رضا الشاطي يرسم الإبتسامة على وجوه من يستذكره
مبدع عمل كاتب عرائض يكتسب الشهرة مع العرضحالجي
بغداد – فائز جواد
هناك العديد من الاسماء الفنية العراقية تبقى في ذاكرة الجمهور برغم مرور سنوات على رحيلها.. تبقى خالدة باعمالها المتميزة .ومن هذه الاسماء الممثل الكوميدي الراحل رضا الشاطي الذي عرفه الجمهور من خلال بحة صوته التي صارت ملازمة لشخصيته في الاعمال الدرامية التي تالق بها ممثلا كوميديا اضافة الى البديهية في التمثيل التي انفرد بها الى جانب كبار النجوم العراقيين في الكوميديا والذي غيبه الموت عام 2013 تاركا اعمالا كوميدية تلفزيونية غالبيتها بالاسود والابيض منها تمثيلية (ست كراسي) التي عرضت عام 1971 من تاليف سليم البصري واخراج الراحل محمد يوسف الجنابي وجسد ادوارها نجوم الكوميديا خليل الرفاعي ،حمودي الحارثي ،فوزي مهدي، سناء سليم ، راسم الجميلي ، فاضل خليل ، صادق علي شاهين ونالت التمثيلية اعجاب العائلة العراقية ومازالت مطلوبا عرضها لما تحمله من واقعية ، ولد الشاطي في العام 1924 بمنطقة الكاظمية ، وتوفيت والدته وهو طفل ، ثم لحق بها والده وهو لم يتجاوز العاشرة ، فتم وضعه في دار للايتام حيث اكمل دراسته الابتدائية في المدرسة الخيرية الاسلامية في العيواضية ، تعلم التمثيل على يد الصحفي والرياضي شاكر اسماعيل عام 1936 ومثل معه وتحت اشراف الفنان حقي الشبلي مسرحية مجنون ليلى في مطعم المدرسة الخيرية . في الاربعينات قام الشاطي مع ممثلين آخرين بتمثيل عدد من المسرحيات التي عرضت على مسرح احد نوادي بغداد وكلها كانت مسرحيات جادة ، وعمل خلال تلك الفترة كاتباً للعرائض امام احدى المحاكم (عرضحالجي).
بحدود سنة 1959 اكتشفه المخرج ناظم الصفار ، فقدمه للتلفزيون ليقدم برنامج (عرضحالجي) والذي اشتهر ولاقى نجاحاً رائعا بين مشاهدي التلفزيون ، مما جعل ابناء ذلك الوقت يلحقون صفة العرضحالجي بالفنان رضا الشاطي
ويروي الفنان حمودي الحارثي (إن للزعيم عبد الكريم قاسم الفضل في تعيين رضا الشاطي كاتباً في المحاكم ، مثلما كان له الفضل في تعيين خليل الرفاعي في السكك الحديدي)، ويذكر (ان في عام 1969 جاء الرئيس الاسبق احمد حسن البكر الى مبنى الاذاعة والتلفزيون ليلقي خطابا بمناسبة عيد الجيش في اول 6 كانون له كرئيس للجمهورية ، وكان محمد سعيد الصحاف مديرا عاما للاذاعة والتلفزيون ، وكنت انا مخرجا خفرا مع المخرج الراحل حسين رشيد ، وهناك سألنا البكر عن رضا الشاطي وسليم البصري وخليل الرفاعي ، وحينما اخبرناه عن مكان عمل الشاطي والرفاعي أمر الصحاف ان ينقلهما الى الاذاعة والتلفزيون ، وهكذا جاءا الى التلفزيون).
من اشهر اعمال المرحوم رضا الشاطي برنامج العرضحالجي وتمثيلية ست كراسي ، كما مثل في افلام من المسؤول 1956 مشروع زواج 1962 طريق الشر 1967. تزوج الشاطي في مطلع شبابه ، ورزق بثلاثة ابناء وثلاث بنات ، وتقلبت به الدنيا كثيراً ، وخاصة ايام الحصار الاقتصادي ، حيث لم يعد الراتب التقاعدي يكفي لشئ ، فغادر مع عائلته الى الاردن ثم استقر به المطاف في السويد ، حتى توفاه الله يوم 27 نيسان عام 2013 في احد مستشفيات استوكهولم ، ابنته نهاد رضا الشاطي المقيمه في السويد تقول (كان والدي يقول مع الاسف اننا اعطينا الكثير للفن لكنه لم يعطنا ويقدرنا كفنانين ورغم انه شجعني على دخول معهد الفنون الجميلة لكني احسست انه غير مقتنع وكان والدي يقول ان العراق تلتف حوله الذئاب واذا سقط النظام يقصد النظام السابق ستلتف حوله الذئاب وتاثر باحتلال الامريكان للعراق وغادر العراق بعد ان اتجه للتجارة ثم الديانة وكان ملتزما ويساعد العوائل المحتاجة وكان والدي صديقا مخلصا للفنان سليم البصري وكان يزوره في البيت دوما قبل وفاته ويتفقده دائما ويحبه وتاثر عليه جدا عندما توفي وكان في السويد.و عندما اخرج معه يعمل مقالب مضحكة مع السويديين لان روحه مرحه جدا وكان يحثنا على تجاوز مشاكلنا بالتفاؤل والابتسامة ، ويبقى والدي فنانا ملتزما وافنى حياته للفن وسيبقى رحمه الله في ذاكرة العراقيين ).