الدولمة والعولمة – مجيد السامرائي

الدولمة والعولمة – مجيد السامرائي

غطت ملايين وابنتها مها سبعة بلدان لم يزرها من العراقيين من امثالي الا قلة قليلة . بجواز سفر سويدي يحمل اسم (سناكريم )  تناولت في البرازيل على البوفية الاطعمة المشوية والمقلية والمعجنات والفواكه  وفي الامازون تناولت سمكة تزن 50 كيوغراما  ..وبنهم تناولت الدود الذي يربونه لانه غني بالبروتينات لانها تعتاش على نشارة الخشب وترى الامازوني – بفضل هذا الدود يدك الارض دكا ! لايمرضون ولايشيخون ولايتناولون اي نوع من الادوية . ادويتهم نباتية ! الارجنتيون – ارضهم مسطحة  يتناولون اللحوم دون توابل . في كوريا تناولت (التبوكي ) من اسماك البحر الاصفر  وفي اليابان (السوشي ) من سمك السلمون حتى الاخطبوط جربت لحمه .وفي ايطاليا لامفر من الاسباكيتي حيث انتقلت الى( عالم آخر ) بعد تناوله  وفي اسبانيا  التهمت مع مها طبق البايلا وهو عربي الاصل مشتق من بقايا الطعام ! أهل جزر المالديف يتناولون السمك الذي يصطادونه توا – طازجا لايبيت ليلة واحدة .

وظلت هي كوصف عبد الرزاق عبد الواحد (بجسم كغصن البان لم يقصر ولم يطل)، حافظت على وزنها البالغ 60 كيلوغراما  لم تزد عن امس الا اصبعا.

هذه البلدان مامرت عليها رياح العولمة  بقيت ملايين هناك تحن الى الدولمة ومها كذلك وشقيقاها التوأم (مايا ووايد) الجميع يفضل … الدولمة!

ضحكت حتى اشرقت وانا اعدد عليها اسامي اكلات مثل:(دولمة) و(بردة پلاو) و(كبة حامض) و(پاجه) و(هريسة) و(المريس) و(خبزعروگ) و(عروگ طاوة) و(كلباسطي) و(شيخ محشي) و(فشافيش) و(طاس كبابي) و(آبْ گوشت) و(حميس) و(پاصطرمة) و(محروگ إصبعه) و(زرده وحليب) و(قوزي على تمن) و(طرشانة) و(مطبگ سمچ) و(كيبايات) و(ممبار) وكليچة) و(كاهي) و(بورگ) و(سمبوسگ) و(داطلي).

قال بعض المناوئين للدولمة وعتاة المناهضين للعولمة،وأكثر ما يخشاه البغدادي الأصيل هو ان يفقد المطبخ التقليدي  يوما ما نكهته الطيبة ويتجه، شيئا فشيئا، نحو المطبخ الأفرنجي الذي نشأت بينه وبين عطور الدارسين والقرنفل والكبابة والكمون ومي الورد خصومة دائمة، وسممت اطعمته المحفوظة الأصباغ المحرمة والحافظات الكيميائية من شقيقات ملح البارود. وقد ضمت قائمته ما وصفوه هم انفسهم بـ (الجنك فوود) او (الطعام المنفي) والمصنوع اصلا من (الفضلات). ومن بين صحونهم المألوفة :

الـ (روست) و(چلي فراىْ) و(كريم چاپ) و(همبرگر) و(هوت دوگ) و(كورن فليكس) و(فرايد چكن) و(وكنتاكي چكن) و(شيك ـ ان ـ بيك) و(بيگل) و(سي فوود) وسواها. ومن

يدري فقد تدخل مطبخنا العتيد مع ريح التغيير الديمقراطي الجديد.وتلك هي اخلاقيات (المكدنة )والتي هي جزء من الهيمنة العولمية التي تسعى وفق (حسام كصاي ) مؤلف كتاب  اسلام دوت كوم الى (تطعيم ) المسحوقين والفقراء بمنتجات ماكدونالد ضمن سلسلة الفاست فود  المناهضة للاكلات الشعبية حيث تناهض الامركة عادات وتقاليد وتراث اصيل اطول عمرا من تاريخ امريكا نفسها التي تصدرت المشهد الثقافي لدول الممانعة . كل مطعم امريكي  يكتب (كصاي )هو بمثابة ثكنة لكتيبة مارينز امريكة تتجول وتتتصرف داخل  الحرم وفق  ماسماه استعمار الكوكا كولا  .

 وانا اتناول المقرمش سألت (صديقي )عن العولمة  فرد علي بمانصه على الهاتف الجوال 🙁 انا قلت لك من الآن فصاعدا لا أعطيك اي معلومة لأنك تسألني مع نفسك فقط، ولكن أمام الناس لاتبوح لهم بأن هذه المعلومة أدلى بها( م .د) وانا أعرف نفسيتك ماذا تنوي ، لكني تعلمت أن زكاة العلم نشره. بأنك لا تكون ذا تجربة عولمية أو عولمي لأنك؛لا تستحق العولمة، لأنك إنسان باذخ في كل شيء، إلا في الطيبة لم تبذخ بها، ولم تقل أمام الناس أن صديقي أخبرني بمعارف كثيرة وهو رجل ابستمولوجي،  وان كنْتَ تكره الابستمولوجيا، لكن علينا أن ننهض، فالقاع مزدحم).

تسقط العولمة   تعيش الدولمة !

مشاركة