طهران- واشنطن-الزمان
اتّهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الاثنين الولايات المتحدة ب»تشجيع» إسرائيل على «قتل» الفلسطينيين في قطاع غزة و»ارتكاب أعمال وحشية» بحقّهم.
ويتوجه رئيسي الى السعودية الاحد المقبل لحضور قمة منظمة العمل الإسلامي
وخلال استقباله رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في طهران، الذي توكد مصادر متطابقة حمله رسالة « أمريكية»، دعا رئيسي مجددا إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في غزة.
وتقول المصادر التي تحدثت لمراسلي -الزمان- في اكثر من عاصمة ان السوداني حمل رسالة محددة حول ضرورة وقف استهداف القوات والمصالح الامريكية في العراق وسوري وعموم المنطقة من خلال الفصائل المسلحة الموالية لايران في العراق وسوريا واليمن، وهناك رسالة خاصة حول اطلاق صواريخ ومسيرات من الحوثيين في اليمن نحو قطع بحرية أمريكية او اهداف في جنوب إسرائيل . ولم ينف او يثبت المتحدث باسم الخارجية الإيرانية وجود هكذا رسالة لكنه أشار الى ان الزيارة مستمرة والمواضيع مفتوحة كلها .
فيما كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» بات رايدر، الاثنين، أن القوات الأميركية تعرضت لـ38 هجوماً في العراق وسوريا واصابة 45 جنديا امريكيا منذ 17 تشرين الأول الماضي.
واكد المتحدث الأمريكي ان الغواصة اوهايو وصلت الشرق الأوسط في مهمة ردع مع قوات الاسطول الخامس. وهذه الغواصة واحدة من جيل قتالي متقدم ولها إمكانيات القصف النووي وتدمير جميع الأهداف البحرية وتضليل العدو واختراق اتصالاته وخطوطه الدفاعية.
وقال رئيسي خلال مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الوزراء العراقي إن «القصف يجب أن يتوقف في أسرع وقت ممكن، ويجب إعلان وقف إطلاق النار فورا وتقديم المساعدات لشعب غزة المظلوم».
وأضاف «هذه الجرائم الفظيعة وضد الإنسانية هي بمثابة إبادة جماعية يرتكبها الكيان الصهيوني بدعم من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية».
وأشار إلى أن «المساعدات الأميركية للكيان الصهيوني تشجعه على القتل وارتكاب أعمال وحشية ضد الشعب الفلسطيني. تأكيد الأميركيين أنهم يسعون إلى مساعدة غزة هو وعد كاذب ولا يتوافق مع أفعالهم».
من جهته، قال محمد شياع السوداني «بالتأكيد كانت القضية الأبرز القضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عمليات قتل ممنهج وإبادة جماعية بحق أبناء غزة وكذلك ما يحصل أيضا في الضفة الغربية على ايدي المستوطنين».
وأضاف «كلنا يعلم ان ما حصل من ازمة أخيرة لم تكن وليدة تاريخ 7 تشرين الأول/أكتوبر وانما جاءت نتيجة السياسات الاجرامية لسلطات الاحتلال ضد شعبنا في فلسطين من قتل وتهجير وسياسات استيطان وتجاوزات على المسجد الأقصى».
وتابع «من يريد ان يحتوي هذا الصراع ويمنع انتشاره في المنطقة عليه ان يضغط على سلطات هذا الاحتلال لإيقاف هذا العدوان».
بدوره، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الاثنين إن «قوة القنابل التي سقطت على غزة في شهر واحد تعادل مرة ونصف مرة» قوة القنبلة التي ألقتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما عام 1945.
وردا على سؤال حول زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى طهران الاثنين وما إذا كان يحمل رسالة من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني: “هذه الزيارة مستمرة والقضايا الراهنة مطروحة وتتم مناقشتها. أنا لست في الاجتماع. وستكون مسألة التطورات في غزة أحد المواضيع الرئيسية في لقاء رئيس الوزراء العراقي مع كبار المسؤولين الإيرانيين. ولا أعلم حقيقة أنه يحمل رسالة.” وبحسب وكالة أنباء فارس، وردا على سؤال حول زيارة رئيس الوزراء العراقي السوداني إلى طهران وإمكانية توسيع نطاق الحرب في المنطقة، قال المتحدث باسم السلك الدبلوماسي الإيراني: هذا الاحتمال وارد تماما
. مع حجم ونوعية الجرائم التي يرتكبها هذا النظام ومع تاريخ الجرائم والتهديدات التي يمارسها هذا النظام ضد دول المنطقة، وأنه خلال 75 عاما من تاريخ تأسيسه غير الشرعي وسيئ السمعة، فقد فرض أكثر من 20 عقوبة حروب ضد دول المنطقة ولا يزال هذا النظام يحتل أجزاء من سوريا ولبنان ويأتي اللقاء غير المعلن بين الرئيس الإيراني ورئيس الوزراء العراقي بعد يوم من زيارة أجراها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لبغداد في إطار جولة في الشرق الأوسط. واعتبر بلينكن أن الهجمات ضدّ القوات الأميركية في العراق وسوريا والتي اشتدّت وتيرتها بعد بدء الحرب بين حماس واسرائيل «غير مقبولة على الإطلاق».
وخلال مؤتمر صحافي مقتضب قال بلينكن إنه «أوضح تماما» للسوداني «أن هذه الهجمات، والتهديدات التي مصدرها ميليشيات متحالفة مع إيران، غير مقبولة على الإطلاق».
وتتهمّ واشنطن إيران بالتورط بشكل غير مباشر في هذه الهجمات التي طالت القوات الأميركية في سوريا أيضا.
وتبّنت معظم هذه الهجمات «المقاومة الإسلامية في العراق» عبر قنوات على تطبيق تلغرام تابعة لفصائل عراقية مقرّبة من إيران.
ولا يعترف العراق بإسرائيل على غرار إيران ودول عربية أخرى.
وفي 25 تشرين الأول/أكتوبر، اتهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الولايات المتحدة بأنها من «يدير الجريمة في غزة».