صناعة النائب المسؤول – جواد العطار
مع انطلاق الحملات الانتخابية ، غزت صور المرشحين العاصمة وكافة المحافظات والاقضية والنواحي بمئات الالاف في الشوارع الرئيسة وواجهات المباني المرتفعة حتى شوهت المنظر الحضري للمدن وتجاوزت على حقوق الطريق والمرافق العامة ، وكثرت مكاتب المرشحين لشؤون المواطنين والتجمعات الانتخابية العامرة بالخطب الترغيبية الرنانة وبكل ما لذ وطاب من انواع الطعام وتطايرت وعود المرشحين حتى حولت احلام البسطاء الى واقع ملموس قد يحققه المرشح لكل مواطن بعد الفوز بالانتخابات.
وهذا امر طبيعي ، وان كان يؤشر عليه نثر المال بكثرة في تمويل الحملات اولا؛ بصورة تثير الكثير من التساؤلات حول مصادره؟. والتفاوت في الصرف بالتمويل بين المرشحين ثانيا؛ وهو ما يفقد العدالة في المنافسة الانتخابية. واستغلال موارد الدولة بصورة غير شرعية ثالثا؛. وغياب الرقابة رابعا؛ التي يفترض ان تحققه المؤسسات المعنية في متابعة واقع الحملات الانتخابية. وان كان هذا ديدن الفترة التي تسبق الانتخابات في كل مرة بالعراق ، فان ما يؤشر عليها انها تنتهي بمجرد اغلاق صناديق الاقتراع؛ حتى تنهب صور المرشحين في الشوارع من قبل الفقراء والمعوزين وتجار الخردة وتغلق مكاتب النواب وتتبخر وعود المرشحين وينقطع الود بين المرشح الفائز وجمهور المواطنين نهائيا الا ما ندر… لكن يبقى السؤال: اين الناخب الواعي مما يجري؟ وما هي ضمانات وفاء المرشح بوعوده بعد الفوز بالانتخابات؟.
الناخب الواعي اليوم هو الذي يعرف طريقه الى صناديق الاقتراع اولا؛. ويشجع الاخرين على المشاركة ثانيا؛. ويساعد في تصويب الترشيح نحو الكفوء والنزيه والصادق المستقل المهني ثالثا؛. وهذه قمة الايجابية.
اما ما يخص ضمانات المرشح في الوفاء بوعوده بعد الفوز بالانتخابات , فانها قد تذهب ادراج الرياح مع ضغوط وسياسة الحزب او الكتلة التي رشحته اولا؛. والامتيازات التي يوفرها المقعد الانتخابي ثانيا؛ والتي تعزله ومع الاسف عن ناخبيه عبر السيارات الفارهة والحمايات غير المبررة مع نسبية الاستقرار الامني الذي نعيشه حاليا. ويبقى ضمير المرشح ، وولاءه الوطني ، ومصداقية التزامه وتواصله مع مرشحيه… هو الفيصل في تحديد العلاقة المستقبلية بين المرشح الفائز وناخبيه. والسؤال: متى نضع الآليات الناجحة لصناعة النائب المسؤول؟.