بغداد – الزمان
صدرت مسرحية جديدة للكاتب والسيناريست العراقي شوقي كريم حسن، حملت عنوان “كلاب إنكيدو الهرمة”، عن دار نوافير في بغداد، وهي عمل ينتمي إلى المسرح الفكري، يُعيد النظر في أسطورة جلجامش من زاويةٍ وجوديةٍ وسياسية معاصرة.
ويقول المؤلف إنَّ المسرحية تطرح تساؤلات حديثة تُقوِّض البطولات القديمة، حيث يشيخ الحُلم في جسد إنكيدو الذي كان يومًا ما رمزًا للعنفوان والقوة، ليتحوّل إلى ظل كلبٍ يلهث خلف دفءٍ مفقود في ذاكرة الخراب. وفي هذا السياق، تتبدى شخصية جلجامش، لا كملكٍ خالد، بل كطاغية مأخوذٍ بوهم السيطرة، تطارده الكوابيس وتلاحقه لعنات الندم. وتقف سدوري، في هذا العمل، بوصفها كاهنة الحكمة ومُمثّلة الوعي والرفض، في مواجهة جلجامش. فهي تَنسج من الصمت نبوءات، وتفتح جراح الأسطورة القديمة على مصراعيها، في محاولة لإعادة قراءة الذاكرة الجمعية من منظور متمرّد. يعتمد النص على الكورَس، باعتباره صوت الجموع المنسية؛ يعوي، يُنشد، يشهد، ويُدين. ولا يستعير المؤلف من الماضي مجده، بل يُنقّب في طبقاته عن الحقيقة المدفونة تحت هياكل الآلهة المهشَّمة، مستنطقًا “كلاب الطين” و”ذاكرة المدن المحروقة”، كما وصفها.
ويصف حسن عمله بأنه “احتفال درامي بالخذلان، وانبعاث للصرخة من تحت الركام”، مؤكّدًا أنه يسعى من خلاله إلى طرح سؤال دامٍ عن الطغيان، والتمرّد، وخيانة الذاكرة.