القاهرة – مصطفى عمارة
في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل عزمها على بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وتهجير مليون فلسطيني إلى منطقة الخيام على الحدود بين مصر وقطاع غزة تمهيدًا لتهجيرهم إلى سيناء، وهو الأمر الذي حذرت منه مصر واعتبرته خطًا أحمر وحشدت قواتها في المنطقة لإجهاضه، كشف مصدر أمني رفيع المستوى للزمان عن اتصالات سرية تجري على أعلى مستوى بين القيادات الأمنية في الجانبين لمنع حدوث صدام عسكري بين مصر وإسرائيل في حالة تنفيذها السيناريو الذي سوف يؤدي إلى إشعال حرب شاملة في المنطقة لن يستفيد منها أحد بحسب المصدر.
وأوضح المصدر أن المخابرات المصرية حصلت على معلومات تفيد بأن اتصالات تجري حاليًا بين إسرائيل وعدد من الدول وعلى رأسها جنوب السودان لقبولها تهجير فلسطينيين مقابل تقديم دعم مالي لها لمواجهة أزمتها الاقتصادية لتجنب حدوث مواجهة عسكرية مباشرة مع الجيش المصري. وأكد المصدر أنه رغم وجود اتصالات مصرية إسرائيلية لمنع الصدام بين البلدين إلا أن مصر تواصل دعم قواتها في سيناء وإرسال تعزيزات إلى المنطقة تحسبًا لكافة الاحتمالات وأوضح المصدر أن إرسال تلك التعزيزات يتم بتفاهمات مع الجانب الإسرائيلي لمنع الصدام بين البلدين. في السياق ذاته اتهم الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الجانب الإسرائيلي بالمماطلة والخداع في المفاوضات الحالية، فرغم قبول حماس المقترح الأخير الذي طرحه الوسطاء لم ترد إسرائيل على هذا المقترح بدعوى سعيها إلى صفقة شاملة، وإذا كانت إسرائيل جادة فعليها تقديم بديل لهذا المقترح وهو الأمر الذي لم يحدث حتى الآن ومن الواضح أن إسرائيل تسعى لكسب الوقت في تنفيذ هجومها الواسع على قطاع غزة وحشد قوات احتياطية لتنفيذ تلك العملية وأكد الرقب أن الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لإتمام تلك العملية بعد أن أقنعها الإسرائيليون أن تلك العملية ضرورية لتهجير الفلسطينيين.
وأضاف اللواء سمير فرج الخبير العسكري أن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة لها أهداف سياسية أكبر منها عسكرية تستهدف الضغط على حركة حماس لتنفيذ كافة المطالب الإسرائيلية عند توقيع اتفاق فضلًا عن الرغبة في تجنب المحاسبة والسجن وأوضح أن إعلان ترامب أن حل مشكلة غزة سوف يتم خلال أسبوعين أو ثلاث هو محاولة لكسب الوقت حتى تنفذ إسرائيل هجومها على مدينة غزة وأعرب عن اعتقاده أننا على أعتاب مجزرة جديدة. من ناحية أخرى أكد سعد شحادة القيادي بطليعة حرب التحرير الشعبية قوات الصاعقة في غزة أن تصريحات الإرهابي سموتريتش الداعية لتجويع الفلسطينيين في غزة وتهجيرهم قسرًا هو اعتراف رسمي بسياسة التطهير العرقي المستمرة منذ عامين وأن إسرائيل ستدفع ثمنها كل قطرة دم وكل جريمة بحق أهلنا وأضاف في تصريحات خاصة للزمان أن المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية الكاملة عن صمته تجاه تلك الجرائم.