مجلس الأمن يتبنى بالإجماع خطة سلام سورية

نجاح للدبلوماسية الروسية يفضي إلى تنازل واشنطن

مجلس الأمن يتبنى بالإجماع خطة سلام سورية

 نيويورك – مرسي ابو طوق

تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا يدعم خطة سلام في سوريا يدعو الى محادثات سلام بين الحكومة السورية والمعارضة في كانون الثاني المقبل ويؤيد وقفا لإطلاق النار بين طرفي الصراع في سوريا.ووافق أعضاء المجلس الخمسة عشر مساء الجمعة على القرار بالإجماع في مشهد نادر  يتعلق الأمر بسوريا.وتجنب القرار الإشارة الى مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد وبقائه في السلطة وهي نقطة الخلاف الواضحة بين واشنطن وموسكو،  حيث تريد الاولى رحيل الأسد وتقول الثانية إن الامر متعلق بالشعب السوري.ورفض وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ترشيح الاسد للإنتخابات ، وقال إن (المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة لن تنجح الإ إذا كانت هناك ضمانات موثوق بها بشأن رحيل الأسد)، مضيفاً أن(فكرة ترشحه مرة أخرى في الانتخابات غير مقبولة بالنسبة لنا). من جهته، رأى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن إن القرار (بعث رسالة لكل الأطراف المعنية مفادها أن الوقت قد حان لوقف القتل في سوريا)، واصفاً القرار بأنه(علامة فارقة لأنه يضع أهدافا محددة وجداول زمنية).ويدعو القرار الأممي إلى (فرض وقف لإطلاق النار تزامنا مع محادثات السلام).وأوضح القرار أن (الموقف بشأن الاجراءات ضد الجماعات المتشددة لن يتغير). ما يعني استمرار الضربات الجوية التي تشنها روسيا والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش. ويعد القرار خطوة حاسمة إلى الأمام من اجل الوصول إلى  (حكومة ذات مصداقية وشاملة وغير طائفية في غضون 6  أشهر) بحسب القرار الذي يعد انتصاراً لداعمي الأسد تحقق بعد ان رمت موسكو  بثقلها السياسي والعسكري لتحصل على تنازل الغرب .وكانت أبرز النقاط الشائكة ايضاً تتمثل في تحديد الفرق بين الجماعات المسلحة المتشددة والأخرى التي يمكن التفاوض معها. ورأى مراقبون ان (حالة العناد بين القوى الكبرى في مجلس الأمن هي التي منعت في اوقات سابقة التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الصراع في سوريا)، مضيفة ان (الجميع  اصر لسنوات على أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة ولكن لم يبذل أي من تلك الأطراف جهدا لتحقيق الحل).وكان مبعوث الأمم المتحدة السابق في سوريا كوفي عنان قد وجه لوما للمنظمة الدولية عند تركه المنصب في عام 2012  ثم جاء الأخضر الإبراهيمي الذي ناشد مجلس الأمن مرارا وتكرارا لاتخاذ قرار حاسم. وقدم الإبراهيمي أكثر من مرة اعتذارا للشعب السوري لأن الأمم المتحدة خذلته. اما الآن، فقد أسند للمبعوث الحالي ستيفان دي ميستورا مهمة التحضير لمحادثات السلام.

مشاركة