كلاكيت لنصوص آخر العزاء ـ زهير بهنام بردى

كلاكيت لنصوص آخر العزاء ـ زهير بهنام بردى
ذكرى كانت وحيدة
فوق الرف
نزلت تبحث لها
عن عريس في الشوارع
….
المشهد كان
كما حدث
اعرضه لكم
دون رتوش ومقبلات
على حافة شوارع
خاليه من ضجيج المركبات
ولافتات العزاء والمتظاهرين
الذين ناموا قيلولة امس
والناس في أخر الليل
يمرون تباعا
يقطفون الزهور من الارصفة
والنوافذ نزلت
تجمع عيون النيام
على الارصفة
لاتهتم
الحرب لا تندلع اليوم
لان منضدة الرمل مسحتها الريح
والنياشين تاخرت في مصنع الاوسمة
لكن ستصادفها
في سطر
سقط سهوا
من حافظة مؤلف
في ارقام سيارة
عبرت جسد امرأة
ولم تكرث لطفلها الباكي
الى الان فوق ذراعيها
في معجون اسنان لبني المنشا
لا تهتم
الحرب دائما تندلع
وتحيط بك
من كل الجهات
….
يا الشاعر اجل مت قبل حرب
لست فقيدا كما تتصور
فقط فقدتك الارصفة والحانات
وامارشات العسكرية والنساء الارامل
واعداد المجلات وصورتك القديمة الجانبية
وانت دون رتوش سوداء تعلو فمك
في الصحف الرولة
التي ماتت قبل يوم غد
….
خذ هذا المفيد
لا تطلع الى الشوارع
ولا تؤجل غفوة اليوم الى الغد
قل وداعا للحياةواحتم بجنونك
ولا تؤجل حب اليوم الى الغد
….
اردت ان اتظاهر ضد نفسي
قطعت الطرق المؤدية اليها
هدوء تام عدا سيارات الشرطة
الساعة تتكتك بعد نصف الليل
والاواني فارغة من الخس واللبن
ما زلت فارضا حضر تجوال تام
على نفسي بعد قليل
استطاعت القصيدة
بمكيدتها وتكتكتها على اصابعي
ان تكسر حضر تجوال
لم يستمر سوى لحظات
الاوراق
ترتطم ببلاطات الارصفة
الاشجار في عويل
الريح تلطم خد الاغصان المتيبس
العصافير في مكانها
على الاغصان العارية
تصفن
ويتطاير بعض ريشهاالابيض
في الفضاء
….
وصية مجهولة
لتمثال فاته قطار العمر
ما اخذ
سوى غبار كثيف
يشبه امرأةسترت عريها بين فخذيه
وغادرت بعربة نقل كبيرة
الى مجهول
عنكبوت في غرفة نومي
يلتقط خطوط يدي
عنكبوت هرم
ترك في يدي
خيطا واحدا
لانثى كانت ترقد جنبي
في المنام ليلة امس
….
غادر الناس
قبل مائة عام غادروني
ما كنت في يأس كما كنت وقتها
كنت دائما ارسمهم
كل يوم على راحتي
وكانت البلاد
ياتي اليها مردوخ واشور كما الان
….
قرب شجرة زيتون وحيدة
في باحة الدير
دائما اعيش على سعادة الوانها
بكيت لانني وصلت متاخرا
الى خط صغير
ينتظر قربي
وكانت الحرب ما زالت
باجمل هندام
التقطت المزيد من الصور مع امي
اتذكر انها غسلت الطين بزخات دموع
وابي ارهقه وجه الوطن
نام برقاد بعيدا
عن شجرة زيتون مار يوحنان
بعيدا عن عيون ورداته الست
وقريبا من ايقونة مار يعقوب
وينحت باصابعه اجمل البحار
لشرفات الطين
….
حين فتحت صندوق بريدي
كان الكناسون مروا قبل قليل
واخذني الغبار
الى السماء
….
في ركن اعزل استاجرت قطعة مكان
كان المطر باذخا ليلتها
وكانت فيروز
تبني لي بيتا
من القصائد
قرب رصيف
مبلل بخد دجلة
AZP09

مشاركة