العزاوي لـ (الزمان الرياضي): المواهب الكروية نواة للمنتخب الوطني والدعم المؤسساتي سر النجاح
بغداد- نصير الزيدي
انفردت صحيفه (الزمان) بلقاء المدرب داود العزاوي مكتشف النجوم وعضو الهيئة المؤقته لنادي الزوراء الذي يعد
من أفضل مدربي وكشافي الفئات العمرية في العراق فهو اكتشاف الراحل احمد راضي ويدلي اليوم باوراق ذكرياته في كلمات مختصرة لما مر به في محطات مشواره.
كيف كانت بدايتك مع كرة القدم؟ ومتى قررت أن تتحول من لاعب إلى مدرب؟
– كانت البداية مع الفرق الشعبية ثم فرق المدرسة المتوسطة والإعدادية والجامعة ومنتخب الجامعة. تخرجت من كلية التربية الرياضية عام 1963. أول مباراة رسمية لعبتها كانت مع فريق الكرخ ضد فريق الإعدادية الشرقية في 16/12/1963، ومن هناك بدأت مسيرتي كلاعب. بعد ذلك، في 1965، تم اختياري لأكون مساعد مدرب منتخب الكرخ ثم مدربًا للفئات العمرية.
من كان أول لاعب شاب اكتشفته وشعرت بأنه سيكون نجمًا؟
– أول لاعب شاب اكتشفته كان من فرق الإعدادية، وكنت دائمًا أبحث عن اللاعبين الموهوبين الذين يمكن أن يصبحوا نجوماً في المستقبل. وأذكر أن مركز الكرخ كان مليئًا بالمواهب التي أثبتت نفسها لاحقًا.
ما هو أصعب تحدٍّ واجهته في مسيرتك كمدرب للفئات العمرية؟
– التحدي الأكبر كان قلة الدعم لمراكز الموهبة، وصعوبة اكتشاف اللاعبين الجدد في ظل ضعف الإمكانات كما واجهنا تحديًا في إقناع المؤسسات الرياضية بأهمية هذه المراكز وإعطائها الاهتمام الكافي.
ما المبادئ التي تعتمدها في تدريب اللاعبين الصغار؟ وهل تختلف عن تدريب الكبار؟
– تدريب الناشئين يتطلب الجمع بين المهارة الأساسية والانضباط، مع التركيز على الجوانب التربوية قبل الفنية. تدريب الكبار يركز على الجوانب التكتيكية واللياقة البدنية العالية أكثر من التركيز التعليمي.
كيف تكتشف الموهبة الحقيقية في لاعب ناشئ؟
– الموهبة الحقيقية تظهر في السرعة، والمرونة، وسرعة الاستجابة للأداء الفني، إضافة إلى الالتزام والذكاء الكروي. اللاعب الموهوب يتضح من خلال تجاوبه مع التدريب واللعب تحت الضغط.
هل تؤمن بأن اللاعب الموهوب يُصنع أم أنه يولد بالفطرة؟
– الموهبة فطرية في الأساس، لكنّها تحتاج إلى صقل وتدريب مستمر. اللاعب الذي يمتلك الموهبة ويجد بيئة تدريبية صحيحة يمكن أن يصبح نجمًا كبيرًا.
انتقدت سابقًا مدرب منتخب الناشئين لتجاهله مواهب مركز الكرخ… برأيك، ما أسباب هذا التجاهل؟
– التجاهل سببه عدم متابعة دقيقة للمراكز، واعتماد البعض على أساليب تقليدية أو محاباة معينة. بعض المدربين لم يدركوا أهمية استثمار هذه المواهب بالشكل الصحيح.
ما رأيك في أداء المدربين الأجانب مع المنتخبات العراقية؟ وهل تنصح بتعيين مدربين محليين بدلاً عنهم؟
– المدرب الأجنبي قد يضيف خبرة تنظيمية عالية، لكن المدرب المحلي يعرف طبيعة اللاعب العراقي أكثر. الحل المثالي هو دمج الخبرات بين المحلي والأجنبي مع دعم واضح من الاتحاد.
هل ترى أن اتحاد الكرة يدعم فعليًا مشاريع مراكز الموهبة، أم أنها شعارات أكثر من كونها مشاريع جادة؟
– للأسف، أغلب المشاريع بقيت شعارات أكثر من كونها مشاريع حقيقية. الدعم موجود شكليًا، لكن التنفيذ الميداني ضعيف.
ما أبرز الفروقات التي لاحظتها بين واقع كرة القدم في العراق ودول مثل ألمانيا أو قطر؟
– الفارق كبير جدًا في التخطيط والتنظيم والدعم المالي. في العراق نفتقر إلى الاستمرارية والمشاريع الطويلة الأمد، بينما هناك يتم العمل بشكل مؤسسي ومدروس.
كيف ترى مستقبل الكرة العراقية على مستوى الفئات العمرية؟
– المستقبل موجود إذا استثمرنا في مراكز الموهبة وعملنا بأسلوب علمي حديث، لكن بدون ذلك سنستمر في فقدان المواهب.
هل أنت راضٍ عن أداء وزارة الشباب والرياضة في دعم الأكاديميات والمواهب؟
– الوزارة دعمت بعض المراكز، لكنها لم تكمل العمل بالشكل المطلوب. هناك حاجة لاستراتيجية طويلة المدى واستثمار أكبر في المواهب.
هل هناك لاعب كنت تعتبره مشروع نجم، لكنه خذلك؟ ولماذا؟
– نعم، هناك بعض اللاعبين الذين امتلكوا الموهبة لكنهم افتقدوا الالتزام والانضباط الذاتي، وهذا ما جعلهم يضيعون فرصهم.
من هو المدرب الذي ألهمك وكنت تتمنى العمل معه؟
– أثرت بالعديد من المدربين الكبار، لكن أكثر من ألهمني هم الأساتذة الذين عملت معهم في مراكز الموهبة، أمثال المرحوم جاسم مطشر والمرحوم إسماعيل مجيد.
كيف تقضي يومك حاليًا بعد كل هذا المشوار الطويل في الملاعب؟
– أقضي يومي بين متابعة الكرة والتواصل مع زملاء المهنة القدامى، وأحرص على كتابة الملاحظات حول تطوير اللعبة.
مباراة لن تنساها كانت تحت قيادتك؟
– مباراة منتخب الناشئين عام 1974 والتي جرت قبل مباراة العراق وتونس وتواجد فيها معظم نجوم إنجاز 1977حيث جرت أمام 60 الف متفرج
لو كنت اليوم في موقع اتخاذ قرار في الاتحاد العراقي، ما أول قرار ستتخذه لتطوير الكرة؟
– أول قرار سيكون إعادة تفعيل مراكز الموهبة بشكل علمي ومنهجي، مع فرض متابعة حقيقية من الاتحاد.
ما نصيحتك للمدربين الشباب الذين يسيرون على دربك؟
– نصيحتي لهم الصبر والعمل المتواصل وعدم الاستعجال في النتائج، مع الاهتمام بالتطوير الذاتي المستمر.
هل تفكر بتأليف كتاب عن تجربتك؟ وماذا ستسميه إن فعلت؟
– نعم، أفكر بتأليف كتاب أسميه رحلتي مع المواهب الكروية» يوثق تجربة طويلة مع اكتشاف وصناعة النجوم.