المؤرخة كيكو ساكاي والدراسات العراقية في اليابان – ابراهيم خليل العلاف

 المؤرخة كيكو ساكاي والدراسات العراقية في اليابان – ابراهيم خليل العلاف

قبل أيام قليلة ، كتبت لي المؤرخة اليابانية المتخصصة بتاريخ العراق المعاصر  الصديقة البروفيسورة  الدكتورة كيكو ساكاي  تقول انه سوف ُتلقي  بعد أيام  محاضرة في (الصالون العراقي)  في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الامريكية بعنوان ( ثورة العشرين العراقية ) ، وانها متخوفة من ذلك لان لغتها العربية ليست كما ينبغي فشجعتها ، وقلت لها ان لغتها العربية جيدة ، وانها تستطيع ايضا ان  تمزج بين اللغتين العربية والانكليزية وتمنيت لها التوفيق .

صلات واسعة

والدكتورة كيكو ساكاي ، سبق ان حصلت على الدكتوراه في ذات الموضوع ، وان الاخ الاستاذ الدكتور محمود عبد الواحد القيسي رئيس  قسم التاريخ بكلية الآداب  الاسبق – جامعة بغداد مهتم بالدراسات اليابانية ، وله صلات واسعة مع الاساتذة والمؤرخين اليابانيين ، وانه يرعى البعد الياباني في المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة وسبق أن اشرف على رسالة الاخ الدكتور ياسر علاء اسود الموسومة :  (كيكو ساكاي وتطور الدراسات العراقية في اليابان ) وقد صدرت في كتاب  سنة 2018  ?وكتبتُ عن الكتاب وقلت  انني وقد عدت من معرض بغداد الدولي للكتاب  والقيت فيه محاضرتي عن العراق في الاستشراق الجديد وتطرقت فيها الى ما قدمته المستعربة اليابانية البروفيسورة كيكو ساكاي ، أهداني اخي الاستاذ ياسر علاء أسود كتابه الرائع ( كيكو ساكاي وتطور الدراسات العراقية في اليابان ) والذي صدر عن دار نشر الرافدين ببيروت ، ومكتبة عدنان للطباعة والنشر والتوزيع ببغداد 2018 . وما افرحني امران اولهما انه  يعرف  علاقتي بالبروفيسورة  كيكو ساكاي التي كتبت عني في آخر وأحدث كتبها .. والامر الثاني انه درس ما قدمته هذه الاستاذة الرائعة عن العراق . وكتابه هذا الذي ارفقه بعبارات جميلة اسعدتني وهي (الدكتور الجميل روحا وقلبا الدكتور ابراهيم العلاف مولودي الاول بين يديك عسى ان ينال اعجابك مع الود ) ، وقد اعجبني الكتاب حقا منذ ان كان رسالة  للماجستير وكتبت عن مناقشته في حينها بكل اعتزاز واهتمام .

والاخ الاستاذ ياسر علاء أسود شاب رائع ومشروع مؤرخ فذ كيف لا وهو تلميذ اخي الغالي الاستاذ الدكتور محمود عبد الواحد القيسي الذي اشرف على الرسالة – الكتاب وهو كما اسميه انا ( رائد الدراسات اليابانية في العراق ) ، وله صلات وثيقة مع الاستاذة الدكتورة كيكو ساكاي ، وعدد من الاساتذة اليابانيين المتخصصين بالدراسات العراقية .

والكتاب مجهود اكاديمي متميز، وفذ ، وهو فريد في بابه فلم يسبق ان تناول احد من الباحثين الدراسات العراقية في اليابان بمثل هذه السعة والعمق . وقف عند البواكير الاولى للاهتمام الياباني بالعراق ، وبالدراسات العراقية وتناول كيكو ساكاي ومنهجها وتطور بيئتها البحثية وتناولها لتأثير ثورة 1920 العراقية في مسارات بحثها عن العراق وكتبها وبحوثها ومقالاتها الكثيرة عن العراق والشرق الاوسط .

والاستاذة الدكتورة كيكو ساكاي استاذة السياسة العراقية المعاصرة في جامعة تشيبا باليابان ، وهي من المؤرخين اليابانيين الذين انفتحوا على العراق والوطن العربي ، وقدموا دراسات يشار اليها بالبنان .

والبروفيسورة كيكو ساكاي خريجة جامعة درهام بالمملكة المتحدة ، وعملت في مؤسسات بحثية يابانية ، واصبح لها اسم ووزن فكري،  وصوت مسموع في المؤسسات اليابانية المهتمة بالعراق والشرق الاوسط .وهي اليوم عميدة مركز ودراسات العلاقات حول الازمات الدولية في جامعة تشيبا ، وعندما اصدرت كتابها بعنوان (ثورة العشرين :دراسة في الاحزاب السياسية والشبكات الاجتماعية 1908-1920 ) باللغة اليابانية وترجمه الى العربية الاخ الدكتور محمود القيسي وصدر عن دار قناديل للنشر والتوزيع ببغداد  استضافتها   كلية الآداب – جامعة بغداد  ،  لإلقاء محاضرة بعنوان ( أضواء جديدة على ثورة العشرين في مئويتها الاولى ) في الاول من حزيران – يونيو 2020 لمناسبة مرور 100 عام على ثورة العشرين 1920 .

 البروفيسورة كيكو ساكاي  ،  تحب العراق وهي متخصصة بتاريخه الحديث والمعاصر وبتاريخ الشرق الاوسط  ، وترتبط بعلاقات طيبة مع عدد من المؤرخين العراقيين وقد زارت العراق والقت محاضرات باللغة العربية في جامعتي بغداد والمستنصرية في 18 تشرين الاول 2019  عن (ثورة 1920 ووجهة نظر الدكتور علي الوردي عالم الاجتماع العراقي الكبير عنها ) .كتب الاخ والصديق الدكتور محمود عبد الواحد القيسي في صفحته الفيسبوكية في 21 ايار 2018 يقول :” الباحثة اليابانية البروفسورة كيكو ساكاي استاذة السياسة العراقية المعاصرة ، وعميدة مركز دراسات العلاقات حول الازمات الدولية في جامعة تشيبا ، ألفت  كتابا جديدا صدر سنة  2018  بعنوان   (محاولة لتحليل العالم المعاصر .. اللا تسامح في الشرق الاوسط ) .

مواقع التواصل

وفي هذا الكتاب ناقشت البروفسورة ساكاي اوضاع الشرق الاوسط ، وتحدثت في الصفحة المرفقة عن البروفسور ابراهيم العلاف مشيرة انه من اشهر المدونين العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي  وانه بدأ التدوين بعمر الثانية والستين منذ عشر سنوات ولم يتوقف عن النشر حتى الان .   و تقول أن الدكتور ابراهيم العلاف يعتقد  أنه يمكن احداث التغيير في العراق من خلال الانترنت بغض النظر عن الجنس والعرق او الطائفة” . وهنا لابد لي من الاشارة الى  الكتاب  الموسوم (  العراق واليابان :تاريخ وعلاقات ) …. والكتاب مترجم عن الانكليزية من قبل الدكتور محمود  القيسي وزميله الدكتور علي حسين حسون ، وقد الفت الكتاب البروفيسورة كيكو ساكاي استاذة التاريخ السياسي للعراق المعاصر في جامعة طوكيو .وقدم للكتاب صديقي ورفيق عمري  المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ الدكتور صادق حسن السوداني والكتاب يتضمن  ثلاثة فصول هي على التوالي : العلاقات بين العراق واليابان :ازمة الفهم المتبادل واثرها في السياسات الدبلوماسية وتغطية الصحف للإسلام في اليابان وقصص اولادنا  ” لكن من اجل من ؟ ” تغطية الاعلام الياباني لقوات الدفاع الذاتي في العراق ..كما ان الكتاب  يكشف جوانبا مهمة من العلاقات بين العراق واليابان . ما اريد أن اختم به حديثي  ان البروفيسورة كيكو ساكاي انموذج حي من الاكاديميين اليابانيين الذين احبوا العراق واهتموا بتفاصيل حياة شعبه وكل كتاباتها اسهمت في تطور الدراسات التاريخية في اليابان عن العراق وحضارته برؤية علمية موضوعية متوازنة واقول انها ليست الوحيدة في هذا المجال فلقد سبق لي ان كتبت عن مؤرخين يابانيين جاؤوا الى العراق في السبعينات وقدموا دراسات قيمة اظهرت الاهتمام الياباني بالعراق وبالدراسات العربية والاسلامية والشرق اوسطية منهم يوزو ايتا كاكي  ،  وتور ميؤرا وباحثين يابانيين آخرين وقد القت دراساتهم الضوء على الاهتمام الياباني بتاريخ العراق وشعبه ومستقبله وهنا يجب علينا ان نبني على هذا الاهتمام ونعمقه والحمد لله ثمة توجه محمود في هذا السياق فلقد شهدنا في السنوات الاخيرة اعمالا اكاديمية مهمة متمثلة بالرسائل والاطروحات والبحوث والدراسات التي قدمت في  جامعة بغداد وخاصة في كلية  الاداب عن العلاقات العراقية – اليابانية والسياسة الخارجية اليابانية وعن الاحزاب السياسية اليابانية وعن الاهتمام الياباني بالدراسات العربية والاسلامية

{ كاتب ومؤرخ عراقي

مشاركة