شيشمان والشعر التجريبي التركي المعاصر – سوران محمد

شيشمان والشعر التجريبي التركي المعاصر – سوران محمد

مقدمة

نظرا لأهمية تجربة الشعر التجديدي  التركي  أو ما يسمى بالشعر الملموس والشعر المضاد للغنائي أو الشعر التجريبي، و من جهة أخری بسبب ندرة المصادر العربية حول هذه التجربة الشعرية الفريدة، قمت بأعداد هذا الملف عن عمر شيشمان والذي يعتبر رائدا في هذا الحقل و معروف كناقد، ولم لا؟ والشعر دائما حاضر داخل لغة عصره، بل هو مرآة فني لكل حقبة تتزين بمفردات زمانه، وكما تلاحظون فأن هذه الحركة تسعى الى ادخال البصريات والسمعيات الى عالم الشعر لتکوين صورها الشعرية المتجددة والمثيرة للأهتمام، آخذا مادته الخامة من تناقضات الحياة اليومية و مفرداتها وأحداثها. كما ان الاعتياد على (البصريات والسمعيات) أصبحت سمة الاغلبية لما طغى التکنلوجيا المعلوماتي على جميع الاصعدة الاعلامية والمنصات والنشاطات الادبية والفنية في زمن السرعة، بل كون جيلا شغوفا من الشباب، فمزاولة الشعر في هذه الحقول أعتبره فوزا للشعر وليس خسارة له، بما ان للشعر روابط وثيقة مع الدراما والموسيقی والسينما والرواية واللوحات الفنية، لكن الفارق هنا هو ان الشعر يحتفظ بسيماته و خصوصياته و استقلاليته حينما يستعين باللغة. والشعر الجيد وعلی خطی رامبو يستعين بكل الحواس ويمنح الكلمات طاقاتها الدالة لايجاد لغة تحتوي و تختصر الروائح والاصوات والالوان. أو الهدم والبناء الجديد.

بأنتظار قيام المترجمين الكرام بعمل ترجمات كافية عن هذه التجربة و شعرائها من اللغة التركية الی العربية كي تروي ظمأنا و يتسنی لنا متابعة كل جديد.

  عمر شيشمان و أعماله؟

عمر شيشمان هو شاعر وناقد تركي من مواليد إسطنبول عام 1980. بدأ كتابة الشعر في الخامسة عشرة، وهو أحد الشخصيات الرئيسية في المشهد الشعري التركي المعاصر، إلى جانب أحمد غونتان و إفي مراد و مراد أوستوبال، ظهرت هذه الحركة في الشعر التركي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، والتي يشار إليها بالشعر الملموس والشعر المضاد للغنائي أو الشعر التجريبي، الذي يحاول تجربة شكلية مختلفة في كل قصيدة، والتي تعتبر بصمة مهمة لشعر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين من خلال تقديم أشكال شعرية مختلفة تمامًاكما

 في كتاب الثاني بيتكيبن لحمر شيشمان، حيث تستمر التجربة بنفس الوتيرة. تتكون التشوهات و تحريفات في الكلمات (تقنيات مثل الانزلاق والقطع والبلع) واستخدامات نحوية غير محددة. من جهة، واستمرار الشعور بالتدمير اللغوي، من جهة أخرى، وهو يغني بالموت والبعث ثييمة لنصوصه. تُظهر قصائد ديوان الشاعر الثالث “ديكينلي زيبلاك”، كما عبّر عنها أسومان سوسام، “أنه بعيدعن الانفعال اللاواعي، وبتعاون العاطفة والحس والفكر، مع اللغة والصور التي ننغمس فيها، تُجسّد الحركة والتكوين والخبرة خطابًا مؤثرًا للغاية. وبصفتها قصيدة تجربة، قصيدة حياة، تُجسّد ديكنلي زيبلاك علاقتها بعالم الوجود كما هو”من خلال الهروب من القيم والأحكام والمراجع. تتطور دون الحاجة إلى مركز خطابي، بل قطعة قطعة. وبقوله إن القطعة أكبر من الكل، فإن الفوضى خير من النظام.

في “أعمال شيشمان الدرامية”، يرتقي بالسرد البسيط الذي بدأ مع ديكنلي زيبلاك إلى مستوى أعلى. تعتمد هذه القصائد على روعة الشهادة الخام غير المزخرفة. تصف (إسراء إرتان) هذا الكتاب على النحو التالي: “في القصائد التي جمعتها تحت عنوان “الشفاء الدرامي”، مستفيدةً من إمكانياتها الفكرية/العاطفية، كممثل  ومسرحي في هذه القصائد، تُتيح للقارئ فرصة الشعور بقرب المواقف الإنسانية. تُواجههم بمواقف تُسعدهم وتُعذبهم بنفس القدر. هذا وضع مُهدد للقارئ بطريقة ما. تتركه وحيدًا في مواجهة عصر الدمار، وحاجته لإيجاد حلٍّ لهذا الوقت الذي يجوب فيه مُتحكمون في غرف النوم. مع ذلك، فإن معرفة القلب عملٌ شجاع. الاستجابة لقوة الكلمات ليست تجربةً يستعد لها الجميع.

آخر أعماله كان كتاب “إمبات” عام 2021. تدور قصائد الكتاب حول مواضيع مثل انعدام التواصل، والمسافة بين الناس، والتعاطف، وعدم القدرة على البقاء غير مبالٍ. تُحيط بهذه القصائد حدس وملاحظات شخص لا يستطيع البقاء غير مبالٍ بما يراه. لا يمكنه التظاهر بعدم رؤية أو سماع ما يراه. فيصبح متواضعًا، وخجولًا، وحزينًا. يستخدم  الناقد(عثمان تشاكماكجي) التعبيرات التالية عن هذه القصائد: الكسور، والانسكابات، والأذى، والقسوة، والوحشية، وجرائم القتل المتقنة، كل هذا يحدث في لحظة، كما لو لم يحدث شيء وقد حدث. … هنا، كعين ضخمة، يكتشف عمر شيشمان كل هذا ويسجله بنظارته الليلية التي ترى كل شيء، فهو يقوم بترميز المواقف والشخصيات  والاحداث في نصوصه وفقا لما يراه مناسبا ويوظفها في خدمة الشعر و جمالياته و ابداعاته.

 أسلوبه:

يُعرَف شعر شيشمان بألعابه اللغوية واستخدامه للكلمات بمعاني مختلفة وخروجه عن اللغة المألوفة باستخدام الكلمات والحروف الناقصة لإنشاء لغة وأسلوب فريدين، كما يجمع شعره بين عناصر الحياة اليومية والثقافة الشعبية والاستفسارات الفلسفيَّة. في إحدى مقابلاته، تلقّى شيشمان السؤال التالي: “أثناء قراءة قصائدك، يبدو أن هناك خلفية ذهنية مرهقة من الكلمات ومن اللغة بشكل عام. فهل مفهوم السرد الكلاسيكي والجماليّات عبثي في إدراكك للشعر؟”، ليجيب شيشمان: “بالتأكيد ليس عبثًا، إذا قلتُ إنه عبثي، فسيتعيَّن عليَّ تجاهل العديد من الكتّاب والشعراء الذين أحبهم. ومع ذلك، هناك شيءٌ ما، فكتابة قصائد ذات صفحة واحدة تشبه خطوط أبولينير، في هذه الأيام، هو أمرٌ غريبٌ ومصطنع، تمامًا مثل كتابة شيء مئة مرّة بنفس الأساليب الكلاسيكية دون إضافة أي شيء من عندك”.

كما كتب سولي توزول حول هذه التجربة التالي:

مع اتساع آفاق الشعر نحو الواقع، نشر الشاعر المعاصر التركي عمر شمشان ديوان له بعنوان “الخطأ مستمر” في

 مايو 2014 ،على الرغم من قلة قراء الشعر في هذه الايام، الا ان هنالك  مجموعة من الشعراء يكتبون في مجال الشعر التجريبي. عمر شيشمان هو واحد من هؤلاء الشعراء، استخدم الشاعر في ديوانه تقنيات شعرية تجريبية متنوعة..  حيث تعد كتابات الناقد (إرهان ألتان) تحاليل و مراجعات تدور في دائرة الشعر التجريبي بشكل عام. وهكذا، انطلاقًا من كتاب ألتان، انضممتُ، كقارئ، إلى رحّالة الشعر التجريبي.

يقول إرهان ألتان إن “الخطأ مستمر” تحتوي على قصائد تتميز بخصائص “ملموسة” إلى حد كبير. بمعنى آخر، في هذه القصائد، تُختزل الأصوات (الحروف) إلى كلمات، وتُبتلع، وتُشتق كلمات جديدة، ويُتلاعب بشكل اللغة لخلق قصيدة بصرية وسمعية. تُتلاعب بأشكال الحروف، وتُشوّه الكلمات والجمل لجعلها غير مقروءة بصريًا، وتُستخدم رموز مثل المربعات والدوائر بالإضافة إلى الكلمات في القصيدة.

أكثر ما يُعجبني في الشعر التجريبي أنه، بالإضافة إلى إضفاءه حياة جديدة على الشعر في مطلع الألفية الثانية، يُوجد أيضًا كشكل من أشكال التعبير لا يجذب القارئ، بل يتحدى القراء والنقاد الذين يتجاهلونه، ويتحدى جهود الحفاظ على هذا الوجود. هذه القصيدة ليست كالقصائد التي اعتدنا عليها. إنها تثير أسئلة عميقة في نفس القارئ. يكاد المرء يتساءل: هل يحاول الشاعر إخفاء شيء ما، أم أنه يحاول إخفاءه؟ لكن عندما تتمكن من دخول العالم الذي يدعوك إليه الشاعر، تجد نفسك وجهاً لوجه مع عالم مختلف تماماً. الشاعر لا يدعو القارئ إلى هذا العالم، ولكن إذا فتح القارئ الباب ودخل، فقد يكون ضيفاً، وربما حتى يحصل على فرصة أن يكون جزءاً منه.

من القصائد التي لفتت انتباهي في الكتاب قصيدة “تارانج”. نعم، وكما يوحي اسمها، تستخدم لغة رسمية مرتبطة بالشطرنج. يرسم عمر شيشمان مربعات على الصفحة التي تقع فيها القصيدة، مثل رقعة الشطرنج، ويضع كلمات في هذه المربعات كقطع الشطرنج. يصبح الرخ والحصان والفيل والملكة والملك أباً وأماً، وربما حلماً على التوالي. هناك لحظات تكون فيها البيادق في المربعات. أعتقد أنها قصيدة رائعة. يحاول موضوع القصيدة هزيمة “ذات” خصمه دون أن يُقيّد نفسه. أنت تتجول في مثل هذه القصيدة وتشعر بطلاقة عنان فرس خيالك لفهم المعان والكل يستكشف جزءا منه داخل هذه الانتاجات وحسب معرفته الشعرية.

في قصيدة أخرى بعنوان “الضرر ينكشف”، يُغيّر عمر شيشمان بصريًا الجمل والكلمات التي يُعبّر بها عن مواقف تتعلق بموضوع القصيدة. لذلك، يصعب قراءة الكلمات، لكن هذا الشد البصري يُعزّز أيضًا هذه التعبيرات البالية.

أما في قصيدة “ملك”يستخدم الشاعر تقنيات مُتنوعة. من أكثرها إثارة للاهتمام السرد المُنفّذ باستخدام المربعات والدوائر المُمتلئة. وكأن سرد الفناء يُعبّر عنه بالأشكال لا بالكلمات. كما يتضمن الكتاب نصوصًا سردية مألوفة لدينا.

في الواقع، يدعوا الشعراء التجريبيين القراء المهتمين إلى عالم آخر لسنا بعيدين عنه. بعد فترة، عندما لا يستطيع أحد أن يبقى غير مبالٍ، سيواجه كل منا هذه القصيدة وجهًا لوجه. وهكذاعمر شيشمان وغيره من الشعراء، يواصلون عملهم في مجال يصعب الحفاظ عليه اليوم، تمامًا مثل الشعر التجريبي، وعلينا ان لا ننسى جهود (موءسسة160كيلومتر) على دعمهم للشعر وهذه الحركة. وكما يقولون في مقدمات كتبهم: “إذا قاوم الشعر، انتصر”.

ماذا يقول الشاعر عن تجربته؟

وفي مقابلة أجراها  (بيتك سينم دولون) مع الشاعر عمر شيشمان في تشرين الثاني 2019 حول أسلوب الشعر التجريبي، حيث يلقي فيها الشاعر الضوء على بعض حيثيات و خبايا أسلوب هذا النوع من الشعر.

استهل الشاعر بالجواب على السؤال: هل يُمكننا تقييم “الشفاء الدرامي” كنص سيرة ذاتية مُحمّل ببيانات نفسية، أم نصا شعريا؟

– لقد واجهتُ منذ البداية ردة فعل “هل يعتبر هذا شعرا؟”. يقول المهتمون بما أكتبه أحيانًا إنهم لا يستطيعون وضعه “في خانة الشعر التركي”. يبدو لي أننا نعجز بشكل متزايد عن الوصول إلى جوهر الموضوع. ليكن الشعر اسمًا لمهنة مرتبطة بالمختارات، وأنا أكتب شيئًا كهذا، لنسمّه “غير شعري”.

لكن هذه هي ترتيباتي، ومواقفي، وتكراراتي، ومناظري الطبيعية، لطالما خاض الشعراء هذه المعركة فلنمعن النظر في أبجدياتهم.

بالطبع، يُمكننا تقييم “الشفاء  الدرامي” كـ”نص سيرة ذاتية مُحمّل بالبيانات النفسية”. ولكن يُمكننا أيضًا تقييم “هاتا ديفام إيديوَر”، و”بيتكيبن”، وخاصةً “ديكينلي زيبلاك” بهذه الطريقة. لا أعلم إن كان هذا مُصادفة، ولكن قيل منذ البداية إن هذه القصائد كانت إنسانية للغاية، وفي النهاية، كانت مليئةً بقصص إنسانية كثيرة. أعتقد أنني أصبحتُ راويًا يجده السرديون غريبًا، وشكليًا يجده الشكليون غريبًا. احتاروا بحيث لا يُمكنهم  وضعي هنا أو هناك. لا أستطيع التأقلم مع أيٍّ من الجانبين، ولا أريد التخلي عن أيٍّ منهما.

كانت الصور الشعرية في النصوص “فورية” ، مليء بالعواطف والانطباعات والصور الفورية. لطالما اهتمت بالسجلات الفورية للعين منذ قصائدي الأولى. حاولتُ استيعاب الصور بأسلوب أكثر بساطةً وبدائية. كما أن حقيقة أنني بدأت الكتابة عندما كان ابني رضيعًا كان لهذا تأثير علي أيضًا. قضيت أيامي أراقبه.

حتى عندما نعتبر نطاق اللغة محدودًا باللغة، فإنه لا يتجاوز نطاقها عندما يتعلق الأمر بـ”الوقائع والتجارب”. فعبء اللغة من الوقائع والتجارب هو أيضًا مادتنا، بل هو أكثر من ذلك. لا أُفضّل اعتبار اللغة قواعد نحوية، أو صرفية، إلخ. في هذه الحالة، لا أستطيع إقامة صلة بين اللغة وعالمي، ولا جدوى من استخدامها. في يوم مزدحم، امشِ من (كاديكوي جارشي) إلى (بهاريه)، ومن هناك إلى (مودا كاب)، ثم انعطف إلى حديقة (يوغورتشو). إذا أصغيتَ إلى ما يحيط بك “بانتباه شديد” خلال هذا الوقت، ستكاد تُصيب بالجنون.

وفي الرد على السوءال: تُلفت الانتباه إلى عنصر الصوت في كتاب “الشفاء الدرامي”، مع الانسداد الاجتماعي الناجم عن ضعف الذاكرة الجماعية، مما يُقلب علاقة الفرد بالمجتمع رأسًا على عقب. هل تُقيّم الصوت كمفهوم، لا كجزءٍ مُعقّد من النص، بل ككلٍّ بتأثير أجزائه؟.

– قرأتُ مقاطع/أعمالًا من “القفزة الشائكة” و”الشفاء الدرامي” في حفلٍ موسيقيٍّ مؤخرًا. عندما انتهيتُ، شعرتُ أنها مُثيرةٌ للشفقة، يُعجبني أنني لم أُنصت إلى صوتي الداخلي المُضطرب الذي كان يُحاول إيقافي وقراءتها. تتخذ هذا القرار بشكلٍ لا رجعة فيه لحظة نشر القصائد. لا يستحق الأمر الخوض فيه. ذكرتُ هذا لأُوضّح أن الجرأة والخجل مُتقاربان بالنسبة لي. هذه أيضًا “لحظة”. في تلك “اللحظة”، لم أشعر في الواقع بتحرر من الانفعال بالمعنى الحرفي، بل شعرتُ وكأنني أُثير نفسي. بالطبع، لا يمكن لأحد، ولا ينبغي لأحد، أن يكون غاضبًا طوال اليوم. ستُصيب بنوبة قلبية. عادةً ما يكون الشباب غاضبين، لسبب وجيه. كنتُ شابًا غاضبًا أيضًا. لا أعتقد أن للشعر علاقة جوهرية بالغضب، ما أقصده بالغضب هو شيء آخر؛ ربما حالة ترقب دائم للكلمات والصور والعلامات والقصص. وهذا يشمل أيضًا التشنجات العصبية والهواجس والأصوات. عندما تقول صوتًا، فأنت لا تقصد الانسجام داخل الأبيات. في “القفزة الشائكة”، أردتُ أن يُغطي لحن “القفزة الشائكة” القصيدة بأكملها كعشب، في الصوت والصورة. دع الصوت/الصورة يكونان دعامتين ومساحة. هناك عناصر صوتية أكثر طفولية في “الشفاء الدرامي”. هناك تهويدات، وأغاني أطفال، ومطاردة بين كلب ورجل تستمر طوال الكتاب. دراجة نارية عابرة. “الشفاء الدرامي” هو شفاء مُتسارع عفوي، غير مُتوقع على أي حال. للشعر و(الحساب) علاقة قديمة بالذاكرة. ما نتذكره يتغير باستمرار. نحن في الواقع غير موثوقين تمامًا في هذا الصدد. علاوة على ذلك، تتغير طريقتنا في التفسير أيضًا. نُحنط موقفًا وتفسيرًا. الأمر يهم الآخرين بقدر خصوصيته.

نماذج من نصوصه:

١

(نستمعُ إلى أغنيةٍ جديدة)

………………………………….

خارجًا من الفندق، أعلقُ في بابٍ دوّار

صراصيرُ صغيرة أمام المصعد

زجاجٌ متّسخ قد لكمتُه

إلى أين تنظر موظّفة الاستقبال تلك

فأنا من أقاومُ الباب خلف الزجاج

صادفتُ تركيًّا في أحد أفلام الرعب

طُلِبَ مني أن أترك جوانبي الكوميدية على الطاولة

قلتُ وأنا أدخل: هذا؟ حفنةٌ من البذور

ثم رميتُ ولّاعتي الأُخرى في سلّة المهملات.

٢

)108(

……………….

تحرَّرتُ من الجاذبية

لا حزن ينتابني لفقدان وزني

شاهدتُ الأرض من خلال ثقب سفينة الفضاء

يضيء محيطه القمر الجميل

رأيتُ أشعة الشمس تخترقُ الغلاف الجوي واحدةً تلو الأخرى

الفضاء مظلم، والنجوم تتلألأ

كم أتمنى عناقكم

أصدقائي، الذين لم ألتقِ بهم أبدًا

الغرباء، أقربُ الناس، وأكثرهم قيمة

لا حزن ينتابني لفقدان وزني

شاهدتُ الأرض من خلال ثقب سفينة الفضاء

وأشعة الشمس تخترق الغلاف الجوي

لا حزن ينتابني

لفقدان وزني

……………..

المراجع:

1-edebiyathaber.net/sir

2-160incikilometere

٣- جريدة العربي، أحمد جيو حسن

4- Wikipedia.org/ Ömer Şişman

مشاركة