القدس- الدوحة -(أ ف ب) : وصل زعماء تركيا وايران وعدد من الدول العربية الى الدوحة حيث تنعقد قمة التصدي للعدوان الإسرائيلي الذي استهدف قطر قبل اسام ، فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد إن التحالف مع الولايات المتحدة لم يكن يوما أقوى مما هو عليه حاليا، وذلك خلال أدائه الصلاة رفقة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في أقدس موقع لليهود.
في تصريح لصحافيين عقب زيارة الحائط الغربي أو حائط البراق في القدس الشرقية المحتلة رفقة روبيو والسفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، قال نتانياهو «إنه (تحالف) قوي وصلب مثل حجارة حائط المبكى التي لمسناها للتو». على غرار نتانياهو، اعتمر روبيو وهو كاثوليكي متدين والسفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، القس البروتستانتي الإنجيلي، القلنسوة اليهودية أثناء أداء صلاة صامتة ولمسوا حائط المبكى.
ثم قاموا بجولة تحت الأرض لمشاهدة بقايا أجزاء من الهيكل الثاني الذي دمره الرومان عام 70 للميلاد أثناء قمعهم للثورة اليهودية.
والتُقطت صور لروبيو ونتانياهو وهاكابي تحت الأرض مع زوجاتهم اللواتي لم يُسمح لهن بالانضمام إلى أزواجهن لدى الصلاة عند حائط المبكى حيث يُمنع الاختلاط.
وقال نتانياهو الذي وصف روبيو بـ»الصديق الاستثنائي» لإسرائيل، إن زيارة وزير الخارجية الاميركي تُظهر مدى «قوة التحالف الإسرائيلي-الأميركي».
وأشار إلى أن «التحالف لم يكن يوما أقوى مما هو عليه الآن» في ظل قيادة الرئيس دونالد ترامب ووزير خارجيته روبيو، مضيفا «ونحن نقدّر ذلك بشدة». وحضّ رئيس الوزراء القطري المجتمع الدولي الأحد على وقف «الكيل بالمعايير المزدوجة»، داعيا خلال اجتماع تحضيري لقمة عربية-إسلامية مرتقبة في الدوحة الاثنين، إلى معاقبة إسرائيل على جرائمها. وتستضيف قطر الاثنين قمة للدول العربية والإسلامية للتعبير عن رفضها للهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادة حماس في العاصمة القطرية وتضامنها مع الدوحة.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل خمسة من عناصر الحركة وأحد أفراد قوات الأمن القطرية.
وقد لقي الهجوم إدانة دولية واسعة النطاق، لا سيما من دول الخليج الغنية حليفة الولايات المتحدة الداعم الرئيسي لإسرائيل.
وقال الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني خلال اجتماع مغلق لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية عشية القمّة إن «ما يشجع إسرائيل على الاستمرار في هذا النهج هو صمت، بل بالأحرى عجز المجتمع الدولي عن محاسبتها».
وأضاف أنه «حان الوقت لتوقف المجتمع الدولي عن الكيل بالمعايير المزدوجة ومعاقبة اسرائيل على جميع الجرائم التي ارتكبتها».
وتابع «يجب أن تعلم إسرائيل أن حرب الإبادة المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق التي تستهدف نزعه من أرضه (…) لن تفلح».
وتستضيف قطر أكبر قاعدة أميركية في المنطقة، وتتوسط في الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة إلى جانب الولايات المتحدة ومصر.
وفي القمة المقررة الاثنين، أكدت إيران مشاركة رئيسها مسعود بزشكيان، والعراق مشاركة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. وأكدت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيحضر القمة أيضا. فيما وصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الدوحة مساء الأحد. وتعليقا على انعقاد القمة، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم في بيان «نتطلع إلى أن تخرج القمة بموقف عربي–إسلامي موحد وحاسم، وبإجراءات واضحة ومحددة، أهمها: وقف العدوان وحرب الإبادة على غزة وفك الحصار عنها، وقطع كل أشكال العلاقات مع هذا الكيان المارق وملاحقته على جرائمه».
جاءت تصريحات نتنياهو رغم أن ترامب وروبيو أعربا عن قلقهما عقب شن إسرائيل الثلاثاء غارات في قطر، الشريك المقرّب للولايات المتحدة، في ضربات استهدفت الوفد القيادي المفاوض في حركة حماس.
وقال روبيو سابقا إنه سيناقش الهجوم على قطر مع نتانياهو، لكنه أكد أن ذلك لن يزعزع العلاقات بين البلدين.
يعد روبيو أرفع مسؤول أميركي يزور الحائط الغربي منذ زيارة مايك بومبيو، وزير الخارجية في الولاية الرئاسية الأولى لترامب، إلى جانب نتانياهو عام 2019. وُصفت زيارة بومبيو بأنها زيارة رمزية مهمة، إذ حاولت الولايات المتحدة تاريخيا إظهار الحياد بشأن وضع الموقع المقدس الذي يشمل أيضا المسجد الأقصى، وهو من أهم المقدسات لدى العالم الإسلامي.
ردا على سؤال بشأن الزيارة، قلّل روبيو لدى مغادرته الولايات المتحدة السبت من أبعادها السياسية وقال «إنه أحد أهم المواقع الأثرية في العالم».
خلال ولايته الرئاسية الأولى، اتّخذ ترامب خطوة تاريخية بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، في قرار ناقض الإجماع الدولي بعدم الاعتراف بالقدس كاملة عاصمة لإسرائيل.
أما سلف روبيو، أنتوني بلينكن وهو يهودي غير متديّن، فقد زار إسرائيل مرارا بعد هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، لكنه لم يذهب إلى حائط المبكى، مفضلًا البقاء في تل أبيب ذات الطابع الأكثر علمانية.