السلام على منذر بعد هجرته الأولى

السلام على منذر بعد هجرته الأولى
في هذا العام يورد الخاطر بالم يتخمر في قلبي حزناً وضاق صدري بزفرات الردى في حشرجة مضطربة خائراً القوى موهوماً مقروحاً بالنكدات أأن شوقاً لمحياك و قلبي يخفق لحبك وعيناي تذرف دمعاً سخيناً ولم تعجز عن النوح، اداري اوجاعي اتوحد مع الحزن في عزاء الذات والرثاء امضغ آلامي في عامي هذا وازداد تعاسة وحيرة. تستهويني ذكراك مستغيثاً لرحيلك الابدي، خائفاً متبتلاً، اجأر بالشكوى من هذا الرحيل على حين غفلة راغباً في صلاة نافلة في جوف الليل قريباً من السميع المجيب اثر السلوى وانتفخت اوداجي واحمرت عيناي وانا القي بجسدي النحيل على قبرك تنازعني نفسي بالجلوس من مقامك في زيارتي لمثواك يعد عام اتنهد بقدر رافقك في رحلتك دون عودة اصطرع بشجن ولواعج واغتسلت بتراب قبرك في عيد الفطر المبارك كشاهد لا يهدر ولا يدركه الذبول يضيئ وجدان القلب انس بحبك يا اخي – منذر- محفوظاً بالشغف الذي لا يخلو من ومضات الروح فبكيتك امر البكاء ولم استطع ان اكابر على البكاء الذي لم يخذلني في محنتي بنوح وعيناي تنهمل بصمت تطلب الغفران في الزمن المر والذات وفاجعتك تلاحقني وان ابكي في كل مكان وزمان وسط دوامة الحيرة المدوخة تأتيني لطمات المحن من كل خاطرة حزينة متسائلاً هل بعينيك المغمضتين مرتع ومقبل؟
وسطع طيفك في منامي فجفلت مستيقظاً لعلي اجد مبتغاي في القول عن حيلك منذ عام فيؤرقني يوم الجمعة ويؤزمني ظهيرها فموتك فيه زادني وطأة وقسوة واضنيت روحي ومالبث الزمن ان اطفأ ذبالة روحك في تلك الظهيرة بعد اكمالك عامك الخمسين باشهر معدودات وبعد ان كنت ملئ السمع والبصر وذكراك تتجسد بمجاهدة الاصدقاء والاحبة حتى لا يطمسك النسيان فحضورك في الوجدان يتجلى ويتوهج وفي غيابك هذا كله اصبح اثراً بعد حين. وقدري ان افقدك في هذا العمر ما افجعني حقاً ليس رحيلك حيث يذهب كل انسان لشأنه وقدر شاهق يرنو لكل بشر يوارى الثرى وانما اشعر بفجيعة النسيان الذي اصابني في بعض جوانح عقلي بفعل العلة والمعلول والحدث والحزن والضعف زاهداً ناسكاً ارنو بيأس وحنان الى كفنك المنسوج بعشق الروح وحنينها ويضمك صدري الاعجف من القسوة والاذى.
فهدني المرض والاعياء والحزن يداهمني في الليل والنهار ويحاصر نفسي المتعبة تتأجج لواعجها تنتظر من يطلقها من اسرها لتخلد لاوجاع القلب واحزانه وتأزر مصيبتها في فجيعة الاخ الذي يتوشح جوانبي بالسواد وادلهمت نهاراتنا ومساءاتنا بالانين والصرخة المكبوتة ما هي الا اغماضة عين وانتباهتها رحلت عن دنيا فانية متوارياً بقبر يشهد نأبه الموت بيقين يشبه الشك.
وتجاذبنا الحديث مرة فقلت لك:
حتى نؤدي العمرة معاً؟ فقلت بحزن شفيف وصورتك ماثلة في الذهن. لا املك سكناً فقير الحال غير قوت يومي تتكفل زوجتي معيشتي واطفالي فكيف لي ان املك مالاً لاداء مناسك الحج وبيت الله الحرام؟ فقلت له بشهقة الروح يتحقق ذلك ان اشاء الله. وعدت الى البيت لا جد نفسي مبلولاً بموتك مضطرباً غير قادر على العذاب المبرح. يداهمني شعور التوأم الذي يغادر دون رجوع.
اخي منذر لم يغادر شخصك ناظري، لم نتكلم عن بكره حيث طواه الردى وغادر معك وارتفعت روحك الى عليين.
مر عام الرحيل والدمع لا ينضب في المآقي عام اجتزأ من عمري اعوام وليس عاماً والمرض والحزن قد اخذ مني جهداً ونصباً وكظني الالم طيلة رحيلك واستمرأت عيناي البكاء منذ الطفولة واجد في ذلك حباً ولذة لنفسي التي تآكلت بفعل القهر والكبت وعدت مرة الى البكاء عند الولوج الى المقبرة التي تضم رفاتك فابتدرت السلام والقيت نظرة وادعة دامعة على قبرك فبهت لمزارك الذي مر عليه عام. لم يظفر بطائل غير العتبة المرضية لله وانا ما انفك واقفاً برغم ثقل المصيبة التي انا فيها ارتل بهمس العزاء متضرعاً الرحمن والتوبة لك من الواحد الاحد وجمرة فراقك الابدي متقدة تتضوع في روحي فياضة تستجدي الرحمة والغفران اسعى اليك بخطوات وتيرة للثناء آسراً للمكان الذي انت فيه برغم طول الغياب وعيناي نائمة عن شواردها في رجعها البعيد مسكونة بحمى الدمع يلاحقني القلق ويستبد بي الارق مهزوم يتلبسني اليأس والمرارة وقسوة الفراق. وسلمت امري لمدبر الامر وضاقت الارض بي وبمن عليها حين ودعتك عل أمل أن القاك في موعد لاحق وتركت قبرك كاثر في نفسي وذكراك لا تنسى ابداً فتم قرير العين في مستقرك الابدي.
طارق النجار
AZPPPL

مشاركة