توقيع
فاتح عبد السلام
البكائيات لا تبني وطناً ، وتحويل مكان التفجير الاجرامي في الكرادة الى مزار سيستدعي العراقيين في آلاف المواقع على طول مساحة العراق التي لم يخل شبر واحد منها من انفجار آو آثاره لكي يطالبوا بتحويل كل الأمكنة التي سقط فيها أحباؤهم قتلى الارهاب الى مزارات ، فيكون العراق ،فوق مصائبه والسخام الذي يلطخ وجهه الوضاء، أرض مبكى.
بكينا كثيراً وتاجر السياسيون بالبكائيات واستثمروا فيها واستوردوا وصدروا وصعدوا على سلالم الدموع وسوّقوا بضائعهم الكاسدة الفاسدة في معرض ذلك البكاء المستمر أو التجارة الرابحة التي لا تبور .
لا تقوم في العراق دولة كباقي الدول مادام لا يوجد في هذا البلد مؤمنون بشرعية الدولة ويقدمون عليها شرعيات دينية ومذهبية ومليشياوية .
بدل البكاء لنتحرك من أجل كتابة دستور جديد للعراق بعد فشل الدستور الحالي وعدم القدرة على تعديله كما انه اثبت عدم قدرته على حماية نفسه من الخروقات التي تفننت فيها السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية .
الآن وقت كتابة الدستور وعرضه لمناقشة الشعب لمدة لاتقل عن سنة ثم الاستفتاء عليه . الآن الوقت المناسب بعد أن تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، وبات من الأمور المستحقة أن يرى العراقي الدستور كافلاً لمستقبل أطفاله مادام يحيا فوق هذه الأرض .
كتبوا الدستور في غفلة من الزمن ، وكان العراق تحت الاحتلال الأمريكي ، وكانت الأحزاب المستقدمة بركاب الاحتلال هائجة تريد نسف كل شيء من أجل قيام وجودها الذي انخدع الشعب به بعض الوقت ، قبل أن يصحى الناس من غفلة الغافلين ليجدوا انفسهم محاطين بأكبر كذبة ، لعل تنظيم داعش الارهابي كان من بين أصحاب الفضل في كشف عورات ما كانت يوماً مستورة .
رئيس التحرير
لندن