تيه الشعوب صور من الماضي المشرق

تيه الشعوب صور من الماضي المشرق
بعيدا عن التسويف وعن منهج المغالاة اوجه شكري وولائي لكل رجل دين اتبع خطى القديسين الاحرار من ال بيت محمد ولكل صحفي حر لم يساوم على دماء الشعب العراقي ولكل شاعر لم يمتهن الرقص امام عتبات الحكام ولكل متظاهر لم يندفع الا بتاثير غيرته وشهامته تحت نصب الحرية منددا بالاحتلال الامريكي وصارخا بوجه الفساد الاداري والمالي الذي مارسته الحكومة العراقية على مدى ثمان سنوات لنعود بفضل حكومة التبعية لامريكا والدول الاسلامية المجاورة الى المربع الاول مربع صدام حسين حيث تبين لنا ان العلة ليست في الاحزاب وليست في الشعارات بل في الحاكم لاقول باسف شديد ان العراق لم يجد قيادة تنتمي الى العراق والى الاسلام والى الانسان فالهوة كبيرة بين الشعب العراقي وبين جميع الكتل التي لاتجيد الا الخطابات الرنانة والمخططات البراقة في مخادعة الشعب فالمستفيد الوحيد في هذا العراق لم يكن المواطن الشريف بل كانوا من يمتهنون الرقص على ابواب المسؤلين بدءا من مجالس البلديات في النواحي ومرورا بالوزارات والمؤسسات حتى ليبدو للرائي عن كثب ان كل الفرقاء والاعداء والمنظمات والدول المجاورة والعصابات وسارقي اموال الشعب والمزايدين على الشعب باسم مذهب علي بن ابي طالب او عمر ابن الخطاب قد اشتركوا جميعا في تشكيل فريق متكاامل للعب ضد الشعب العراقي الذي لعب دور حامي هدف وكما يقال في المثل الشعبي ليلعبوا ضده (تك كول).
وانا شخصيا احمل الشعب المسكين الشجاع بعضا من المسؤولية بينما احمل الكثير من اصحاب المنابر الوزر الاكبر فلهم التاثير الاكبر على الشعب وكان من الاولى تحذير الشعب من عدم الانجرار خلف الشعارات والانحيازية بعد العزف على وتر المذهبية ولتسقط الشعارات الوطنية والانسانية في سلة القمامة واما الشعب فارى انه من المنطق ان لاينجرف خلف الشعارات بل عليه ان يدرك ان من يكره المذاهب الاخرى فليست له القدرة على حب اتباع المذهب الذي هو عليه وهذا ماوجدناه كلنا نحن الشعب فالاحزاب الدينية كانت وللاسف الشديد نسخا من الاحزاب الشوفينية ونسخا من الاحزاب القومية وتناست ان الدين يعني بالانسان ككل لا كجزء لذا فقد نجحوا في تحقيق اهدافهم الفردية وتادية الواجب الموكل اليهم من اسيادهم لكن ايها المواطن هل تدرك مامعنى التيه الذي عاشه بنوا سرائيل لمدة اربعين عاما يرى رجال الدين ان التيه كان في ان بني اسرائيل كانوا كلما عزموا على السير ليلا وساروا وجدوا انفسهم في نفس المكان الذي انطلقوا منه اما انا فارى ان التيه هو عجز قادة بني اسرائيل الى تغيير احوال امتهم نحو الاحسن لتصبح مصلحة القائد اولى من مصلحة الامة كما وان مساومة الشعب ايضا وعدم اعتراضهم على التردي الاخلاقي للقادة اوقع الشعب الذي لاينتفض في هوة وادي التيه ليعيشوا تحت زيف الحكومات وشعارات اللصوص اربعين عاما وعلى هذا فان اتباعنا لكل ناعق لن يقودنا نحن الشعب الا الى التيه واخشى ان يستمر هذا التداعي والاندخار على ايدي قاداتنا لنعيش معاناة التيه كما عاشه بنو اسرائيل من قبل.
فمؤازرة الحكومات التي لاتحاسب السارق وتقيم الحد على الشعب لاصغر الهفوات هي حكومة لن تقودنا في حال رضينا بها الا الى التيه وهنا اود ان اتذكر مقالة السيد محمد صادق الصدر رحمه الله وهي عظيمة جدا (كلا كلا امريكا..كلا كلا اسرائيل كلا كلا للظلم ..كلا كلا للفساد )وما اريد ان اقوله ايها الاخوة اننا نحن المسلمون كلما بعث الله لنا قائدا صادقا قتلناه ثم بكينا عليه لالف عام فماذا لوكان السيد محمد صادق الحكيم بيننا او السيد محمد باقر الصدر او ماذا لوكان الامام علي بيننا ها هنا هل سيرضون بما نحن عليه هل سيؤازر الفئة الفلانية هل سيصمت على سرقات المسؤولين هل سيعفو عن ابو علي البصري او عن فلاح السوداني او عن ايهم السامرائي او عن محمد الدايني او حازم الشعلان او عن الكثير من قادتنا السراق انا لا ادري فهل انتم تدرون يا ايها المؤمنون الصابرون الذاكرون الله كثيرا والذاكرات …
سؤال الى كل عراقي يرى انه من اتباع علي او من اتباع عمر بن الخطاب اجيبوني رحمكم الله ….
علي الندة -بغداد
/4/2012 Issue 4166 – Date 5 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4166 التاريخ 5»4»2012
AZPPPL