الغرور والتكبر والتصابي أمراض لا علاج لها

الغرور والتكبر والتصابي أمراض لا علاج لها
عندما تكبّر سنان يوسف وهو طالب على المدرسين والطلبة ثم يتصابى بحركاته بعد مرور 25 سنة على تخرجه وينظر الى العاملين معه في الدائرة نظرة تكبر وغرور (فمن حقه) انه ما ان ولد عام 1953 وجد الثراء والغنى فوالدته طبيبة ووالده عسكري كبير وعمته مدير عام وعمه مليونير ولا يوجد في اسرته من لا يحمل شهادة بين البنات والبنين لذلك لن تجد من يحب من سنان.
ولكن عندما يتكبر خالد على اقرب الناس له وعلى عشيرته لانه صار قائدا فلن يليق به ذلك فوالده يعمل صباحا كفراش ومساء بستاني في بيوت الميسورين والدته لا تقرأ ولا تكتب وعملت في شبابها فلاحه مع والدها في بستان واعمام خالد ثلاثة الكبير سائق سيارة لنقل الطحين والآخر فلاح والثالث حارس (كشخة فارغة) مررت شخصيا بقصة مع خالد الذي توفى خلال العام الجاري ولم يحضر المئات من المقربين له والاصدقاء في مجلس الفاتحة.
والد خالد سعى ليل نهار في العمل ليوفر كل شيء لاسرته حارما نفسه من الكثير من الملابس والاطعمة خالد هو الكبير وله ثلاث اشقاء وثلاث شقيقات لم يكملوا دراساتهم الجامعية خالد تميز في الدراسة بين الطلاب وفي المحلة الشعبية التي يسكنها في السنة الاولى بالكلية تعرفت عليه احداهن وجمع الحب بينهما.
والدها موظف بسيط ووالدتها لا تعرف القراءة والكتابة ولها ثلاث شقيقات واربع اشقاء اكملوا دراساتهم الجامعية ولانهم بمسحة جمالية وشهادة البيت لم يعد من مستواهم البقاء ولابد من الرحيل ورحلوا حقا وقالت خمائل لخالد اسمع انا احبك وانت كذلك فاذا اردت ان تتزوجني فلي شروطي وهي بعد تخرجك تنسى ان لك اهل وان تسعى ان ينتقلوا اهلك الى مكان راق هذا الكلام نقله خالد الى اهله الذين قالوا له (افعل ما يريحك ويسعدك)
وتزوج خالد بعد تعيينه وحضر الزواج والديه وخمائل تقول لخالد هذه اخر مرة تراهم هنا.
خمائل مدرسة وخالد احد الضباط انجبت ثلاث بنين وثلاث بنات والحسرة في قلب والدي خالد الذي كان يزورهم في الخفاء ويساعدهم ماديا ولا يعرف شيء عن مصير اخوته وحتى لو عرف فهو ضعيف وخائف واليوم وبعد عشرين سنة زواج يشعر بالندم والغلط.
بنات خالد تزوجن من مهندسين وصيادلة وابنائه تزوجوا من بنات امرين الايام اثبتت ان خالد لا يملك سلطة على زوجته فقد اشتاقت والدة خالد الى ابنها وبناته وابنائه وراحت الى قصره ولكنها لم تلق ذلك الترحيب فقد اجلسوها في المطبخ واحدى الفتيات قالت من هذه العجوز وحين قالت لها انا جدتك ام خالد (ابوك) عانقتها للمرة الاولى مما اغضب الام المدرسة وجاء خالد فحضن امه وسأل عن والده وشقيقاته وردت ابنته بابا لماذا لا نعرفهم الى لان فقال لها اسألي امك.
ابن خالد اصبح طيارا وقتل بعد ان سرقت سيارته وعم الحزن والبكاء ومجلس الفاتحة ضم كبار الشخصيات وام خالد العجوز سمعت من الآخرين وذهبت وزوجها ابو خالد يصرخون ويلطمون والكل يسألون من هؤلاء.
هذا جد وهذه جدة الطيار القتيل ولكن ام الطيار لم تعر لهما اهمية بل قالت لزوجها الضعيف الشخصية ممنوع ان يبقى وابوك وامك هنا.
ومع الايام مات والدي خالد الضابط الضعيف الشخصية وهما يدعون له بالخير والعافية ويشتمون زوجته وذويها.
ولكن الحدث غير المتوقع والذي حصل عام 2007 هو ان باب دارنا المتواضع طرق وكانت هناك سيارة تكسي يقودها العميد خالد وهو بحال مخربط رحبت به اهلا ابو وادخلته في (الهول) المتواضع فقال لي.
التقينا سوية مرة عندما زرتني في وحدتي ايام القادسية لاجراء لقاء صحفي عان 1987 ورديت عليه نعم اذكر ذلك واذكر عندما قلت لي انا اسف لا استطيع ان اعطيك قمصلة عسكرية لانها محسوبة علي وانت امر التموين والنقل اهلا وسهلا تفضل بماذا اخدمك يا قريبي العزيز.
سمعت انك اليوم كاتب وصحفي وعلاقاتك في وزارة الصحة جيدة ولهذا جئت اليك حتى تسعى لي في نقل زوج ابنتي من المكان كذا الى كذا وتراهنت مع زوجتي عليك وبعد ان شرب الشاي قلت له اراك الان في سيارة تكسي؟
الحقيقة احلت الى التقاعد ووجدت ان مهنة سائق التكسي تجعلني اقضي وقتي.
وقلت له انا اعتذر لا استيطع ان اقدم لك شيئا لاني لا اعرف احد وانتهت علاقتي بوزارة الصحة وانا الان متقاعد لاني والاسرة سنرحل الى مصر والان بدأنا نبيع اغراضنا ورد علي بكل صلافة والله اني ما اعرف اريدها منك ولا تحرجني امام زوج ابنتي.
اسف يا ابن (….) والله ما اعرف احد اليوم الجميع من الجدد.
ونهض من (الهول) وخرجت معه لاودعه معتذرا ورد علي قبل ان ينطلق للحصول على (كروة) قال لي بلا خجل.
انت صحفي فاشل وسألت عنك داود الفرحان فقال عنك صحفي نص ردن.
وقبل نهاية العام الذي التقينا فيه توفى خالد واقيم له مجلس فاتحة لم يضم سوى اعداد قليلة من المغتربين له فقط ليس بينهم لا اخوانه ولا اخوانه خوفا من ان تطردهم زوجته بنت الرزام (نعم)
شاكر عباس
/7/2012 Issue 4241 – Date 3 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4241 التاريخ 3»7»2012
AZPPPL

مشاركة