لكي لا تنسى

لكي لا تنسى

 

 

 

شاكر العاني

 

 

ان خسائر الفلسطينيين في هذه الجولة الجديدة من الحرب مع اسرائيل فادحة هزت جبل حمرين الذي لا تهزه الرعود (جبل حمرين ما هزك رعيد) وهذا مثل يوصف به الرجل الذي يصمد للشدائد وهكذا كان الفلسطينييون على مدى قرن من الزمان منذ وعد بفلور عام 1917.

 

ووجد من يلوم حماس والقوى المقاتلة معها بسبب الخسائر التي انزلها اليهود بغزة واهلها بينما لم يتكبد الاسرائيلييون قتيل واحد ولم تحرق شجرة او يهدم بيت في طول اسرائيل وعرضها التي ضربتها صواريخ المقاومة وحلقت فوقها طائرات بدون طيار.واذا اخذنا بحساب الخسائر والارباح فأن الجانب الفلسطيني هو الخاسر الاعظم هزم وسيهزم في معارك قادمه ومنذ ذلك الوعد المشؤوم حتى الان وعندما اصبح الوعد امرا واقعا عام 1948 عندما قررت الامم المتحدة تقسيم فلسطين والاعتراف بالدولة اليهودية ومع ذلك فان اسرائيل لم تكف عن قضم الارض الفلسطينية شبرا بعد شبر وتتقدم اجتماعيا من سكان جمعوا من فجاج الارض تحول الى شعب متماسك يعمل مع حكومته باتجاهين متوازيين امن اسرائيل وتحقيق وعد توراتي (اسرائيل الكبرى على غرار بريطانيا الكبرى) (دولتك يا اسرائيل من النيل الى الفرات).

 

بالمقابل فان الفلسطينيين لم يسلموا بألامر الواقع وقاوموا مع خسائرهم الفادحة وهذه احد المميزات للاجيال الفلسطينية التي ابقت قضيتها حية مضادة للفكر (الستراتيجية الصهيونية اسرائيل الكبرى) ولهم وفيهم من الرجاء بل التصميم على ازالة هذا الكيان من الوجود وغسل الارض من نجاساتهم.

 

لقد كتبت عدة اعمدة في هذه الجريدة تحت عنوان (نهاية دولة اسرائيل ) مقتبسا عوامل نهايتها من كتاب بنفس العنوان الفه مفكر يهودي بعد انتصار اسرائيل على كل العرب عام 1967 ومن العوامل التي عددها (شلومو نكد) مؤلف الكتاب والتي ستؤدي الى نهاية اسرائيل امتلاك العرب الصواريخ يوم كان كل العرب فلسطينييون,والان وقد امتلك فريق واحد صغير هذه الصواريخ التي اعادوا استعمالها متطورة متعددة الانواع في معركة هذا العام حزيران عام 2014 وكما قلت وان كانت الصواريخ لم تقتل اسرائيلي واحد ولكنها اطلقت بكثافة مع تلك الطائرات ارعبت الشعب الاسرائيلي بمجموعه لاول مره في تأريخه.

 

لقد بدء الفلسطينييون مقاومتهم ببنادق تركيه مخلفات الحرب العالمية الثانية واستمروا يطورون سلاحهم ولو متاخرا عن السلاح الاسرائيلي الا انهم بلغوا درجة من الدقه لم يعد امامهم الا امتلاك صواريخ ضد طائراتهم F16 لتحييدها عن القتال علاوة على تبدل جذري في العالم العربي تبلور منه.

 

في مصر و ان عاد المماليك لحكمها ولم يكن حراكهم مع المقاومة الفلسطينية بل وامعنوا في غلق معابرهم هذا بطبيعة الحال على الجانب الرسمي الا ان هناك حراكا شعبيا في الشارع والاحزاب يدفع بأتجاه اسناد الفلسطينيين وقد قدر احد الخبراء 10 سنوات لكي يتمكن الربيع العربي من بلورة نفسه الى انظمة ديمقراطية لها صوت مسموع في العالم عند ذلك سيكون احد عوامل نهاية دولة اسرائيل.

 

ان العقول التي طورت او سرقت الصواريخ والطائرات المسييره الى قطاع غزة رغم ذلك الحصار البري والبحري والجوي فأنها اي العقول الفلسطينية ستتمكن من تطوير صاروخ يؤدي غرضا جوهريا في وقف التعديات الاسرائيلية وهو تحييد طيرانها وعامل اخر سيسرع في نهاية دولة اسرائيل هي الهجرة المعاكسة فبعد احداث عام 2012 و2008 زادت الهجره المعاكسة اي الاسرائيليين يتركون اسرائيل على اؤلئك القادمين والذين كان اكثرهم افارقه يحتاجون الى اجيال ليبلغوا القدرات التي بلغها الاسرائيليون وتركوا اسرائيل لهذا فان هذه المعركة يمكن ان توصف بكلمة لكي لا تنسى.