اللبناني نجم الشدراوي لـ (الزمان): الجمال سر انتشار الأغنية العراقية

حوار‭ – ‬كاظم‭ ‬بهية

‭ ‬أكد‭ ‬الفنان‭ ‬اللبناني‭ ‬نجم‭ ‬الياس‭ ‬الشدراوي‭ ‬أنه‭ ‬وُلد‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬يفيض‭ ‬بالفن‭ ‬من‭ ‬الأب‭ ‬والأم‭ ‬حتى‭ ‬أصغر‭ ‬فرد،‭ ‬حيث‭ ‬ترعرع‭ ‬في‭ ‬كنف‭ ‬والده‭ ‬المطرب‭ ‬المعروف‭ ‬في‭ ‬الإذاعة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬اللبناني،‭ ‬الياس‭ ‬الشدراوي،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬اكتشف‭ ‬موهبته‭ ‬في‭ ‬العزف‭ ‬والغناء‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬الثانية‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمره‭.‬

وقال‭ ‬الشدراوي‭ ‬لـ‭”‬الزمان‭” ‬إنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ميله‭ ‬إلى‭ ‬التمثيل،‭ ‬فإن‭ ‬الموسيقى‭ ‬والغناء‭ ‬استحوذا‭ ‬على‭ ‬المساحة‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬حياته،‭ ‬مستنداً‭ ‬إلى‭ ‬إرث‭ ‬والده‭ ‬الفني‭ ‬الممتد‭ ‬لخمسين‭ ‬عاماً،‭ ‬وما‭ ‬تركه‭ ‬من‭ ‬أثر‭ ‬عميق‭ ‬في‭ ‬ثقافته‭ ‬ووعيه‭ ‬الفني،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفعه‭ ‬إلى‭ ‬دخول‭ ‬عالم‭ ‬الغناء‭ ‬والموسيقى‭ ‬رغم‭ ‬ممارسته‭ ‬التمثيل‭ ‬خلال‭ ‬دراسته‭ ‬في‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للفنون‭ ‬المسرحية‭.‬

واستعاد‭ ‬بداياته‭ ‬قائلاً‭: “‬بدأت‭ ‬مسيرتي‭ ‬أولاً‭ ‬بالتمثيل‭ ‬عام‭ ‬1978،‭ ‬وكنت‭ ‬حينها‭ ‬في‭ ‬الحادية‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمري،‭ ‬أشارك‭ ‬في‭ ‬فعاليات‭ ‬فنية‭ ‬داخل‭ ‬المدرسة،‭ ‬وحظيت‭ ‬بأول‭ ‬فرصة‭ ‬للظهور‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬هناك‭. ‬ثم‭ ‬أصبحت‭ ‬مديراً‭ ‬لمسرح‭ ‬النجوم،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬أتحول‭ ‬إلى‭ ‬العزف‭ ‬على‭ ‬آلة‭ ‬القانون‭ ‬عام‭ ‬1984،‭ ‬وأتعلمها‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬عازفاً‭ ‬وكورس‭ ‬ومقدم‭ ‬برامج‭. ‬استمريت‭ ‬في‭ ‬العزف‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2004،‭ ‬وعملت‭ ‬مع‭ ‬معظم‭ ‬المطربين‭ ‬والفنانين‭”. ‬وأشار‭ ‬الشدراوي‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬قدّم‭ ‬ألحاناً‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الفنانين،‭ ‬بينهم‭ ‬راوي،‭ ‬بولينا،‭ ‬مهدي‭ ‬قمر،‭ ‬سمير‭ ‬يونس،‭ ‬جان‭ ‬سمعان،‭ ‬وكمال‭ ‬وهب،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ألحان‭ ‬للكنيسة‭. ‬كما‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬ظهور‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬التلفاز‭ ‬كان‭ ‬عام‭ ‬1983‭ ‬مع‭ ‬الفنان‭ ‬العالمي‭ ‬سامي‭ ‬كلارك،‭ ‬وأنه‭ ‬أحيا‭ ‬حفلات‭ ‬في‭ ‬مطاعم‭ ‬ومرابع‭ ‬ليلية،‭ ‬وتنقل‭ ‬بين‭ ‬العزف‭ ‬والغناء‭ ‬المنفرد،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتفرغ‭ ‬حالياً‭ ‬لتعليم‭ ‬الصولفاج‭ ‬والفوكاليز‭.‬

وعن‭ ‬سبب‭ ‬اختياره‭ ‬آلة‭ ‬القانون،‭ ‬أجاب‭: “‬لم‭ ‬أفشل‭ ‬أبداً‭ ‬في‭ ‬الغناء،‭ ‬لكن‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬واجبي‭ ‬اختيار‭ ‬آلة‭ ‬العزف،‭ ‬واخترت‭ ‬القانون‭ ‬لأنه‭ ‬مميز‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬الآلات‭”.‬

وحول‭ ‬حصيلة‭ ‬تجربته‭ ‬الفنية،‭ ‬قال‭ ‬الشدراوي‭ ‬إنها‭ ‬أثمرت‭ ‬حفلات‭ ‬مع‭ ‬معظم‭ ‬المطربين‭ ‬والمطربات،‭ ‬وحلقات‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬منوعة،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬لحن‭ ‬له‭ ‬كان‭ ‬للمطرب‭ ‬نبيل‭ ‬عدول‭ ‬في‭ ‬أغنية‭ “‬ويلي‭ ‬لوم‭” ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬الشاعر‭ ‬عيسى‭ ‬عيسى،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتوالى‭ ‬ألحانه،‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬قُدم‭ ‬للكنيسة‭.‬

وعن‭ ‬سر‭ ‬انتشار‭ ‬الأغنية‭ ‬العراقية‭ ‬عربياً،‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬جمالها‭ ‬ولحنها‭ ‬القريب‭ ‬من‭ ‬قلوب‭ ‬الناس‭ ‬هما‭ ‬ما‭ ‬جعلاها‭ ‬تحظى‭ ‬بشعبية‭ ‬واسعة‭. ‬وفي‭ ‬ختام‭ ‬الحوار،‭ ‬شدد‭ ‬الشدراوي‭ ‬على‭ ‬أن‭ “‬على‭ ‬المطرب‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬يثقل‭ ‬فنه‭ ‬بالدروس‭ ‬والتمارين‭ ‬والثقافة‭ ‬الذاتية،‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬بلغ‭ ‬قمة‭ ‬النجومية‭”.‬

‭ ‬

مشاركة