عبدالباسط الصمدي
يلوموني على كثرة إعلان حبي،
وكأنهم لا يدرون ما يفعل القلب.
الحب سهام، أشبه بمطر لم تأتِ،
به يوم الريح، وسهام في بغداد،
ومنها ضفاف القلب تشتعل.
لست بمغرور، الكبر ليس بطبعي،
أنا شاعر ومهندس، أمه اليمن.
دمعت الأرض ابتسامة من حروف اسمي،
لما دمعت الوريد، ذابت الصخور.
وبنيت فوق بوابة الجنة قصرًا،
يحيط به الزرع والماء والسيف والدرع،
ويغلفه السحاب المنخفض.
في رحلة الفرح،
رأيت الحب في سواكن،
ورأيت وردة حمراء في وهران،
تدمع بليل ساكن.
لأجل الحب، أنا جهزت
في شعب بكير قافلة الفرح،
ومشيت مسافة فرحتي
التي لا تقاس بالأميال،
من تعز إلى فاس،
أعانق جنون الأشواق،
وأمشي خطو سهران،
أضناه السهر بكل خطوة.
أرمي سهامًا على صدى الصوت،
ولأجل امرأة من بغداد،
أنا نسجت من خيوط القلب
كتاباتي، وكتبت بجذع النخلة.
يا أحلى امرأة عشقتها عيوني،
يا أول ليل سهرت معه،
وسهرت فيه ليالي العمر.
أنا على بعد ليلة، بالمكان الذي
قضى فيه القلب ليلته بانتظارك.
جئتك من وادي البرحات،
بجبل حبشي بليل يتبعه نهار.
معي في صدري حمل قلب
من حب لا يحتاج إلى تفاصيل،
وبكلتا اليدين غالي الورد
من تطوان ومن إربد.
ياليت إذا جاء الصيف، ألقاك
في الأماكن حيثما نبضي بقلبك قد بدأ،
أو أراك يا عشق عيوني بأبهى حال،
حتى في أبعد مكان، وينشرح صدري
ويرجع قلبي، يا امرأة يقدم عرضًا
وكأنه أول مرة يعشق ليل عيونك.
فأنا يا كل الحب أحبك وأعشقك،
ومن بحر عينيك لم أرتوي بعد.
فلا تستغربي، يا امرأة، لو قلت
إن حبك يجري بالعروق ويستمر،
من زمان حلو الصمدي،
ومن قبل حتى أن تولدي أنت.
فيا أول امرأة عبرت قلبي،
عبرت خطوط القلب بأكملها،
وكتبت بأشواك الورد على صدري.
خبّيني بحنايا قلبك، خبّيني،
متى ما أقمر في فنزويلا ليل،
فأنا عاشق ليل عيونك، واجهته،
وقلبه واجهة لكل سهامك.
أحب أن أحبك،
وأحب أن أضمك إلى صدري،
ويبدأ الربيع مطلاً من عينيك.
أحب أن أحبك وأعشقك أنا،
وأحب أن أضمك بقلبي،
أحضانًا وأحضانًا.
ويا سيدة قلبي، أرض وبحر،
إلى حدود شمس حنايا القلب.
أنا أحبك وأنا أريدك،
فلا تسأليني عن خارطة الحب
التي في صدري،
كلها لك من زمان طفولتي،
ومن قبل حتى أن تولدي.