اسلامي متشدد كان نزيل السجون البريطانية

اسلامي متشدد كان نزيل السجون البريطانية
الاردن يضمن محاكمة عادلة لسفير بن لادن في أوربا
لندن ــ عمان ــ الزمان
يوصف ابو قتادة الذي رحلته بريطانيا الى الاردن، بانه اهم داعية متشدد في بريطانيا و سفير بن لادن في اوربا ، تحول الى كابوس للسلطات البريطانية التي بذلت جهودا شاقة لعشر سنوات من اجل طرده.
وقال محامي الاسلامي المتشدد ابو قتادة الذي تسلمته عمان امي اثر ترحيله من بريطانيا ان موكله نفى امام محكمة امن الدولة تهمة المؤامرة بقصد القيام باعمال ارهابية.
وقال المحامي تيسير ذياب لفرانس برس ان موكله نفى امام مدعي عام محكمة امن الدولة تهمة المؤامرة بقصد القيام باعمال ارهابية .
وأكد الدكتور محمد المومني وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية أن السلطات الأردنية ستتسلم عمر محمود محمد عثمان الملقب بـ أبي قتادة الذي رحلته بريطانيا إلى الأردن.
وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية بترا أنه نتيجة للتعاون والتنسيق بين الحكومتين الأردنية والبريطانية في سبيل تحقيق العدالة الجنائية سيتم تسلم أبي قتادة للتحقيق معه ومحاكمته عن تهم أدين فيها بهجمات إرهابية عامي 1999 و2000 في عمان.
وقال المومني إن الدستور والتشريعات الأردنية تكفل المحاكمة العادلة أمام القضاء الأردني الذي يتمتع بالنزاهة والعدل واحترام حقوق الإنسان.
وأكد أن جلب أبو قتادة يمثل رسالة واضحة لكل الفارين من وجه العدالة الأردنية بأنهم سيخضعون للمحاكمة أمام القضاء.
وابو قتادة الاردني الفلسطيني المطلوب في الاردن الذي يتهمه بالتورط في مؤامرات ارهابية، بقي لفترة طويلة رمزا لتسامح المملكة المتحدة حيال لندنستان الاسم الذي يطلق على الشبكات الاسلامية التي ازدهرت في بريطانيا في التسعينيات.
وكان ابو قتادة احدى الشخصيات الاسلامية المتشددة التي اثارت اهتمام الاعلام الى جانب ابو حمزة الاسلامي المصري الذي بترت يدع وفقد احدى عينيه، وعمر البكري مؤسس حركة مهاجرون .
وكان يتظاهر في شوارع العاصمة البريطانية واكتسب شهرة بسرعة بسبب خطبه المعادية للغربيين والامريكيين واليهود.
وابو قتادة واسمه الحقيقي ابو عمر محمود محمد عثمان مولود في 1960 قرب مدينة بيت لحم الفلسطينية. وقد غطت صوره بلحيته الرمادية وبنيته الضخمة اذ يبلغ طوله 1,90 متر ووزنه 120 كلغ، الصفحات الاولى للصحف.
وصل الى لندن منذ 1993 قادما من باكستان بجواز سفر اماراتي مزور وطلب اللجوء السياسي الذي حصل عليه في 1994. واقام مع زوجته وابنائه الخمسة في غرب لندن واعتمد على المساعدات العائلية الحكومية.
وعثر في شقة محمد عطا احد منفذي اعتداءات 11 ايلول 2011، عثر على 18 شريطا مسجلا لخطبه. وقد اعتبر ابو قتادة هذه الاعتداءات جزءا من المعركة بين المسيحية والاسلام . لكن ابو قتادة اصر على نفي اي علاقة له بتنظيم القاعدة.
وفي نظر القاضي الاسباني بالتاثار غارثون، ابو قتادة هو سفير اسامة بن لادن في اوروبا و الزعيم الروحي للقاعدة في اوربا.
ووصفه وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت بانه اهم داعيى متشدد في المملكة المتحدة . اما اللجنة الخاصة للطعون المتعلقة بالهجرة فرأت انه فرد خطير جدا في مركز النشاطات الارهابية المرتبطة بالقاعدة في المملكة المتحدة .
واصدرت محكمة امن الدولة الاردنية بحقه حكمين في 1998 و2000 بالاشغال الشاقة لمدة 15 عاما بعدما كان هرب في 1989 من اراضي المملكة الهاشمية.
كما حوكم على ابي قتادة بتهمة تمويل جماعة محظورة و الارتباط بالقاعدة بالاضافة الى التحضير لهجمات على اهداف اميركية ويهودية وزوار مسيحيين في الاراضي المقدسة عام 2000 .
ومنذ اعتداءات ايلول 2001، اوقف ابو قتادة عدة مرات في بريطانيا. فقد اعتقل للمرة الاولى في تشرين الاول 2002 ووضع تحت الحراسة بعد ان اطلق سراحه في 11 آذار 2005 بموجب قرار السلطة القضائية العليا الذي يعارض جهاز مكافحة الارهاب البريطاني.
و اوقف ابو قتادة من جديد في آب 2005 بعد اعتداءات مترو لندن في 7 تموز ادت الى مقتل 56 شخصا من ضمنهم الانتحاريون الاربعة.
ووضع قيد الاقامة الجبرية في ايار 2008 لاثنتين وعشرين ساعة يوميا. وادخل مجددا الى السجن لخرقه شروط الافراج عنه. واستمر على هذا الحال ليمضي الجزء الاكبر من العقد الاخير في السجن.
وخلال اقامته في بريطانيا لم تتم ادانته باي قضية ويشير محاموه باستياء الى انه خضع لاطول مدة للاعتقال الاداري في تاريخ بريطانيا الحديث .
وبذلت السلطات البريطانية جهودا كبيرة لاكثر من عقد لابعاده لكنها اصطدمت بقرارات قضائية محلية واوربية.
وفي نهاية المطاف، فتح اتفاق ثنائي وقع بين عمان ولندن وصادق عليه برلمانا البلدين في منتصف حزيران الطريق لترحيله من بريطانيا الى الاردن.
واضاف انه سيقدم غدا الاثنين طلبا للافراج مقابل كفالة عن موكله الذي قرر مدعي عام محكمة امن الدولة توقيفه 15 يوما على ذمة التحقيق.
وقال مصدر قضائي لفرانس برس ان مدعي عام محكمة امن الدولة وجه تهمة التآمر بقصد القيام باعمال ارهابية لابو قتادة في قضيتين تتعلقان بالتحضير لاعتداءات كان حكم بهما غيابيا عام 1998 وعام 2000 .
واضاف ان المدعي العام قرر توقيف ابو قتادة 15 يوما على ذمة التحقيق في سجن الموقر شرق عمان دون اعطاء المزيد من التفاصيل. ولم تسمح السلطات لوسائل الاعلام بدخول المحكمة.
وأشار إلى أن الحكومة حريصة على توخي المصداقية والشفافية في التعامل مع ملف أبو قتادة لهذا أعلنت جلبه عندما غادر بالفعل الأراضي البريطانية في طريقه للأردن.
وصل الاسلامي المتطرف عمر محمود عثمان المعروف باسم ابو قتادة والذي كان يوصف في الماضي بانه سفير بن لادن في اوروبا الى عمان صباح الاحد على متن طائرة اقلته من بريطانيا حيث خاض معركة قضائية طويلة لمنع ترحيله من بريطانيا.
ووصلت الطائرة التي اقلت ابو قتادة من لندن الى مطار ماركا شرق عمان قرابة الساعة 10,00 7,00 تغ ورافقه حراس بريطانيون واردنيون. وقد تم تسليمه الى مدعي عام محكمة امن الدولة.
ووقف والد ابو قتادة واخوته وافراد من عائلته خارج مبنى محكمة امن الدولة بانتظار وصوله، على ما افاد مصور فرانس برس.
واعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون صباح الاحد عن سروره لابعاد الاسلامي ابو قتادة الى الاردن معربا عن الاسف لان يكون هذا الاجراء استلزم وقتا طويلا وكان صعبا .
وصرح كاميرون لقنوات تلفزيون بريطانية اني مسرور جدا. كان ذلك امرا تعهدت الحكومة القيام به وقمنا به .
واضاف كسائر البريطانيين شعرت بالغضب لان تكون عملية الابعاد استغرقت وقتا طويلا وان طرد هذا الرجل الذي لا يحق له ان يكون في بلادنا ويطرح تهديدا عليها، كان صعبا .
وابو قتادة الذي يعيش في لندن منذ 1993 حكم عليه غيابيا في الاردن بالتخطيط لتنفيذ اعتداءين، وستتم اعادة محاكمته في المملكة الهاشمية التي وصلها صباح الاحد قادما من لندن.
واعربت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي عن ارتياحها منتقدة الطعون التي منحها القضاء لابو قتادة ضد قرار ابعاده وقالت اني في غاية السعادة ان يكون تصميم الحكومة على وضعه في طائرة وابعاده الى الاردن مبررا وان نكون نجحنا اخيرا في تحقيق ما كانت تطالب به الحكومات السابقة والبرلمان والشعب في بريطانيا منذ زمن .
AZP02