تظاهرات بدمشق وداعل والحراك وخربة غزالة والكرك الشرقي ومعرة النعمان وبنش
القصف يواكب الاحتجاجات في درعا والحملة تشتد علي بابا عمرو والخالدية والبياضة في حمص
بيروت ــ »ا ف ب«: أفاد ناشطون سوريون بمقتل 32 شخصا في حمص ودرعا وادلب وحماة في الساعات الأولي امس، كما تحدثت لجان التنسيق عن حملة أمنية مكثفة في درعا. فيما يواجه حي بابا عمرو في حمص قصفا عنيفا. وفي دمشق ايضا، خرجت تظاهرات في برزة وعسال الورد وكفرسوسة، فيما شهد حي القابون انتشارا امنيا كثيفا، وفقا للمرصد. وافاد محمد الشامي بخروج خمسة تظاهرات في حي الميدان موضحا ان “كل تظاهرة شارك فيها مئات فقط واستمرت لوقت قصير بسبب الانتشار الامني الكثيف”. فيما تظاهر الالاف امس في مناطق عدة من سوريا في ما اطلق عليه اسم “جمعة المقاومة الشعبية” للمطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، بحسب ما افاد ناشطون. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان تظاهرة حاشدة “ضمت اكثر من عشرة الاف متظاهر” خرجت للمطالبة باسقاط النظام في مدينة داعل في محافظة درعا »جنوب« التي كانت مهد الحركة الاحتجاجية. كما خرجت تظاهرات في بلدات الحراك وخربة غزالة والكرك الشرقي في درعا ايضا.
وافاد المرصد ان بلدات جاسم ونمر والحارة شهدت اطلاق نار من قوات الامن بعد انتهاء التظاهرات أدي الي سقوط جرحي، فيما عملت قوات الامن علي اطلاق الرصاص لتفريق تظاهرة في انخل في المحافظة نفسها. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس ان “الانتشار الامني الكثيف لقوات الامن حال دون خروج تظاهرات كبيرة في كثير من المدن والبلدات السورية”. وفي محافظة ادلب »شمال غرب«، افاد المرصد بخروج تظاهرات من مساجد مدينة معرة النعمان، وتظاهرة حاشدة في بلدة بنش. وتشهد سوريا حركة احتجاجية واسعة منذ منتصف اذار/مارس الماضي للمطالبة باسقاط النظام. في وقت تعرضت مدينة حمص المتمردة في وسط سوريا امس “لاعنف قصف منذ 14 يوما” من قبل قوات النظام السوري، كما ذكر ناشط في المكان. فيما هاجمت القوات السورية معاقل للقوات المعارضة في درعا حيث اندلعت الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد قبل نحو عام وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إنه من المؤكد تقريبا ان جرائم ضد الإنسانية ارتكبت في سوريا. وجاء الهجوم علي درعا بعد حملة استهدفت قوات المعارضة في مدينتي حماة وحمص اللتين تعرضتا لقصف استمر اسبوعين تقريبا من قوات الأسد في محاولة فيما يبدو للقضاء علي الانتفاضة ضد حكمه. واكد عضو الهيئة العامة للثورة السورية في مدينة حمص هادي العبد الله للوكالة ان “القوات السورية تقوم بقصف هو الاعنف منذ 14 يوما. انه امر لا يصدق، انه عنف كبير لم نر مثله. تطلق معدل اربع قذائف في الدقيقة”. واضاف انه “تم استهداف الخالدية والبياضة الجمعة بقصف مركز بالاضافة الي حيي باب عمرو والانشاءات” مشيرا الي ان “القصف لم يكن بهذه الشدة خلال الايام السابقة”. واكد الناشط ان الطيران الحربي وطائرات استطلاع كانت تحلق في سماء حمص واصفا هذا الانتشار “بغير المسبوق”. واضاف العبد الله “هناك الاف الاشخاص المعزولين عن العالم في حمص، انها جريمة حرب” فيما تشهد هذه المدينة ازمة انسانية . واكد ان “هناك احياء لا نعلم عنها شيئا، حتي انني شخصيا لا اعلم شيئا عن اهلي، لقد انقطعت اخبارهم عني منذ 14 يوما”. ويظهر شريط مصور بثه ناشطون علي الانترنت قصف لمناطق سكنية وفي شريط اخر يسمع اصوات قصف مكثف للمدينة التي يطلق عليها الناشطون لقب “عاصمة الثورة” السورية. وتقصف قوات النظام السوري المدينة الثائرة منذ الرابع من شباط للحد من الحركة الاحتجاجية فيها. وتعاني عدة احياء من نقص في المواد الغذائية وتجد صعوبة في التواصل مع العالم الخارجي بسبب انقطاع الاتصالات والانترنت، كما يقول ناشطون. ويأتي ذلك غداة تبني الجمعية العامة للامم المتحدة بغالبية قرارا يدعو الي الوقف الفوري لحملة القمع العنيفة التي يشنها نظام الرئيس السوري بشار الاسد علي المناهضين له. ويطالب القرار الحكومة السورية بوقف هجماتها علي المدنيين ويدعم جهود الجامعة العربية لضمان انتقال ديموقراطي في سوريا ويوصي بتعيين موفد خاص للامم المتحدة الي سوريا. وتشهد سوريا حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ منتصف اذار/مارس اسفر قمع النظام لها عن مقتل ستة الاف شخص علي الاقل بحسب ناشطين. واكد الطبيب الميداني علي الحزوري في اتصال عبر سكايب من حي بابا عمرو امس وجود “1800 جريح سقطوا خلال 15 يوما”. واضاف “هناك حالات لا يمكن اسعافها بسبب نقص المواد الطبية، وهناك جرحي يتعذبون بانتظار الموت”.
وفي دير الزور، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل شاب فجر امس اثر اطلاق النار من قبل حاجر امني علي طريق جبل البشري. كما افاد المرصد بوقوع اشتباكات بين قوات الامن ومنشقين في المحافظة نفسها ادت الي مقتل احد عناصر الامن ليل الخميس الجمعة. وفي ريف دمشق، تحدث المرصد عن اشتباكات تدور في سهل الزبداني بين الجيش النظامي ومجموعات منشقة، كما افاد بوقوع حملة مداهمات في حي المحطة في مدينة الزبداني. ويأتي ذلك فيما دعا ناشطون الي التظاهر فيما سموه جمعة “المقاومة الشعبية” غداة تبني الجمعية العامة للامم المتحدة قرارا يدعو الي الوقف الفوري لحملة القمع العنيفة التي يشنها نظام الرئيس السوري بشار الاسد علي المناهضين له.
/2/2012 Issue 4125 – Date 18- Azzaman International Newspape
جريدة »الزمان« الدولية – العدد 4125 – التاريخ 18/2/2012
AZP02