أم عبد الله زعلانة

أم عبد الله زعلانة
طالما نسمع ان ام عبد الله جاءت زعلانة الى بيت اهلها.. او ام افلان غادرت منزل الزوجية الى اهلها وان ابتساك هي الاخرى جاءت زعلانة اضافة الى سارة وميس وانتصار وقائمة طويلة من الاسماء وهذه هي بعض معاناة الاسرة العراقية فانهم يفرحون لزواج بناتهم وخلاصهم من مسؤوليتها الى مسؤولية الزوج ولكن سرعان ما تبدأ مشاكلهن في الحياة الزوجية ولاسيما في السنة الاولى من الزواج وذلك لاختلاف طبائع كل منهما ويحتاجان الى الوقت المناسب ليتطبع كل منهما على الآخر.. هذا من جانب وهناك زيجات ينعدم فيها التوافق والتكاؤ ويكون ذلك سببا في نشوء الخلافات.. واحيانا تكون المشاكل حتى بعد مرور كذا سنة من الحياة الزوجية.. والحق ان معاناة الاسرة العراقية في هذا الصدد معاناة كبيرة بعدما تزعل بناتهم ويتركن بيت الزوجية والعودة الى بيت الاهل. وهنا يبدأ مشوار جديد من الحوادث وعادة ما تنتهي هذه المشاكل بعودة الزوجة الى دار الزوجية.. واحيانا لا تنتهي هذه المشاكل حسب رؤى الاهل وتقديرهم لتلك المشاكل فتأخذ من الوقت الكثير من الايام والاشهر وحتى في احيان اخرى الى سنوات وهناك بعض الاسر يتعاملون مع هذه المشاكل بشفافية وحسن ادراك وتنتهي المشكلة بالنصائح والارشادات لكلا الزوجين وتقارب وجهات النظر بينهما وفي احيان كثيرة تكون الاسرة ذات دخل محدود وتأتي البنت وبرفقتها عدد من الاطفال مما يربك الاسرة ماديا وتكون معاناتهم كبيرة في تدبير شؤونهم ولقمة العيش لهم.
وغالبا ما يكون الزوج هو المتعصب ويرفض الذهاب لزوجته واعادتها الى دار الزوجية ومرات تكون الخلافات بينهما تافهة وبسيطة ولا تستوجب كل هذه المشاكل وكان بالامكان تدارك الموقف وحل الاشكالات بانفسهم وداخل بيت الزوجية.. وتطلع احيانا على الكثير من المشاكل هنا وهناك ادت الى زعل الزوجة وتركها بيت الزوجية برغبتها واحيانا على مضض واخرى بطلب الزوج لذلك.. وما اطلعت عليه من هذه المشاكل يكاد يكون محصورا بالمشاكل المادية او القصور العاطفي.
وعلى الغالب عند المباحثات في عودة الزعلانة الى دار الزوجية تكون الزوجة صعبة المراس وترفض العودة برغم موافقة اهلها على ذلك.. لان الجور والظلم قد وقع عليها.. وهنا يجب التعامل مع الزوجة بصبر وطولة بال.. وحل المشكلة معها بالتروي ووضع الحلول المناسبة بعدم تكرار المشكلة مستقبلا.. وحبذا لو عمدت الزوجة الى عدم توسيع رقعه الخلاف بينها وبين زوجها الى جميع افراد الاسرة وبذلك تعطيهم الضوء الاخضر بالولوج في صميم حياتها الزوجية.
اما المشاكل الزوجية ولاسيما المادية منها فعلى الزوجة ان تكون حريصة كل الحرص على ميزانية الاسرة وعدم التبذير على الكماليات والجماليات وترتيب امرها وزوجها بحيث يعيشوا برغد العيش بما يدخل الاسرة من موارد مادية.. وعلى الزوج ايضا ان يدرك ان الدراهم التي تصرف في غير محلها سيؤثر سلبا على حياته الزوجية وفي حديث يقول: (ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع) وعلى هذا الاساس على رب الاسرة ان يدرك هذا الواقع وان لا يجعل فلوسه في غير موقعها ومكانها واما اذا كان الزوج مقتدرا وبخيلا في آن واحد فعلى الزوجة ايضا وباسلوبها الخاص بامكانها ان تقنعه بطريقة او اخرى في الحصول على تريده منه.. ولكن ليكن ذلك من ضمن المعقول.. اي لترضى بالقليل وتدريجيا تصل الى مبتغاها بالاقناع.. اما المشاكل العاطفية فالحق.. هي آفة المشاكل بين الزوجين.. وكثيرا ما يشتكي الزوج برود العاطفة لدى الزوجة وعدم مجاراته في عواطفه ومن هنا تبدأ مشاكلهما وتدفع بهما الى مشاكل اخرى امثال الغيرة والشك والخيانة الزوجية ولقد عرفنا ان جارتنا رجعت الى اهلها زعلانة بعد ان عاد زوجها ليلا وبه اثار زرقاء على رقبته وصدره من جراء تقبيل امرأة اخرى له.. واطلعت اهلها على ما جرى معها.. وثارت ثائرة الجميع لذلك.. وعابوا تصرف ذلك الزوج وخيانته لزوجته الجميلة العفيفة المثقفة مع جميع صفات التبجيل.
ولقد استطعنا ان نعرف دفاع الزوج عن نفسه قائلا: من حقي ان افعل ذلك ممنوع علي ملامستها اذا كانت نائمة حتى بطرف اصبعي – واحيانا اذا لامست قدمي قدمها فتقوم القيامة وان نامت اعطتني ظهرها.. ولقد حددت لي مرة او مرتان التقي بها اسبوعيا ولا يحق لي ان اتجاوز ذلك باي حال من الاحوال ولم تفكر يوما ان ترتدي شيئا لتنام به سوى اثواب البيت اضافة الى انها تقضي ساعتان قبل الدوام للتبرج وهندامها.. ولكن لم تفكر يوما ان تضع احمر الشفاه لزوجها ولو بالسنة مرة.. اما اذا داعبتها او لاطفتها يوما.. لم تجد منها سوى سيل من التذمر والصراخ والرفض القاطع..
وكنت اتعمد العودة الى البيت في المساء مبكرا.. حتى اقضي معها بعض الوقت واسهر معها الا انها قدمت لي العشاء حتى ذهبت لتنام وابقى لوحدي مع التلفزيون ولهذا عمدت ان اتأخر ليلا ولا اعود حتى يحين موعد منامي ابعد كل هذا يقولون لي: كيف تذهب الى امرأة اخرى.. ولقد يأست من اصلاح الامر معها.. اني حريص على الحفاظ على بيتي ولكني رجل واريد قضاء احتياجاتي فماذا افعل وغير مسموح لي ان اتجاوز خطوطها الحمر وحتى وان فعلت ذلك بالوقت المسموح فاني والله ما وجدتها الا متذمرة شاكية وجثة لا روح فيها خالية من كل عواطف او احساس وكثيرا ما كنت الوم نفسي لاني كنت اتهاون معها واجاريها بعد ان تقول انها تعبانه او مريضة وما الى ذلك من اعذارهن المعروفة واخيرا.. رجعت هذه الزوجة الى زوجها بعد تدخل الاهل للطرفان والتعهد بعدم تكرار ذلك والوعد باصلاح نفسيهما وبداية حياة جديدة بعد ان جلس الطرفان وعرف كل منهما اخطاءه.
الحقيقية.. لقد وقفت طويلا امام هذه الحوادث.. ولا اعتقد هناك حاجة للتعليق .. فانها كانت واضحة الابعاد وكل الذي استطيع قوله حبذا لو الزوجان يعمدان دائما الحوار الشفاف والمناقشة بقلب يملأه الحب في حل مشاكلها بانفسهما.. وعدم مشاركة احد في مثل هذه الخصوصيات وتجاوز الاخطاء الصغيرة وعدم الوقوف عندها. ودفع عجلة حياتهما الزوجية الى الامام وعلى الزوجين عدم نقل حوادث النهار الى مخدع الزوجية وجعل ساعات الليل بعيدة كل البعد عن متاعب النهار.. وينهلان من ينابيع الحب.. حتى الصباح وبداية يوم جديد.. من حياة سعيدة هانئة باذن الله.
محمد عباس اللامي
/5/2012 Issue 4212 – Date 29 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4212 التاريخ 29»5»2012
AZPPPL

مشاركة