إهمال الأبطال – سامر الياس سعيد
دفعني تقرير متلفز بثته احدى الفضائيات عن رحيل بطل رياضي بصورة ماساوية للبحث عن اوراقي ومجلاتي عن لقاء اري مع الراحل قبل نحو شهر من جانب احدى المجلات العراقية حيث اجرت مجلة الشبكة العراقية لقاءا بعددها الصادر يوم 31 تموز الماضي مع بطل الكك بوكسنغ علي جميل الذي احرز ذهبية لصالح المنتخب العراقي في بطولة الاردن الدولية المختتمة في العاصمة الاردنية عمان وتغنى اللقاء بانجاز جميل الذي تفاخر بمهنته التي يكسب من ورائها لقمة عيشه وهي العمل في احد الافران خبازا في مدينة كربلاء دون ان يدري ان اللقاء الذي اجري معه تزامن مع احتراقه بفرنه والذي اودى به لمفارقة الحياة ..
قصة مؤلمة قد لاتمر مرور الكرام خصوصا وان انجاز جميل مازال طريا بارزا في الذاكرة حتى دفعت بالمحررين الى اجراء المقابلات الشخصية معه وابراز انجازه المهم فضلا عن ان اللقاء تضمن ايضا عرضا لواقع حال البطل الفقير الذي اراد من خلال ما حققه في بطولة الاردن ان يستمع المسؤولين لشكواه ومناشدته لاسيما بعدم افراد الاهتمام الاكبر بكرة القدم فحسب بل الالتفات الى باقي الالعاب الرياضية وايلائها الاهتمام المطلوب خصوصا لرياضييها الذين لايتوانون عن تحقيق الافضل لبلدهم في ميادين الرياضة الى جانب مطالبته في سياق اللقاء لاقرانه من مسؤولي الرياضة في توسيع الاهتمام برياضة الكك بوكسنغ وافراد ميزانية مهمة لرياضييها لابراز انجازات اكبر واشمل من خلال المشاركات التي تسنح لرياضييها وممارسيها كما اختتم اللقاء بمناشدة مؤلمة حينما طالب البطل الراحل علي جميل محافظ كربلاء والمسؤولين في المحافظة بتخصيص قطعة ارض صغيرة لايواء عائلته الكبيرة التي تسكن في شقة صغيرة مملوكة للدولة والتي يمكنها ان تطلبها منهم في اي وقت شاءت حيث ابرز حلمه بالسكن في دار يستقر فيها بدلا من بدلات الايجار التي انهكته على حد قوله لكن يد القدر كانت الاقرب له حيث اختطفته دون تحقيق تلك الاحلام والمناشدات التي طالب بها ..
قصة البطل علي جميل المحزنة التي تمتد بين عمله المنهك جريا وراء لقمة العيش وتخصيصه لوقت مستقطع بالتدريب على رياضته المفضلة حتى احتراقه الماساوي الذي لم يمهله ايام يجعلنا امام ملف اهمال الرياضيين وصم الاذان امام مطالباتهم ومناشداتهم فلا يكاد يمر يوم ونحن نرى معاناة رياضيين رواد وشباب امام سطوة المرض حتى تبرز للعلن استجابات حريا بالاعلام ان يحيط بها فحسب تاركا الرياضي يعاني من عدم تجسيد تلك الاستجابات التي نجدها حبرا على ورق فحسب فاين منها تلك الاحلام التي تداعب الرياضيين بما يتمتع به اقرانهم حينما يؤمنون مستقبلهم ومستقبل ابنائهم بعد التميز الذي يحققونه في سوح وميادين الرياضة واذا كان الخباز الذي طالما تفاخر بمهنته التي يتمسك بها كونها تؤمن له لقمة العيش قد اودت به الى الموت فكم بالاحرى ان تبدو مناشدات اقرانه وهم يبحثون عن تكريم لائق ومناسب لمن عزف نشيد بلده في اخر بطولات الكك بوكسنغ الدولية اكراما لما حقق في تلك البطولة وتقديرا لتميزه العراقي الذي ابرز بلده في تلك البطولة ..
الايحق لعلي جميل البطل الذي اودى به الحركان الى ان نستذكره الاستذكار اللائق بعد ان كان الامل فيه قائما في ابراز بطولات اخرى لوطنه فكان اقدر له بالمرصاد ليحرمنا من طاقة رياضية مهمة ولنؤمن لعائلته الماؤى المناسب بعد ان ازدان حديثه الاخير لمجلة الشبكة العراقية بالمناشدة والطلب فكان حريا ان تتجسد كل تلك الطلبات الى واقع يخلد ذكرى الراحل .