طريق الحياة فيكفي انها سلبت مني فأصبحت لا اعلم من اكون ؟ الجنون شعور غريب يجعلنا نستفهم كيف يمكن ان يذهب العقل؟ لكن هل نحن عقلاء لنشبه الاخرين بالجنون؟ المجنون ليس فقط المحاط باسوار مستشفى المجانين، المجنون من زايد بالجنون، فئة خطرة تفعل الاشياء دون ان تسأل لما تفعل ذلك؟ من زايد بالجنون يبرر اخطاءه اللامنطقية باسباب لامنطقية ايضا، المجنون من يدعي انه يعرف كل شئ رغم انه لايعرف حتى اسماء الكتب ، المجنون من زايد بالتقوى وهو في الظلام يقتل ويسرق ويخدع ، المجنون من اكل اموال اليتامى وبرج اولاده بالذهب والقصور، المجنون من يدعي الحق وهو يظلم الناس المجنون يغامر راكدا الاهوال من دون ادراك مواطئ اقدامه جارا قدر الشعب معه، المجنون لم يكن ذلك الشخص التائه في الطريق بل من يقود سيارة الشرطة ويصرخ بالباقين افسحوا لي الطريق، كم شماعية نحتاج وكم طبيب يعالج كثرة المجانين؟ وكم عاقلا كان فعلا انسانا في انصاف الاخرين؟ مجنونة انا عندما كتبت عن الجنون فحتى كلماتي كانت ضربا من الجنون .
نبراس المعموري – بغداد
/6/2012 Issue 4215 – Date 2 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4215 التاريخ 2»6»2012
AZPPPL

مشاركة