الزمان تدخل منطقة التضامن المدمرة والجيش السوري يعلنها منطقة آمنة
دبابات الأسد تستعيد حياً سكنياً في دمشق يقطنه الدروز والعلويون وأغلبيته سنية
دمشق ــ منذر الشوفي
عثر الجيش السوري النظامي على مقبرة جماعية في بلدة يلدا شرق العاصمة دمشق تضم اكثر من عشرين لمدنيين وعسكريين، وفي وقت اعلن فيه منطقة التضامن التي شهدت اشتباكات عنيفة خلال اليومين الماضيين منطقة آمنة خالية من المسلحين او من يسمون انفسهم عناصر الجيش الحر. وقال مصدر عسكري سوري لـ الزمان بدمشق ان وحدات من الجيش السوري عثرت على مقبرة جماعية في ساحة سوق الثلاثاء قرب بلدة يلدا تضم نحو اكثر من عشرين جثة تعود لمدنيين وعسكريين ، مشيراً الى أن الأدلة الجنائية بدأت باستخراج الجثث التي دفنت في حفرة عميقة قطرها اكثر من 10 أمتار وبعمق اكثر من ثلاثة امتار.
واضاف الضابط السوري الذي رفض عن اسمه ان المقتولين والمرميين في الحفرة هم عناصر من الجيش السوري الذين تم اختطافهم من قبل المسلحين سابقا، واخرون من سكان المنطقة، تم تصفيتهم بشكل بشع ولا انساني .
واشار المصدر الى انه تم العثور على اكثر من مشفى ميداني، كان اكبرها الموجود جامع الامام علي بن ابي طالب في شارع دعبول التابع لمنطقة التضامن، مشيرا الى ان المسلحين يقومون بإحراق الجثث خاصة عندما تكون لاحد الجنسيات العربية والاجنبية بهدف اخفاء هويتها وعدم القدرة على التعرف عليها، اضافة لحرق المنازل المتواجدين فيها. وردا على سؤال فيما اذا كانت العمليات العسكرية قد انتهت في منطقة التضامن بدمشق قال المصدر العسكري إن العمليات العسكرية استمرت يوميا في حي التضامن ودف الشوك، ومنطقة التضامن عموما اصحبت منطقة آمنة والناس بدأت تعود الى المنطقة والحياة طبيعة جدا، والمواطنين منتشرين في الشوارع ، لافتا الى ان الجهات المعنية تقوم حاليا بإزالة الخراب والدمار الذي لحق بالبيوت من جراء هؤلاء المسلحين.
ونفى المسؤول عن العمليات العسكرية في المنطقة ان يكون الجيش السوري استخدام الاسلحة الثقلية اثناء عمليات الاشتباكات مع المسلحين في منطقة التضامن، مشيرا الى المسلحين استخدموا الرشاشات الثقلية، وقواذف الـ ا ربي جي ومدافع الهاون. ويتهم المعارضة السورية وبعض المنظمات الدولية الجيش السوري بأنه يستخدم الاسلحة الثقيلة في اشتباكاته مع المسلحين في عموم المناطق السورية، وقد اثبت تقرير بعثة المراقبة الدولية ذلك قبل ايام، مؤكدا ان طرفي النزاع في يستخدمان الاسلحة الثقيلة.
وافاد مراسل الزمان خلال جولة نظمتها وزارة الاعلام السورية لبعض وسائل العربية والاجنبية المعتمدة الى منطقة التضامن ويلدا الى ان المئات من الجنود السوريين مازلوا منتشرين في محيط حي دعبول واحياء اخرى تابعة لمنطقة التضامن، اضافة الى وجود اليات عسكرية ودبابات متمركزة على مداخل المنطقة، كما لا تزال اصوات الرصاص تسمع من حين لآخر في المنطقة. وفي حي دعبول الذي شهد اعنف الاشتباكات حيث كان يتمركز عدد كبير من الجيش الحر فيه لاحظ حجم الخراب والدمار الذي لحق بمنازل والمحلات التجارية، ولا تزال هناك اعمدة الدخان تتصاعد من بعض المنازل من جراء حرقها، واكوام القمامة تملئ الشوارع والحارات الضيقة، عدا عن وجود العبارات المناهضة للنظام على جدران البيوت. وكان الجيش الحر اعلن انسحابه من التضامن بعد مواجهة عنيفة مع الدبابات والمروحيات.
لغة الدمار كانت تتحدث لوحدها وتصف مآسي ما حصل هناك، شعارات كانت كافية لتؤكد انها لا تريد هذا النظام، ولاتريد اجهزته الامنية، خفايا منطقة التضامن تكشف عن حجم القتال العنيف الذي دار هناك، وان غياب منظمات الانسانية يساعد على طمس معالم ما يجري ولا يمكنهم ان يوثقوا ما حصل. واكد مصدر عسكري آخر لـ الزمان انه اثناء المداهمة لشارع دعبول تم العثور على مشفى ميداني بداخل جامع علي بن ابي طالب، مشيرا الى ان الجامع كان بمثابة غرفة عمليات، حيث كانوا يرسمون الخرائط ويعدون الخطط لمهاجمة عناصر الجيش السوري. ويقول الجيش الحر ان ذلك حجة لتبرير قصف المساجد في رمضان وبدوره قال المواطن ابو اسامة من منطقة التضامن، خرجت من منزلي، قبل اسبوعين منه، وعندما علمت ان الجيش طهر المنطقة من المسلحين، عدت الى منزلي ، مشيرا الى ان منزله دمر بالكامل، ولم يبق منه إلا آثار منزل. وحسب الواقع فان العائدين الى التضامن اعداد صغيرة قياسا الى عدد السكان الاصلي. واثناء السير في شوارع المنطقة كانت النساء وبعض الاطفال يقفون على اسطح المنازل يرددون عبارات الله ميحي الجيش السوري ، ويحملون اعلاما صغيرة وعليه صورة للرئيس بشار الاسد. كما عثر على مقبرة اخرى في احد الحدائق بمنطقة التضامن عائدة للمسلحين حسب ما أكده لنا ضابط سوري، مؤكدا ان هذه المقبرة تم دفن القتلى بطريقة نظامية، وليس رميا في الشوارع كما يفعلون مع المواطنين او افراد الجيش السوري. واعلنت وكالة سانا ايضا ان الجيش السوري طهر منطقة يلدا بريف دمشق من فلول الإرهابيين. احد الموطنين اكد لـ الزمان انه شاهد مسلحين وهم يطلقون النار على شيخ وابنه قبل يومين في ساحة سوق الثلاثاء بيلدا، وتم رميهما في تلك الحفرة، مشيرا الى انه شاهد شخصان يجران قتيلين وتم رميهما ايضا في تلك الحفرة. ويشار الى منطقة التضامن يسكنها اقليات من الدروز، اضافة الى الطائفة العلوية، وغالبية من السنة من محافظتي ادلب شمال غرب سوريا، ودرعا جنوبا، وقد شهدت المنطقة تظاهرات احتجاجية منذ عدة شهور، وانفجارات، واشتباكات بين المسلحين، وبين عناصر الجيش السوري النظامي.
وكانت وحدات الجيش السوري قد بدأت عملياتها العسكرية منذ صباح يوم الجمعة الماضية وانتهت ظهر امس.
/8/2012 Issue 4270 – Date 6 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4270 التاريخ 6»8»2012
AZP02