العباس بطل الكرامة

لو بحث الإيثار عمن يهبه معناه ليزداد معنى لما وجد كالعباس مغنى!

(مقولة الشاعر)

ياهيبة ساخَ الوجودُ لهولها

وأخوة يبكي لها الأخوانُ

عنوانها الأبهى يدور مع المدى

عباسُ في عنوانها العنوانُ!

الفرقدان تعجبا لمثالهِ

هو فرقدٌ لكنهُ الإنسانُ

المجدُ يلمعُ بالتقاطِ شذوره!

هو شذرةٌ لمعت بها الأكوانُ!

مامر ذكرٌ للبطولة  نابضٌ

إلاَ وعباسٌ بها حرَانُ!

مامرّ ذكرٌ للشريعةِ دامعٌ

إلاّ وعباسٌ بها حيرانُ

ميدانهُ فيه الجحيمُ بكفةٍ

وبكفةٍ فيه المنى وجنانُ

يعلو على المجدِ البعيدِ بشأوه

فهو الثريا مالهُ أقرانُ

فهمُ ثلاثة دهرنا لاغيرهم

(ايوب) للصبر العجيب رهانُ

وكذا الحسينُ بصبره قطف العلا

واخوه بالصبر الجميلِ مزانُ

أنبيكَ عنه في العطاشى أوحدٌ

رغم البحار فبحرهُ عطشانُ

أنبيك عنهُ في الحيارى مبصرٌ

حتى بغير كفوفه ملآنُ!

ماأنجبت أم الزمان كمثله

هل ينجب المرجانُ والريحانُ !

فالأم تنجبُ ميتا، أو مجهضا

لكنهُ للمنجبين جمانُ!

***                    ***

ياهيبةً يهفو لها الوجدانُ

بجلالها يترفع الإيمانُ

لو يعرفُ الناسُ الكرامُ كرامهم

ماشح من وجه الوجودِ أمانُ

فالحصنُ عباسٌ يلوذُ بحصنهِ

من داهمتهُ منيةٌ وهوانُ

فالدمعتان هما هما ، إحداهما

تنعى الحسين خطا به الخذلانُ

ثانيهما العباسُ احرق وجدها

هذا اللهيبُ وقودهُ الأشجانُ

***                    ***

ياآية يتلى بها القرآنُ

وإقامة يحلو بها الآذانُ

فلكم بكينا في مخاضات الأسى

وبكلّ صمتٍ تُذبحُ الأوطانُ

عباسُ من كفّ العراقِ تنعموا

لكنهم قطعوا الكفوف وخانوا

هذا العراق كما قتلتَ معطشاً

فيه الفراتُ وشعبهُ ظمآنُ

فيهِ الموائدُ تستجيرُ لجائعٍ

والشعبُ فيه باسلٌ غرثانُ

فيه تشرد صبيةٌ لم يحلموا

هذي رُقيةُ بالسياطِ تهانُ

فانظر لزينب في الركابِ تحسرتْ

عجبا تدومُ حياتنا ونصانُ !

وانظر فذاك ضميرنا دسنا عليه

كما الوحوش فما لنا إحسانُ!

إني وشعركَ ياعظيمُ تنالنا

في الكبرياء رماحهم وطعانُ

فقصيدتي عن كفكَ الأبهى تغيـبُ

لأنها في كفكَ الميزانُ!

ولأنني في صمهم ، في بكمهم

دوَيتُ فيكم ، فانبرتْ أضغانُ!

مالي أميرٌ غير أنتَ بمدحتي

فلذا أبيعُ ومدحكَ الأثمانُ

فالطف من حولي تدور معاركا

وصهيلُ موتي مالهُ إذعانُ

أبطلتَ مفعولَ القريضِ فما بدا

إلاّكَ فيهِ شاعرٌ وبيانُ

رحيم الشاهر- كربلاء

مشاركة