الرباط- عبدالحق بن رحمون
سُلّط الضوء بشكل لافت، على الضباط منفذي الانقلاب العسكري بالغابون الذي قاده بريس اوليكي نكيما، الذي درس في المدرسة العسكرية بمكناس و يجيد الحديث باللهجة المغربية (الدارجة). ومعجب بالمطبخ المغربي لاسيما الطاجين والكسكس باللحمة، وذلك عبر حياته العائلية مع زوجته المغربية .
المغاربة الذين عرفوه عن قرب يجمعون على انه شخصية كاريزمية، خفيفة الظل، والمثيرة في آن ، حيث سلط عليه الاعلام الدولي الضوء بشكل كبير. وكشفت حقائق مثيرة عن طموحه وعلاقاته العائلية المتشابكة فهو المولع بالأزياء وبفن الطبخ المغربي والمولع بالتجول في شوارع الرباط ودروبها القديمة، والمولع أيضا بمكناس باعتبار أن زوجته مغربية، وشكلت الفترة التي قضاها في المغرب، نقطة تحول كبير في بناء شخصيته بحسب مارواه المقربين منه أو كانوا زملاءه .
وعلاقته بالمغرب ستتطور على المستوى الدبلوماسي، ومن حسن الصدف أنه سيلتحق بسفارة الغابون بالمغرب وبعدها تم الحاقه بالسنغال والسعودية برتبة كولونيل، وطموحه السياسي والعسكري سيقوده لترقيته ويشغل أكبر مهمة في الغابون بتعيينه في منصب الاستخبارات، ليباشر إصلاحات شملت هذا الجهاز الشيء الذي سيوصله ليترقى لرتبة جنرال الحرس الرئاسي.
من جهة أخرى، تميز بلاغ المغرب الذي أصدرته وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بالحكمة وببعد النظر، وذلك بحسب ما عبر عنه مراقبون للشؤون الافريقية، حيث شدد البلاغ إلى الدعوة للاستقرار في هذا البلد، وأن «المملكة المغربية تؤكد على أهمية الحفاظ على الاستقرار.. وطمأنينة ساكنته.» كما أوضحت الوزارة أن «المغرب يثق في حكمة الأمة الغابونية، وقواها الحية ومؤسساتها الوطنية، للسير قدما نحو أفق يتيح العمل من أجل المصلحة العليا للبلد، وصون المكتسبات التي تحققت والاستجابة لتطلعات الشعب الغابوني.»
من جهة أخرى ، يذكر أن الرئيس علي بونغو الذي تمت الإطاحة به يعتبر حليف للمغرب وصديق الملك محمد السادس، كما أن والده الرئيس عمر بونغو، صديقا للملك الراحل الحسن الثاني، ثم صديق الملك محمد السادس . حيث جرت العادة أن يقضي العاهل المغربي فترات من عطلته في الغابون، كما قام بزيارات صداقة وعمل عدة، كانت آخرها في فبراير (شباط) الماضي . وبذلك فالعلاقة الدبلوماسية بين المغرب والغابون، هي استراتيجية تتجاوز الأنظمة السياسية،وترجمتها عدد الاتفاقيات والتعاون التجاري، يحكمها المنطق الاستراتيجي والبرغماتي والمصالح المشتركة. في جانب آخر، ووفق تقارير متطابقة فإن الأطماع الخارجية بالنظر لموقع البلد الاستراتيجي وغناه بالمورد الطاقية والمعدنية، هي التي أدت لهذا الانقلاب حيث تستفيد فرنسا بالخصوص من خلال شركاتها على معادن بالمنطقة، فهو بلد تحت أعين أطماع وتنافس كبير بين القوى الدولية.