الشكاك
كثيرون يعترفون ان قنوات الاعلام سابقا وحاليا لها دور كبير في الشهرة الشخصية والاجتماعية والاعلام يعرف على العلاقات والصداقات الاخوية وعبر عملي كصحفي تخصصت في الشؤون الطبية والصحية تعرفت على الاطباء والطبيبات وجمع بيننا الحب والود والاحترام بما يرضي الله والضمير والمجتمع بالصفة الاخوية المخلصة.
فكان لي دور في نشر مواضيع ولقاءات في اكثر من جريدة للأطباء والطبيبات ولم يكن هناك مطلب مادي او عيني بقدر ما حققت الانتاجية وتواصل ظهور اسمي كصحفي متابع الجأ اليهم في الحالات المرضية لاسرتي واسر زملائي. احدى الطبيبات الاختصاص بالامراض النسائية والتوليد تعرفت عليها في مستشفى وكانت متجاوبة معي في اجراء المواضيع والاجابة على العديد من اسئلة القراء.. ومع سنوات العمل حظيت هذه الطبيبة بالسمعة واصبحت مراجعة عيادتها بالمواعيد.. والمراجعين لها في المستشفى في تزايد ملحوظ ومن خلالها تعرفت على بناتها احدهما طبيبة اسنان والاخرى مترجمة انكليزي ولم تأت الفرصة للتعرف على زوجها الطبيب العسكري في احدى الوحدات خارج محافظة بغداد.
كنت اذهب الى غرفتها في المستشفى لشرب القهوة او في عيادتها كلما كان عندي واجب للجريدة وفي يوم من الايام اتصلت بي هاتفيا وطلبت حضوري لعيادتها ونحن نشرب القهوة قالت لي..
– اريد منك ان ان تتعرف على زوجي العميد الطبيب وتجري معه لقاء صحفي للجريدة فهو طيب وهادئ والبارحة التحق الى وحدته وانت عند ذهابك الى الفيلق (مر عليه) فهو على علم بذلك.
– وجاءت الفرصة مع الايام بواجب رسمي الى الفيلق وقد كنت حينها مراسل حربي لجريدة عسكرية ووصلت الى الفيلق وسألت على العميد الطبيب الذي وصلت غرفته ومعي المصور وجلست وزميلي في غرفته لحين عودته من غرفته لحين عودته من غرفة القائد.
– وطل علينا رجل طويل القامة اصلع ابيض الشكل عمره بالستين سنة تقريبا ولم اتوقع ان هذا الرجل هو زوج تلك الطبيبة لعدم وجود تناسق بينهما ووقف في منتصف الغرفة وقال..
– من منكم الصحفي شاكر عباس واجبت انا سيادة العميد وقال مضيفا..
– كنت اسمع اسمك يتردد دائما من الدكتورة ورغبت ان اتعرف عليك حتى اقول (انت تافه وسيئ الاخلاق ومبالغ فيما تكتبه عن الدكتورة التي لا تفهم شيئا في الطب واللقاء معها ماكو داعي لانها تعتمد على النشرات والكتب حتى تجيب على اسئلتك).
– اسمع بامكاني الان ادخلك السجن ولكن احذرك ان لا تلتقي بعد الان بالدكتورة (تره ابهذل احوالك) امشي اطلع بره يا ابن.
– ونظرت من حولي ولم اجد المصور الذي كان قد هرب من الغرفة في بداية التهجم والذي ما صدق حتى يفضحني في الجريدة وفضول البعض.
– لقد حزنت لهذا الموقف وانا لم اسيء بشيء ولم اتجاوز على احد وقررت جراء الخوف ان لا اتصل بعد الان بالدكتورة.
– ولكن بعد يومين اتصلت بي الدكتورة وقالت لي.
– اسمع شاكر اني اسفة لما حصل لك من الدكتور هو الذي قال لي.. (انه طردك ورزلك) تعال العصر للعيادة طيحت حظه وتعال حتى يعتذر منك لازم تجي هو يتصور اني على علاقة معك وانت اشرف منه.
– وذهبت فعلا وسلمت على ابنتها المترجمة التي وجدتها بدلا من السكرتيرة المجازة.. ودخلت الى الدكتورة التي اتصلت بزوجها وعيادته في نفس العمارة وهي تقول له (تعال بسرعة شاكر اجه)
– ودخل بوجه مبتسم وهو يصافحني وقال لي انت مثل ابني جنت تعبان نفسيا ومن ذلك اليوم وحتى هذه اللحظات لم اعد اعرف شيء عنهما لان الشكاك انسان مريض لا ينفع معه اي علاج في العالم بل لديه الاستعداد ان يرتكب الحماقات.
شاكر عباس
/5/2012 Issue 4211 – Date 28 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4211 التاريخ 28»5»2012
AZPPPL