في كتابها الجديد “الشَّجرة والتُّفاح.. المعرفة ـ الخطيئة ـ رسائل العشّاق”، الصادر عن “معهد الشارقة للتراث”، تُعيد الكاتبة والباحثة الجزائرية شهرزاد العربي بوشعير تشكيل صورة الشجرة بصفتها نصاً حيّاً، ونقطة ارتكاز لفهم علاقة الإنسان بالكون والمعنى والرمز.
ويتزامن صدور الكتاب مع فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين من “معرض أبوظبي الدولي للكتاب” (26 أبريل – 5 مايو 2025)، في تأكيد إضافي على الحضور اللافت للكتابات التي تستنطق التراث من زواياه الرمزية والوجودية.
وتنطلق المؤلفة في أطروحتها من سؤال رمزي، يتعلّق بشجرة التفاح، لتجعل منها مرآة تُطل بها على علاقة الإنسان بالشجرة من خلال الدين والأسطورة والخرافة والمعتقد الشعبي. ومن خلال سبعة فصول، تمضي الكاتبة في قراءة سردية وتحليلية للشجرة، لا ككائن طبيعي، بل كأداة تواصل، ورمز معرفي، وأحياناً “خطيئة” أولى، وأحياناً أخرى “رسالة عشق” معلّقة على الغصن.
وتُصرّ شهرزاد العربي على أن هذه المقاربة ليست زينة فكرية، بل محاولة جادّة لإعادة النظر في تموضع الشجرة في الخيال الجمعي، وفي الخطاب الثقافي، الذي غالباً ما حصر التراث في الإنسان وحده، ناسياً أن الشجرة ذاتها كانت جزءاً من الحكاية الأولى، ومن الطرد الأول، ومن الحب الأول، ومن اللغة الأولى.
وتتوزع صفحات الكتاب ما بين البحث الرصين والتأمل السردي، حيث تتقاطع الفكرة بالفن، ويتداخل التاريخ بالمخيلة. تقول الكاتبة في إحدى الصفحات: “حينما نتحدث عن الشجرة، فإننا لا نُحدّق في أغصانها بل في أنفسنا. هي المرآة التي نرى فيها كيف بدأنا، وكيف أخطأنا، وكيف أحببنا…”