الضباط المتقاعدون يغيرون ولاءهم
أهالي ريف دمشق يمضون يومين في منازلهم خوفاً من العمليات في داريا
دمشق ــ لندن ــ الزمان
امضى اهالي بلدتي الاشرفية وصحنايا التابعتين لريف دمشق جنوبا يومين داخل منازلهم، خوفا من من اصوات القذائف التي يطلقها الجيش السوري النظامي على منطقة داريا المجاورة لتلك البلدتين، ومنعوا من التجوال في الشوارع، تحسبا لسقوط قذائف هاون على المواطنين من المعارضة المسلحة في داريا ردا على مصادر النيران من قبل الجيش النظامي. فيما قالت مصادر لـ الزمان في لنطن ان اغلب االضباط المتقاعدين قد غيروا ولائهم لكنهم لا يجدون منافدا للالتحاق بالجيش الحر الذي يريدون الالتحاق به.
واوضحت المصادر انهم من الخزين الذي يمكن ان يساهموا بالتغيير في وقت لاحق. ولاحظ مراسل الزمان بدمشق الذي يقيم في بلدة الاشرفية التي يقطن بها الغالبية من الطائفة الدرزية والمسيحية خلو شوارع البلدتين من المارة خلال اليومين الماضيين، مع انتشار امني كثيف في الشارع الرئيسي الذي يفصل بين بلدتي الاشرفية وصحنايا عن منطقة داريا التي تشهد منذ عدة ايام اشتباكات عنيفة بين الجيشين السوري والحر، وتتعرض ليلا لقصف مدفعي من قبل قوات الجيش السوري النظامي. وذكرت وكالة الانباء السورية سانا الاثنين ان وحدات من الجيش السوري تمكنت من القضاء على عشرات الإرهابيين وتدمير 6 مدافع هاون في داريا بريف دمشق جنوبا.
إضافت الوكالة ان وحدات من الجيش واصلت عملياتها في ملاحقة الإرهابيين الذين يرتكبون أعمال قتل وسلب ونهب في مدينة داريا بريف دمشق وكبدتهم خسائر كبيرة. وذكر مصدر مسؤول انه تم القضاء على مجموعة إرهابية في أرض الشعفورية ببساتين داريا الشرقية في ريف دمشق.
وقال المواطن حمدان الهادي من سكان الاشرفية بريف دمشق منذ يومين ونحن نقبع في المنزل، لا نعرف ما يجري حولنا ، مؤكدا انه طوال اليومين الماضيين لم تنقطع اصوات القذائف التي تسقط في محيط منطقة داريا، مع سماع اصوات رصاص متقطع. واضاف المواطن الهادي لـ الزمان ، وهو صاحب مقهى انترنت على الطريق العام وبقربه حاجز للجيش السوري لقد منعني الجيش وقوات الامن من فتح المحل، وطلب مني العودة الى المنزل، وعدم الخروج، خوفا من سقوط قذائف من قبل المسلحين .
وبدوره اكد الشيخ ابو هاني وهو موظف حكومي انه لم يرسل اولاده الى المدرسة خلال اليومين الماضيين، لافتا الى ان الاوضاع كانت مقلقة وغير مطمئنة، خاصة وان اصوات قذائف المدفعية كانت تسمع بشكل واضح اثناء سقوطها على الارض. وقال الشيخ ابو هاني لـ الزمان إن معظم المحلات التجارية كانت مغلقة، وان عناصر الامن تجوب الشوارع بشكل مكثف، لم نلحظه من قبل ، لافتا الى ان الاولاد شعروا بالخوف الشديد، من غزارة القذائف التي كانت تسقط حتى وقت متأخر من الليل، ولم نتمكن من النوم حتى وقت متأخر من ليل امس . وكانت تعزيزات عسكرية سورية مؤلفة من عدة دبابات، وسيارات مركب عليها رشاشات، وسيارات عسكرية تقل جنودا، قد وصلت قبل عدة ايام الى الاوتوستراد الدولي الذي يربط بين دمشق وعمان وانتشرت في محيط بلدة نهر عيشة، تحضيرا لشن هجوم على منطقة درايا، وتخليصها من المعارضة المسلحة او ما يسمى بالجيش الحر، كما تم قطع الطريق الدولي لعدة ايام امام السيارات الذاهبة من والى ريف دمشق ومحافظة درعا جنوبا . ومن جانبه قال ابو حمد الهناوي من سكان محافظة السويداء جنوب سوريا أتيت إلى الأشرفية يوم الخميس الماضي للمشاركة في حفل زفاف احد الاقارب، وانه اراد ان يغادر الاشرفية يوم الاحد الماضي عائدا الى السويداء، الا انه لم يتمكن من المغادرة بسبب منع حواجز الجيش له من المغادرة، والاصرار عليه بعدم الخروج من المنزل لاي سبب كان حرصا على سلامته، وعدم تعرضه للمساءلة . واوضح ابو حمد 59 عاما لـ الزمان ان ما سمعته في الايام الماضية من اصوات للقذائف، والاشتباكات العنيفة التي تدور في ريف دمشق، توحي بأن معركة طاحنة تجري، وان الخسائر التي خلفتها سقوط القذائف بالتأكيد كبيرة، لانها لم تنقطع طيلة اليومين الماضيين . وقد تسبب القصف العنيف الذي يستهدف منطقة داريا حركة نزوح كبيرة من الاهالي باتجاه بلدتي الاشرفية وصحنايا، وقد شوهد عشرات السيارات وهي تقل نساء واطفال وهم يجوبون شوارع البلدتين بحثا عن مأوى، بحسب ما اكده شهود عيان لمراسل الزمان .
ويشار الى أن مدينة داريا تبعد عن بلدتي الاشرفية وصحنايا مسافة 3 كيلو متر، شمالا، وهناك تتداخل في الاراضي فيما بينهم
ويذكر ان بلدتي الاشرفية وصحنايا لم تشهدا اية مظاهرات احتجاجية منذ منتصف مارس 2011، غالبيتة السكان من المؤيدين للنظام، ولذلك تعمل السلطات الامنية على المحافظة على امن واستقرار هاتين البلدتين، عبر اقامة الحواجز على مداخل البلدة من الجهات الاربعة واجراء تفتيش دقيق للسيارات الداخلة والخارجية منهما، علما ان عدد من المناطق الساحنة تحيط بهما مثل داريا والمعضمية والكسوة والسبينة وجديدة عرطوز التابعين لريف دمشق غربا وجنوبا.
AZP02