كلمات القاسم أقسى من الصواريخ
رحل صاحب ديوان دمي على كفي
حسين الجاف
سميح القاسم .. عربي درزي فلسطيني كانت كلماته على نعومتها واناقتها بحجم تأثير اقوى واقسى الصواريخ على نفسية اقطاب العدوان العنصري الاسرائيلي المتغطرس لقد رحل الشاعر الغريد المولع بحب بيارات فلسطين وبساتين برتقالها وشجرها وناسها وقبة صخرتها وقبلة اديانها الاولى رحل عن (75) سنة واصر على ان يدفن في قريته التي نزح اهله منها في الاصل (الرامة ) وعندما ظهر ديوانه (دمى على كفى ) ادرك النقاد والناس حجم معاناة الشاعر وعظم موهبته التي حباه بها اللة .. لقد كان توأم محمود درويش الروحي والشعري والنضالي .. اذ برزاٍ في نفس الفترة وكان لكلماتهما دوى القنبلة الاولى على جبهة العدوان الصهيوني ومؤيديها من رؤساء الغرب لكن سميح القاسم .. كان اكثر التزاما بقضية عدم مغادرة ارضه .. معتزا بكل ذرة من ذرات تراب فلسطين .. مبتعدا كثيرا عن بريق المناصب ومعمعة السياسة والسياسين نائيا بنفسه قدر الامكان عن ضوضاء الامكنة مدركا حقيقة انه وهو في وسط اهله واحبته وتلاميذه وانصاره .. اقوى مليار مرة من التشرد في هذا البلد أو ذاك لنيل هبة حاكم او لقراءة قصيده في مناسبة عمل فترة في صفوف الحزب الشيوعي الاسرائيلي .. الذي رجت اركانه .. كلمات القاسم لتصبح حقوق شعب فلسطين في العودة المنشودة الى ارض الاباء والجدود من شعارات الحزب المذكور .. وبعد فترة غير قصيرة من الانتماء الحزبي .. استقال ليتفرغ للشعر والعمل الاكاديمي .. باحثا ومنظرا .. وصاحب قضية ولعل شهرة قصيدته الذائعة التي غناها المناضل الثوري مارسيل خليفة (منتصب القامه امشي مرفوع الهامة .. امشي ) والتي لفت بها نظر العالم على قضية العودة الى ارض الرسالات .. ومعاناة اهلها على ايد محتليها الصهاينة فاصدر سميح القاسم اكثر من (60) كتابا في الشعر والقصة والمسرح والترجمة وصدرت اعماله في العديد من لغات العالم ونعى فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين رحيل شاعر المقاومة الفلسطينية بقوله :
( الشاعر القاسم صاحب الصوت الوطني الشامخ رحل بعد مسيرة حافلة بالعطاء والذي كرس جل حياته مدافعا عن الحق والعدل والارض ) وقبل سقوط القذافي بفترة غير طويلة .. تلقى دعوة خاصة من الدكتاتور الليبي السابق عبر سفير ليبيا في الاردن لانه كما يقول القاسم رفض الدعوة لانه لا يقر العلاقة مع الانظمة القمعية .. مشيرا انه قد يزور الجماهير في اي مكان ويلتقيهم ولكن لا نه لا يمكن ان يكون ورقة توت للتغطية على مسلكية الانظمة المرفوضة لذا رفض دعوة القذافي لزيارة ليبيا وقتها . وعن الشعب الكردي .. قال القاسم : في الوقت الذي نجلفيه صلاح الدين الايوبي محرر القدس لكننا نحكم على احفادهٍ بالاعدام .. بمجرد مطالبتهم بحقوقهم المشروعة في العراق .
( يقصد في ايام الطاغوت البعثي )
رحم الله ..سميح القاسم فقد كان شاعرا مناضلا كبيرا