ربما..من يدري.. جديد خزعل الماجدي
حولت جسدي إلى أوراق
بغداد الزمان
عن دار ميزوبوتاميا في بغداد صدرت المجموعة الشعرية الأخيرة ربما ..من يدري ؟ للشاعر خزعل الماجدي في 120 صفحة من القطع المتوسط وتحتوي على 174 قصيدة تحملُ كثافة المعنى. فقد توقف عندها استرسال المغامرة اللغوية الشرسة التي عُرف بها الشاعر في مجمل شعره، والتقط أنفاسه هنا بحكمةٍ وتريث مستبدلاً انفجار اللغة بعمق المعنى، وغموض الهدف بوضوح الصورة، وبدائية الجمال المدبب بحكمة الجمال المهذب.
لقد وضع الشاعر أسلحته الشعرية المركبة جانباً وترك روحه تنساب في جمال آسر وحكيم ليبوح لنا بشفافية عن روحٍ مخصّبة عارفة مكتنزة ومتطلعةٍ إلى البعيد. هذه القصائد محطة ناضجة في الطريق الشعري لخزعل الماجدي، ربما هي امتداد لتجاربه السابقة في قصائد الصورة و فيزياء مضادة بكشل خاص ولكنها تتفوق عليها بعلامات فارقة كثيرة أهمها العمق والكثافة والحكمة وثقل المعنى فهي تنتمي لما يمكن أن نسميه بثقةٍ بـ قصائد المعنى .
يذكر أن الشاعر كان قد اصدر أعماله الشعرية أربع مجلدات من الأعمال الشعرية صدرت في بيروت ، فضلاً عن المجلد الأول للأعمال المسرحية ، ومايقرب من 26 كتاباً في المثولوجيا وتاريخ الأديان والحضارات.
ومن قصائد المجموعة اخترنا هذه القصائد
1
اختفت المراكبُ التي كانت
تقلّ الآلهة من السماءِ إلى الأرض
لم يعد بالإمكان ظهور أساطير جديدة
ولم يعد بالإمكان شفاء الغليل الإلهي الذي فينا
سنظلّ عطشى هكذا
وربما إلى الأبد..
2
حوّلت جسدي إلى أوراق
وملأتُ بيتي بغبار الكلام
وأيامي كانت تتناسلُ في كتبي
ورائحة عطنةٌتخرجُ منها
ما الذي فعلته بحياتي ؟
3
سعادتي التي تمكنت من نسجها بالخوص
سعادتي الطافية فوق المياه
تلك التي حملت رسائل يأسي وسخريتي
سعادتي..
اخترقها الماءُ وغرفت..
AZP09



















