عن قضايا التسلّط الإمبريالي الأمريكي – خالد محسن الروضان
يمر العالم اليوم باخطر المراحل التاريخية التي تغلي فيها الافكار والمفاهيم المحـــــــلية والاقليمية والدوليه، ولكي يسهل على القارئ استيعاب خطورة هذه المرحلة وفك تشفيرات الجدل السياسي المتشعب القوى فيها، أرى ان ابدأ مقالي هذا بحديث ترامب الرئيس الامريكي السابق حيث قال ( عام 1878 وعام 1879 خرج الدلار الامر الذي تطلب وجود نظام قوي، في عام 1879 جاءت الثورة الفرنسية اسقطت حكم ( الاديان والمثولوجيات) وظهرت العلمانيه التي من خلالها تم فصل الدين عن السياسه ولم يكن لله والقيم وجود في النظام الجديد بل كان نظاماً قائماً على (الاقتصاد والاعلام) وقد ورطنا تركيا معنا في هذا النظام واصدرنا قراراً لحماية السامية ولولا هذا القرار لقتل جميع اليهود في مدن العالم كافة لقد كنا ولانزال لم نسمح لنظام قوي يظهر بل كان يجابه من قبلنا بكل الوسائل. انا والحديث لترامب أدير اكبر طاولات القمار في العالم اصبحت رئيس للولايات المتحده الامريكيه. لايعني لي شيء موت المصارع وانما يهمني فوزه ، ويصف العرب بالخونة والاغبياء فهم ينفقون اموال طائله لشراء صاروخ يطلق لتدمير هدف غير مهم اصابة سيارة او ماشاكل والذي لايساوي جزء قليلاً من ثمن الصاروخ وهكذا هم في الصراعات القائمه فيما بينهم.
يعد هذا الحديث قاموساً لمتوليات السيـــــــاسة والاحتراب الطائفي والعرقي التي مرت على بلادنا وكشف بدع الاشرار الذين ساهموا في تهديم بنية العراق الاجتماعية والسياسية والثقافيه وسلب ثرواته المتعدده وحل الجيش العراقي وقوى الامن الداخلي واصدار قانون الاجتثاث في تفكيك الدولة وتعطيل مؤسساتها والتي شهدناها منذ الغزو والاحتلال الامبريالي الامريكي للعراق في عام 2003 والتي لازالت اثارها قائمة حتى يومنا هذا ودخول ايران وعملائها بتوافق مع الامريكان زاد الموقف تعقيداً ونفذ الاشرار تخريبهم الممنهج للعراق. وفي تشرين 2019 تفجر غليان الشعب بمقاومة سلمية التي تسلح بها الثوار من اجل تحرير الوطن والتخلص من السياسيين الفاسدين المتسلطين على الشعب المظلوم ولازال خطئ الانتفاضة ماضية على طريق الخلاص.
طوفان الاقصى
في 7 تشرين تفجر غليان الشعب العربي الفلسطيني في عملية طوفان الاقصى التي تندرج ضمن حق تقرير المصير وحق الشعوب في مقاومة الاحتلال التي اكدتها المواثيق الدوليه وقرارات مجلس الامن والجمعية العامه للامم المتحدة والتي تميز بين المقاومة والارهاب الدولي. شنت اسرائيل غارات وحشيه على غزه هدمت المساكن وقتلت الشيوخ والاطفال والنساء والذين لاذنب لهم مصرع جنودها، وقد تجازوت اسرائيل حدود الدفاع عن النفس بممارساتها العدوانية والارهابية وهذه المذابح اكبر شاهد معاصر على تدني نظرة الاسرائيليين الى الفلسطينيين والا ماكانت هذه المذابح والانتهاكات وقعت وفق هذا الاسلوب المتدني الذي لايمارس الا في شريعه الغاب واسلوب عبر عنه البعض وهو يتحدث عن الفلسطينيين بوصفهم مخلوقات (حيوانات) ..
اثارت امريكا الدنيا وحركت الاتها الحربية اسطولها قبالة الساحل الاسرائيلي ونقلت حاملة الطائرات الى منطقة البحر المتوسط وقدمت الدعم العسكري والاقتصادي لاسرائيل وكذلك بريطانيا ارسلت قوات بحرية وفرنسا والمانيا ولازالت هذه الدول تدعم اسرائيل في عدوانها القائم على الشعب الفلسطيني وهذا ليس غريباً عن قضايا التسلط الامبريالي في كل يوم يقتل المئات من الشعب الفلسطيني في غزة ولاتزال طاحونة الحرب مستمرة في تنفيذ هذه الجرائم بحق الشعب الاعزل من السلاح تضاف الى مذابح صبرا وشاتيلا التي ارتكبها الكيان العنصري الصهيوني في عام 1982 وهي اقذر فعل انساني.
الدعم الامريكي لاسرائيل لماذا؟ والى اين؟
الحركة الصـــــــــــهيونية حركة عنصرية مدمرة عام 1975 اصدرت الجمعية العامه قرارها باعتبار الحركه الصهيونية شكل من اشكال العنصريه المضاد للانسانية اذ جردت هذه الحركه الانسان الفلسطيني العربي من اهم صفاتة الانسانية النابعة عن الكرامة والحقوق المتساوية مع غيره من اعضاء الاسرة الدولية ولو درسنا الحركة الصهيوني والقينا الضوء على مؤتمر المنظمة الصهيونية المنعقد عام 1942 في نيويورك والذي اتخذ فيه قرار المنظمة.
– نقل الثقة من بريطانيا الى امريكا بعد ظهور امريكا سيد العالم الغربي ونزول بريطانيا امبراطوريه سابقة (كانت الشمس لاتغيب عنها ) بل غابت عن لندن. من هنا يأتي اعتماد اليهود على استمالت العلاقات مع عناصر الحزبين الجمهوري والديمقراطي في امريكا، واستطاعوا عن طريق المال والدعاية الصهيونية استمالة عناصر الحزبين فهم يصرفون اموال طائلة من الدولارت في انتخابات الرئيس الامريكي الموالي لهم والذي يدعم برنامج الصهيونية طويل الامد ( اقامت دولة اسرائيل من النهر الى البحر )
نقراء ما جاء بتقرير الجنرال بترك هنري وزير الدفاع الاميركي السابق والذي كلف بزيارة منطقة الشرق الاوسط عام 1943 جاء فيه:
1 – دولة مستقلة تضم فلسطين وربما شرق الاردن فيما بعد
2 – نقل السكان العرب من فلسطين الى العراق
3 – قيادة يهودية لكل الشرق الاوسط في مجال الاقتصاد وضبط الامن
في عام 1944 ضرورة اخراج بريطانيا من فلسطين، حماية دولية لليهود كومنولفا يهودياً ديمقراطي يشكل على ارض فلسطين جعل فلسطين يهويه بشكل نهائي وتأييد من الامم المتحدة يتضمن تخطيط لاعمار مابعد الحرب. من هذا المنطلق جاء المشروع الامريكي المتضمن اقامة خط تجاري يربط الهند عبر البحر مع السعودية والاردن واسرائيل والدول الاوربية عبر البحر المتوسط وقد رصدت الولايات المتحدة الامريكية مبالغ كبيرة من الدولارات لهذا المشروع وبهذا المشروع تضمن اسرائيل قيادة الشرط الاوسط في مجال الاقتصادي والامن وهذا هو الهدف من العدوان الصهيوني الامبريالي الامريكي الاوربي على الشعب الفلسطيني في معركه غزة.