عائق عملقة وتقزيم – اياد السعيد
لا يمكن تجاهل أو إغفال ما اُنجز من مشاريع بالسنوات العشر الأخيرة في العراق ومن حراك ونشاط إقتصادي يعوض عما فات من سنوات الإهمال رغم إستمرارالفساد وببشاعة لكن بؤر الضوء تقود الباحث الى الحقيقة ولو بأضعف أدلتها . عمارات سكنية في مجمعات كبيرة داخل بغداد والمحافظات برزت بحلل جميلة وجامعات ومستشفيات خاصة ومؤسسات مالية وشركات تجارية إحتلت مساحات واسعة وضيقت من فسحة المدن فازدحمت وضاقت بما رحبت ، كلها وبلا إستثناء تتسم بطابعها الربحي السريع وغير المعقول وقد كرست بعض وسائل الإعلام جهدها لعملقة هذه النشاطات وإلباسها ثوب التنمية وخدمة الشعب في حين أنها من المشاريع المنهكة للمواطن الذي عليه دفع مبالغ هائلة مقابل خدمة تكاد لا ترقى لنصف ما يدفع مثل الشقق السكنية والجامعات والمستشفيات .. مقابل تلك الظاهرة ثمة مشاريع غض الإعلام النظر عنها لأنها لا تعير للجانب الربحي أهمية بقدر ما تقدم من خدمة للمواطن خذ مثلا مستشفى بُني في منطقة بعيدة عن زحام المدن على طراز حديث يستخدم أحدث الانظمة العالمية في الإدارة والعلاج والخدمة وقد أعفى شرائح مجتمعية وفئات عمرية من تكاليف العلاج مهما بلغت وترى في كل مفصل من مفاصلها فريقا متخصصا مهنيا متناغما بقيادة شابة وسلوك مهني يحترم المراجع لا يشعره بمنّة أو فضل بل يجبرك على ان تعترف له بالإمتنان نتيجة التعامل الإنساني وما يقدم لك من خدمة سواء بمالك الخاص أو بمجانية تلك الفئات لا سيما الفئة العمرية دون الخمس عشرة سنة التي يعاني مريضها من ورم سرطاني لتبدأ مراجعته وتنتهي بشفائه دون صرف أي مبلغ !!
المعروف عن أي نشاط إقتصادي أنه يحسب بدقة مدخلاته المادية لمقارنتها بمخرجاته وعلى أساسها يقيم الممول مشروعه ليمنح نفسه درجة نجاح أو فشل أما المشروع الذي أتحدث عنه فمدخلاته حاجة المريض اليائس ومخرجاته رضاه وشفاؤه !! إنه مستشفى وارث لمعالجة الأورام في كربلاء الذي أتسائل وبأشد العجب عن نسيانه إعلاميا أو تناسيه قصدا ، ربما لأن روحه إنسانية ولا يتماشى مع مفاهيم الإقتصاد الربحية ؟ وقد يفضح المشاريع الاخرى بالمقارنة ، مشروع إنساني عملاق ينقذ حياة العديد من الأطفال مجانا ويخفف من معاناة الكبار بيد دافئة ، نحاول تقزيمه بتعتيمنا عليه .. تساؤل أرجو الإجابة عليه من كل المطلعين على ضخامته وما يقدم للشعب : ماذا لو قدّر له تمويل خيري كافٍ ؟ حكومي مثلا !!ماذا ستشمل مجانية المعالجة ؟
