الدناء والنعومة – عبير سلام القيسي
الدناء و هو في معجم اللغة العربية من قام بفعل دنيء أي تطلق على الشخص الخسيس و الوضيع، لكن أن تخطئ بنشيدك الوطني هذا الخطأ الفادح، فهذا فعل بحق ذاته دنيء و شنيع، هذا الخطأ إن دل على شيء فقد دل على الإهمال و المساس بهيبة و صورة العراق العظيم أمام العالم، أتساءل هنا كيف لا يجتهد العراقي بحفظ نشيده الوطني ، أنى له أن يسمح لنفسه بالتهاون بهذا الشكل الفظيع بحق بلده. لم يكن عذر تلك الفنانة ( ش ) مقبولاً البتة، لا تعبها، لا سهرها، و لا حتى عدم تناولها للطعام سبباً يجعلها تقصر في حفظ كلمات معدودة و بسيطة لنشيد بلدها، حتى أن الخطأ تكرر مع جملة أخرى، فيبدو إنها باتت ترى سلام العراق ناعماً لدرجة أن تلك النعومة زحلقت الكلمات من رأسها بعيداً، لذلك قررت و هذا أضعف إيمانها أن تستعين بالضيوف و المرشحين من الممثلين و الممثلات بتأدية وتكملة باقي النشيد، إنها حقاً مهزلة، مهرجان كبير و رائع يقدم صورة العراق إلى العالم يستحق أن يبذل في حقه جهد ثقافي و معرفي أكثر من الجهد البدني و الاستعراضي، فالعراق كبير و جميل بما يكفي و لا حاجة له بالتزيين من أجل الاستعراض فقط، للعراق حضور و شموخ يستحق و لا يغلى عليه المقدار الضئيل من وقتنا لحفظ هيبة نشيده أمام العالم.