جهاز المخابرات والمؤسسة العسكرية يطالبان مرسي بحل قضية السد الإثيوبي بعيداً عن الإعلام
أمريكا تسمح بمساعدات عسكرية إلى مصر رغم اتهامها بالإخفاق في الديمقراطية
واشنطن ــ رويترز ــ أظهرت مذكرة كتبها وزير الخارجية الامريكي جون كيري واطلعت عليها رويترز أن كيري تحرك في هدوء الشهر الماضي لاعطاء مصر مساعدات عسكرية امريكية بقيمة 1.3 مليار دولار معتبرا أن هذا يخدم المصلحة الوطنية للولايات المتحدة على الرغم من اخفاق القاهرة في الوفاء بمعايير الديمقراطية.
واتخذ كيري القرار قبل نحو شهر من ادانة محكمة مصرية هذا الاسبوع 43 من العاملين بمنظمات لدعم الديمقراطية من بينهم 16 أمريكيا فيما تعتبره الولايات المتحدة قضية ذات دوافع سياسية ضد منظمات غير حكومية مدافعة عن الديمقراطية.
وتعتقد جماعات حقوقية أن الرئيس المصري محمد مرسي يتراجع عن اصلاحات ديمقراطية وان هذا يبدو واضحا في قانون جديد للمجتمع المدني ومقترحات لاصلاح القضاء يرى منتقدون انها وسيلة للتخلص من قضاة ينظر اليهم على انهم مناهضون للحكومة.
وعلى الرغم من ان المذكرة المؤرخة في 9 مايو ايار قالت نحن غير راضين عن حجم التقدم الذي تحققه مصر ونحث على عملية ديمقراطية أكثر شمولا وتعزيز المؤسسات الديمقراطية الاساسية الا ان كيري قال انه ينبغي السير قدما في تقديم المساعدات.
وبمقتضى القانون الامريكي فانه لكي ترسل المساعدات العسكرية البالغ قيمتها 1.3 مليار دولار فإنه يتعين أن يشهد وزير الخارجية الامريكي بأن الحكومة المصرية تدعم الانتقال الي الحكم المدني بما في ذلك اجراء انتخابات حرة ونزيهة وتنفذ سياسات لحماية حرية التعبير وحرية تكوين الجماعات والحرية الدينية وسيادة القانون .
ووفقا للمذكرة المؤرخة في 9 مايو فان تقديم المساعدات العسكرية لمصالح يخدم المصالح الوطنية للولايات المتحدة بما في ذلك زيادة الامن في شبه جزيرة سيناء والمساعدة في منع هجمات من قطاع غزة على اسرائيل ومكافحة الارهاب وتأمين المرور في قناة السويس.
وكتب كيري في المذكرة يقول ان شراكة أمنية قوية للولايات المتحدة مع مصر يدعمها تمويل عسكري خارجي تحافظ على قناة اتصال مع القيادة العسكرية المصرية وهي من صانعي الرأي الرئيسيين في البلاد .
واضاف قائلا قرار برفع القيود عن التمويل العسكري الخارجي الي مصر ضروري لدعم هذه المصالح بينما نشجع مصر على مواصلة انتقالها الي الديمقراطية .
وارسلت المذكرة الي لجان الاعتمادات المالية بالكونجرس بدون ضجة ولم يعرف بعض المعاونين بوجودها.
وعلى النقيض فانه عندما رفعت وزارة الخارجية العام الماضي القيود فانها أعلنت القرار وشرحت أسبابه للصحفيين.
إلى ذلك كشفت مصادر استخباراتية لـ الزمان ان المؤسسة العسكرية والمخابرات طلبا من الرئيس المصري محمد مرسي ابعاد معالجة قضية سد النهضة الاثيبي على النيل بعيدا عن وسائل الاعلام بعد الحوار الذي اجراه الرئيس مع القوي السياسية وتسبب في الاضرار بمصالح مصر مع دول افريقيا واضافت المصادر ان رئيس المخابرات المصري طلب من الرئيس بشير تنسيق المواقف لمواجهه ازمة المياه مع دول حوض النيل وعدم الاقدام علي التوقيع علي ايه اتفاقيات منفردة تضر بمصالح اي من اليلدين فضلا عن امكانية اللجؤ الي عمل عسكري انطلاقا من الاراضي السودانية كحل اخير للازمة.
في السياق ذاته اعتبر العديد من الخبراء والمحللين أن اتجاه تنزانيا وأوغندا لاقامة سدين على روافد نهر النيل، جاء نتيجة لفشل مصر فى التعامل مع أزمة سد النهضة الاثيوبى ، محذرين من أن مستقبل مصر أصبح مهدداً، وأن الاتفاقيات الدولية التى تم عقدها على مدار الـ100 عام الماضية لتنظيم التعامل مع دول الحوض فى ملف مياه النيل أصبحت فى مهب الريح .
وقال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ المياه والأراضى بجامعة القاهرة ان بناء سدى أوغندا وتنزانيا يأتى كنتيجة طبيعية لجرأة اثيوبيا فى بناء سد النهضة، لعدم وجود علاقات وطيدة بين مصر ودول حوض النيل، لافتاً الى أن دول الهضبة الاستوائية تملك 6 أصوات فى مفوضية حوض النيل من بين 9 دول أعضاء فى المفوضية، وأن واردات مصر والسودان المائية من هضبة البحيرات لا تزيد على 35 من المياه والتى تقدر بـ12 مليار متر مكعب، الا أن الخطورة الكبرى فى المياه القادمة من الهضبة الاثيوبية والتى تقدر وارداتها أثناء موسم الفيضان بـ72 مليار متر مكعب.
في السياق ذاته اكدت جبهة الضمير انها تدرس حاليا تنظيم مليونية في ميدان التحرير ضد قرار اثيوبيا ببناء سد النهضة وأكد عمرو عبدالهادى، المتحدث باسم جبهة الضمير، أن كل الخيارات مطروحة أمام الجبهة للدفاع عن حصة مياه نهر النيل فى مصر، مشيراً الى أن موقف الجبهة واضح فى أزمة بناء سد اثيوبيا وهو رفض بناء السد تماماً لما له من خطورة على الأمن القومى المصرى، موضحاً أن الرئيس لم يدع جبهة الضمير للاجتماع الذى دار بخصوص أزمة سد النهضة لأنه يعرف موقفها من بناء السد.
وأضاف عبد الهادى أنه يدعم أى مليونية وأى فعالية تنظم لرفض بناء أزمة سد النهضة حتى وان كانت أمام السفارة الاثيوبية لاعلان رفض الشعب عن التفريط فى المساس بحصة مصر من المياه، وأشار الى أن الاجتماع الذى ستعقده جبهة الضمير السبت المقبل سيحدد الفعاليات التى ستنظمها الجبهة لاعلان رفضها لبناء سد اثيوبيا.
علي صعيد اخر بداء الالاف من انصار الحركات الاسلامية التوافد الي مسجد رابعة العدوية للمشاركة في مليونية دعم الشعب الفلسطيني في ذكري احتلال القدس ومن المنتظر ان تشهد عدد من المحافظات مسيرات مماثلة فضلا عن مسيرات تتجه الي معبر رفح للتاكيد علي استمرار دعم الشعب المصري للنضال الفلسطيني.
AZP02