قسم المهنة – سامر الياس سعيد
يفتخر اصحاب مهنة الطب بكونهم يرددون قسم ابقراط حالما وصولهم للمرحلة الاخيرة التي تخولهم ممارسة الطب بالحفاظ على ارواح مرضاهم والائتمان على اسرارهم وفيما ييحدد تلك المهنة بكونها تردد ذلك القسم كونه يشعر الاخر بكونه في حضرة انسان مؤتمن لايمكنه ان يخون القسم ويقترف اخطاء تؤدي الى انحراف تلك الاخلاقيات عن مداها وانسانيتها فلذلك يساورني الشعور بان كل مهنة من المهن التي تمارس يمكنها ان تحدد قسما يردده الشخص المؤدي لتلك الاعمال لكي يمضي في مسيرة رزقه وهو يؤدي عمله بكل امانة واخرص محافظا على الارواح التي لاتزهقها الاخطاء التي ترتكب سواء بقصد او بدونه ..
حادثة قاعة الاعراس التي شغلت العالم واضاءت مسؤوليات كانت متوارية لو مرت تلك الليلة بسلام او تجهزت القاعة بمجموعة من المطافيء او مواد السلامة التي كنا نلاحظها ونحن صغار في كل مؤسسة من مجرفة ودلاء فيها رمل وماء توضع بواجهة تلك المؤسسات لتمنح ناظريها شعورا بالامان لها جوانب اخرى يمكن ان نضيء عليها في سياق السطور التالية وقبل ان نوجه اصابع الاتهام بمنطقية لصاحب القاعة الذي يتحمل جزءا يمكن ان نضع نسبة النصف له كونه حينما يبادر للموافقة على تاجير قاعته قد لاينشغل بالامور المصاحبة للعرس من حيث تاجير كوشة الاعراس وما تلحقه من تنظيم مستلزمات اخرى قد ياتي في اولوياتها الالعاب النارية او ما يطلق عليه بالصعادات التي عادة ما ترافق رقصة السلو فالمعني بهذه الامور قد يكون المتسبب الاول بهذه الحادثة كونه يكون مسؤولا على ادواته ومدى مطابقتها للمواصفات وقدرته على التحكم بكمية الشرارات التي يمكن ان تطلقها اجهزته خصوصا وان هذا الحفل ليس بالاول في قاعة يقال ان انشائها تم في عام 2013 فضلا عن الفترة التي افرغت فيها البلدة من سكانها ومدى تعرضها للاضرار قبل ان تعاد على غرار ما تم اعادته من منازل ودوائر وغيرها من المرافق الاخرى الخاصة بالبلدة ..
فكم من قسم يمكن ان يردده ذلك المسؤول عن تلك الملحقات الخاصة بتجهيز الاعراس وبعيدا عن اجواء الفاجعة فكم بالاحرى ان نشعر بالامان حينما نسعى لمدينة ترفيه فيها العاب لايمكن مطابقتها لمعايير السلامة فيحال فرحنا الى حزن والم الى جانب الكثير من الامور التي تتحول في لحظة ما الى الم دون ان نفكر بتداعيات تلك الاماكن ومسؤولية اصحابها .