غد لناظره قريب
حينما كان العراق موحدا كانت جميع دول الجوار تخشاه كما تخشاه اسرائيل ومن صنع دولة اسرائيل ويحميها وكان اي عدوان على اي قطر عربي يكون العراق في كل العهود سباقا وبلا دعوة توجه اليه وقبور الشهداء في مصر وسوريا والاردن واليمن وفلسطين وغيرها خير شاهد على هذا كما ان يده يمدها لمن يحتاج الى المعونة دون النظر الى مصلحة او منفعة وكان الثمن البديل لذلك الطعن من الامام والخلف ليسقط مضرجا بدمائه ولم تمتد له يد اي قطر عربي لانتشاله من محنته بل استغلال وعدوان قذر من حكام سوريا منذ ماينيف على 35 عاما ولا زال مستمرا , كما فعلت الكويت التي ستبقى مدينة وعليها ان تسدد الدين عاجلا او اجلا وتدفع للعراق جميع التعويضات عن الاضرار التي تسببت بها من خلال فتح حدودها للقوات االمعتدية لتعبث بالعراق بكل ما تحمله القذارة من معنى ولم تكتف بفتح الحدود وانما كان مع تلك القوات ضباط كويتيون لهم دور كبير في تدمير المنشاّت وحرقها انتقامنا لاحتلال الكويت من قبل صدام حسين وهم عارفون ان الشعب العراقي مغلوب على امره وقد استنزفوا العراق وما زالوا بتعويضات ظالمة لا تقرب من الحقيقة الا الشيء اليسير اذ ان العراق قد اعاد جميع ما تم الاستيلاء عليه من اموال ومعدات اللهم الا ما سرقه بعض الضباط ذوي النفوس الضعيفة في بداية الاحتلال او ما باعه وكلاء التجار الكويتيين الى العراقيين من ذوي الجنسية العربية فلسطيين واردنيين وسوريين ومصريين وغيرهم مقابل اموال استلموها نقدا , كما لعبت السعودية دور المساند للكويت وهي تعلم ان الكويت قد خططت بدهاء ماكر للاضرار بالعراق , اما قطر فكانت قاعدة السينية مركز ادارة العمليات وانطلاق الصواريخ والطائرات لضرب الاهداف العراقية المدنية والعسكرية وكذلك فعلت ايران بتقديمها المساعدة للقوات الغازية ولا زالت تمتد يدها في تخريب الوحدة الوطنية العراقية والتدخل في الشؤون العراقية يقول المثل العراقي (كل شيء قرضة ودين حتى دموع العين).
اليوم العراق يتصارع عليه الايرانيون والامريكان والدول الغربية وروسيا واسرائيل والعرب واصبح ساحة للقتال بين داعش الصنيعة المجرمة ومن ورائها والمليشيات الاجرامية ومن ورائها والثمن يدفعه العراقيون بدون تميز من الاقلية القليلة الى الاكثرية الكثيرة الكل دمها يسفح وكرامتها تهان والذل يطبق عليهم جميعا , الكل يريد رأس العراق من الغرباء واعوانهم في الداخل ولكن هيهات هيهات ان يقطع رأس العراق فالعراق رقبته بحجم الكرة الارضية وسينتصر على الجميع وسيسجل التاريخ وصمت عار على كل الذين ارادوا ان يذبحوه وسيبقى دم الشهداء المنار الذي يضيء العراق الى نهاية الوجود البشري وان غدا لناظره قريب.
خالد العاني – بغداد