صبري يصف الدنيا بالكاريكاتير ويقول: (أم ستّوري) شغلتني كثيراً وأجد الحرج في تصفح وجوه النساء – عادل سعد
يُدهشـــــــني كثيــــــــــــــــراً الرسامون الذين يتخذون من ارصفة الشوارع والساحـــــــــــــات استوديوهات مفتوحةً تستقطب متجوليــــن يعرضون ملامحهم موديلات في صفقات تحكمها جمالية الرسم بينما يأتي السعر تباعاً.
- لقد توقفت عند عدد منهم، صادفتهم في اسطنبول واثينا ومدريد وبيروت والقاهرة وهافانا ،بل وعلى مدخل سوق الملح التراثي في العاصمة اليمنية صنعاء ، اتامل أصابعهم وهي تواصل بخفة وانعطافات تشكيلية تحديد المعالم الوجوه وترسيم الغمازات والعلامات الفارقة الاخرى، ومن الذين ادهشوني بأمتياز، الفنان التشكيلي امير جندي صبري. لقد صادفته في دهوك يحتل زاويةً من ساحة (الصبة ) استلالاً لغوياً من صبة الاسمنت بينما تحمل اسماً رسميا (ساحة نوروز)
كان منشغلا مع احد المارة عندما حشرت صوتي بين الاثنين لأسأله: (هل تعلمت الرسم عفويا ام درسته اكاديميا؟).
يبدو ان سؤالي استقطبه، فقال: انا اجمع بين الاثنين، لقد أحسست بميل له منذ سنوات طفولتي الاولى، ثم درسته في جامعة الموصل وقطعت شوطا في تعلمه لكن احتلال داعش للمدينة جعلني اترك الجامعة واعود الى دهوك متخلياً عن حلمي. يضيف أمير وهو يواصل التدقيق في ملامح صورة شاب اراد استنساخها: كنت اطمح ان يكون بعهدتي مركزا لتعليم الرسم وانتهى حلمي في مرسم صغير داخل بيتي تحتله الألوان الزيتية والفحم وخطوط اقلام الرصاص بصورة غير منظمة خاصة عندما تشغلني لوحة ما.
وحين سألته: أي الوجوه تستقطبه اكثر اجاب: وجوه الاطفال، براءتهم، ما يزين وجوههم من نقاء وبشارة وصفاء. قال ايضاً الوجوه مدارس، هناك وجوه معقدة تتعبني في الفحص والرسم، وهناك وجوه بسيطة تحمل الكثير من الهدوء والامان والاطمئنان وهذه لا اصرف المزيد من الوقت لإنجاز رسمها.
وتوقفت بعض الوقت للاجابة عن سؤالي، أي الوجوه تواجه صعوبة في رسمها، النسائية، ام الرجالية، قال: (الوجوه النسائية ان رسمها يتطلب مني التدقيق فيها، الحياء يمنعني من التفحص الدقيق فيها لذلك ابذل وقتاً وجهداً اكثر بينما يتاح لي ان أتفحص وجوه الرجال دون أي حرج ،هذه مشكلة ترافقني بأستمرار وقد تكيفت معها).
كان لدي اسئلة اخرى، ولكن هناك من طال أنتظاره لتخطيط ملامحه فانسحبت على موعد اخر، حين ازور دهوك مجدداً.