باريس (أ ف ب) – كان عدد من النجوم حاضرين خلال عرض أول تشكيلة أزياء يصممها جوناثان أندرسون لحساب “ديور للرجال” Dior Homme أقيم ضمن أسبوع باريس للموضة الرجالية، وحرص المصمم الجديد في هذه المجموعة على إيجاد توازن بين احترام تراث الدار العريقة وتحديثها بأسلوب عصري.
وكان من أبرز الحاضرين الوجه الإعلاني لـ”ديور” روبرت باتينسون والممثل البريطاني دانيال كريغ ونجمة البوب سابرينا كاربنتر، فيما جلست ريهانا، الحامل بطفلها الثالث، بجوار الرئيس التنفيذي لمجموعة “إل في إم إتش” برنار أرنو.
وتلقى الضيوف الستمئة المختارون بعناية دعوة هي عبارة عن طبق خزفي مزين بثلاث بيضات، وانتشرت هذه الدعوة على نطاق واسع.
وقال المصمم الايرلندي الشمالي البالغ 40 عاما لوسائل الإعلام قبل ساعات قليلة من انطلاق عرض ربيع 2026 وصيفها، “فكرتي هي أننا بحاجة إلى فك رموز +ديور+ وإعادة برمجتها. لقد عمل في +ديور+ عدد من المصممين الكبار في تاريخ الموضة الذي كانوا أبطالا بالنسبة لي. لم أرغب في محو كل شيء، بل على العكس، أردتُ الاستمرار، وتكريم كل ما أُنجِز، لأن +ديور+ قادرة على إعادة إحياء نفسها من الداخل”.
وأدخل أندرسون عناصر تحديث على فستان “دلفت” Delft من خلال شورت “كارغو” عريض بألوان الوردي والأخضر والأسود والأبيض، وأعاد تصميم سترة “بار” Bar ذات الخصر الضيق التي اشتهرت بها الدار. كما استلهم بشكل كبير من جماليات فستان “سيغال” الذي صممه كريستيان ديور عام 1952.
ولم يتردد في العودة إلى زمن أبعد من خلال معاطف طويلة وصدريات من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
وتميزت التشكيلة الصيفية هذه أيضا بالعديد من عباءات الـ”كاب”، بعضها مستقيم وبعضها الآخر على شكل شبه منحرف.
أما الألوان، فشاءها أندرسون رصينة، ومنها الأبيض والبيج والرمادي والأسود، لكنه أدخل أيضا ألوانا زاهية كالوردي والأخضر والأحمر والأرجواني.
وكان توقّع في حديث لصحيفة “لوفيغارو” أن “يكره” البعض التشكيلة وأن “يعشقها” آخرون، مؤكدا أنه استلهم فيها ماضي دار “ديور” لكنه جدّد بعض القواعد.
ورأى أن “صناعة الأزياء أشبه بشجرة بونساي كبرت أكثر من اللازم، وينبغي تشذيبها ونزع شوائبها والعودة إلى (…) صناعة الملابس”. واضاف “أطمح من خلال هذه التشكيلة إلى ابتكار إطلالة متكاملة. والأهم أن يشعر المرء عندما يشاهد هذه السترة على رف في متجر، بأنه أجمل ما رآه في حياته”.
وعلى “إنستغرام”، حيث بات عدد متابعيه يبلغ نحو 1,3 مليون، نشر صورا لأندي وارهول والرسام جان ميشال باسكيا (1960-1988) وأيقونة الموضة في الستينات والسبعينات وشقيقة جاكي كينيدي لي رادزيويل، بالإضافة إلى وسائد دبابيس فضية على شكل طيور وضفادع، ومقاطع فيديو للاعب كرة القدم كيليان مبابي، الوجه الإعلاني لـ”ديور”، وهو يربط ربطة عنقه بطريقة خاطئة.
وكشف جوناثان أندرسون أيضًا عن ثلاث نسخ من حقيبة يد “بوك توت” Book Tote من “ديور”، إحداها مع كلمة “دراكولا”، والثانية مع عبارة “ليه لييزون دانجوروز” Les Liaisons dangereuses (“العلاقات الخطرة”) والثالثة تحمل شعار “ديور باي ديور” Dior by Dior، عنوان السيرة الذاتية لكريستيان ديور.
وفي وقت يشهد قطاع المنتجات الفاخرة تغييرات عدة على مستوى إدارات التصميم سعيا إلى إنعاش نموه، يشكل تعيين أندرسون والفرنسي البلجيكي ماتيو بلازي لدى دار شانيل، الحدثين الأبرزين اللذين شهدهما عالم الموضة في الأشهر الأخيرة.
فبعد أشهر من التكهنات، عُيّن المصمم الإيرلندي الشمالي رئيسا لمجموعات الأزياء النسائية في أوائل حزيران/يونيو، خلفا لماريا غراتسيا كيوري، بعد أسابيع قليلة من انضمامه إلى قسم الرجال لدى ديور. وبذلك، أصبح أول مصمم أزياء منذ كريستيان ديور يشرف على خطوط الأزياء النسائية والرجالية في دار الأزياء الرائدة التابعة لمجموعة “ال في ام اتش” LVMH، بالإضافة إلى الأزياء الراقية.