ماء الوجه لا يلمه الأمريكان والإيرانيون
فاتح عبدالسلام
يوجد توثيق طويل من التصريحات الحكومية وهي وجه آخر لتوسلات وبكائيات حول طلب القوة العسكرية من الولايات المتحدة التي سبق أن سمعت من نفس الأشخاص قصائد ومطولات في السيادة الوطنية حسب تفسيرهم للسيادة طبعاً قبل أربع سنوات حين كانت القوات الأمريكية تفعل وتنجز كل شيء في سبيل استقرار المنطقة الخضراء ، وكانت النتيجة اخفاقاً سياسيا ًتحت ضغط أجندات استخبارية ونيات شريرة لتقسيم العراق فعلياً ومنع اعلان ذلك بسبب التمسك بالشعارات الوطنية المزيفة التي لم تعد تستر عورة أحدهم. وكان من النتائج أن أصبح القتال على بعد ثلاثين كيلومترا من المنطقة الخضراء حيث تدور معارك يومية في أبي غريب.
بعد ذلك التوثيق لتوسلات استقدام القوات الأجنبية ، هل تستطيع الحكومة أن تقيد النشاط العسكري الامريكي في العراق بعد نهاية الأزمة التي لاتنتهي على وفق رغبات وسواد عيون فلان وفلتان . وهل يستطيع مسؤول مستقبلاً أن يقول للأمريكان اذا قللوا عقلهم واشتركوا بثقل في هذه الحرب، أخرجوا من العراق انتهت المهمة. أيحسب مسؤولون لايعون معنى المسؤولية محصورون في المنطقة الخضراء أن واشنطن شرطي تحت تصرفهم وبندقية تحت الطلب؟
أما في الجانب الآخر فقد أعلنت ايران رسمياً مقتل عقيد ايراني طيار كان يقود مقاتلة يقصف بها أهدافاً في المدن العراقية . وقبلها شيعت مقاتلاً في الحرس الثوري قتل في عمليات ديالى ، وحاليا تحشد تحت حجة الدفاع عن المقدسات في العراق. وهذا هو الشيء البسيط المعلن من الاشتراك الفعلي لإيران في الحرب .أية علاقات سليمة ترجوها ايران من العراق مستقبلاً وقد ذبحت شعبه حين تقوم حكومة غير تابعة وغير طائفية في البلاد المنكوبة؟
هل كانت مبررات اشتعال حرب السنوات الثماني بمستوى مبررات الحالة الشاذة في استباحة ارض العراق من دولة أجنبية الآن.ومن يضمن عدم قيام حرب جديدة مستقبلا.
التنظيمات الطائفية التي تقتل براحتها على الهوية الان في بغداد هي التي تبرر ظهور الدولة الاسلامية في اجزاء تغطي نصف العراق. أية مسخرة التي يلوكها أشخاص في المنطقة الخضراء وهم يوجهون نداءات لأهالي الموصل وتكريت والحويجة وسواها لمقاتلة الدولة الاسلامية وخليفتها البغدادي وهم منذ سنوات جردتهم الحكومة حتى من سكاكين المطبخ في بعض المداهمات، وبعد ذلك إن فعلوا سينتظرون المليشيات وقوات سوات لتعتني بهم كما حصل في الحويجة ولم تكن رصاصة واحدة قد أطلقت من المعتصمين.
عبثوا بالعراق قتلا وفسادا وهزائم ويريدون من المواطن البسيط تصحيح أوضاعهم من خلال اجبار المساكين للتطوع في المحرقة الجديدة، حيث يتعمق الانقسام والتقسيم والشرذمة الى الأبد ولا تحتاج التطورات الى أقاليم أو تلويح اقليم بالتحول الى دولة .كل شيء جاهز منذ زمن لكنّهم يضحكون على أنفسهم.
AZP20