أتباع المورون بلغوا إثني عشر مليون إنسان في أنحاء العالم برسالتهم
مبشرون أمريكان أدخلوا الديانة المورمونية إلى لبنان في عشرينيات القرن التاسع عشر
كريم محمد حاتم الساعدي
يقول يافوز كلتا الديانتين تؤمنان بأنهما مبنيتان على حقائق مستعادة، كلتاهما يوفران قوانين وسلطة ليس فقط للإرشاد وإنما لوضع نمط لحياتك وكلتاهما تتجنبان بعض التصرفات الإنسانية المختلفة، للإسلام نبي واحد، محمد، ومن خلاله يؤمن الأعضاء بأن الله أرسل القرآن، تؤمن الديانة المورمونية بالأنبياء الأحياء في الوقت الحاضر وباستمرارية الوحي، يؤمن الإسلام بأن الله موجود في كل مكان وأنه كامل الحكمة ولكنه لا جنس له ولا صفات انسانية، ويقول المورمون نحن نعرف ما قد خلقه الله، لكننا لا نعرف الله .
ويضيف يؤمن أعضاء كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة بـ أب سماوي وبأن الجنس البشري قد خلق على صورة الله.
جامعة بريغهام يونغ Brigham Young University
للمورمون جامعتهم الخاصة وهي جامعة بريغهام يونغ Brigham Young University وتعتبر جامعة الكنيسة الرسمية وهي أكبر جامعة خاصة في الولايات المتحدة بـ30 ألف طالب ومنها تخرج المرشح الجمهوري ميت رومني وتقع في مدينة بروفو Provo بولاية يوتاه وتملكها كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة الكنيسة المورمونية وهي أكبر جامعة دينية في الولايات المتحدة، أنشأت سنة 1875 على يد بريغهام يونج، وهى أقدم مؤسسة في النظام التعليمي للكنيسة المورمونية. حوالي 98 من الطلاب هم مورمونيين. يتعهد كل طلاب الجامعة ومعلميها بالتقيد بميثاق الشرف الذي ينص على الاستقامة، عدم شرب الكحول والشاي والقهوة، عدم التدخين، عدم القيام بالعلاقات الجنسية خارج العلاقة الزوجية، وعدم تعاطي المخدرات من بين أشياء أخرى، تتكون الجامعة من 11 كلية أكبرها كلية العلوم العائلية والبيتية، كلية الإدارة، كلية الإعلام والفنون الجميلة، كلية الهندسة والتكنولوجيا، وكلية الإنسانيات وفي الجامعة حوالي 187 من التخصصات لشهادة البكالوريوس، وحوالي 64 من التخصصات لشهادة الماجستير، وحوالي24 من التخصصات لشهادة الدكتوراه، وعلى ما يبدو أن هذه الجامعه تمنح فرصة الدراسة لمختلف الطلبة من العالم للدراسة فيها ومن خلالها يتم نشر مباديء الديانة المورمونية وأعتناق هذه الديانه وأعطت فرصاً كثيرة للطلبة العرب وخصوصاً الفلسطينين وغيرهم من الطامحين للحصول على الجنسية الأمريكية ولو على حساب ترك دينهم الأصلي واعتناق الديانة المورمونيه التي لديها على ما يبدوا جذور قويه وعميقه في الحكومة الأمريكية.
أعداد المنتمين للديانة المورمونية في العالم
ورد في بعض المصادر التي تناولت الديانة المورمونية أن أتباعها بلغوا في الوقت الحالي حوالي أثنا عشر مليون مؤمن بها أو أكثر موزعين بين بعض بلدان العالم، وتأتي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك وبعض الدول الأوربية في مقدمة الدول التي ينتشرون فيها. فهم يشكلون حوالي 60 من سكان ولاية يوتاه الأمريكية، لكن الدكتور إبراهيم موسى أستاذ الدراسات الأسلاميه في جامعة ديوك الأمريكيه يذكر أن طائفة المورمون يزيد أتباعها عن 14 مليون نسمة نصفهم تقريبا في الولايات المتحدة، ووصلت المومورنية الى بلد عربي واحد حتى الآن، وهو لبنان، حيث أدخل الديانة المورمونية إلى بيروت مبشرون أمريكان في العشرينيات من القرن التاسع عشر ، وعددهم اليوم بين 45 الى 55 مورمو نيا وكان العدد سابقاً أكبر من هذا لكن اغلبهم ترك لبنان مهاجراً الى دول أخرى بسبب الحرب الأهلية التي نشبت في لبنان، ويسعى هؤلاء للحصول على اعتراف رسمي من الحكومة اللبنانية، ولا تزال على خانة هؤلاء في بطاقاتهم الشخصية أسماء مذاهبهم الأصلية من موارنة وكاثوليك وأرثوذكس وسواها ويعيشون مع عائلاتهم في شكل طبيعي رغم المعارضة التي يواجهونها في البداية عند إعلانهم الانضمام إلى المورمون وعندما يتوجهون إلى كنيستهم في سن الفيل، ويؤدي المورمون اللبنانيون صلواتهم إلى جانب حصولهم على دروس دينية عن المسيح وتعاليمه، وثمة رتب عندهم يشددون على احترامها وهي تبدأ بعد سن العمادة في الثامنة. في عمر الحادية عشرة والثانية عشرة يطلق على العضو في الكنيسة اسم الشماس، وفي الرابعة عشر المعلم، وفي السادسة عشر الكاهن، وبعد الثامنة عشر يسمونه الشيخ. ويطلقون على الفتاة أو السيدة لقب الأخت وهي ليست راهبة.
الخلاصة تعتبر الديانة المورمونية من الديانات المعاصرة من أكثر الديانات سرعةً في الانتشار في العالم بعد الإسلام مع أنها تراجعت حالياً بشكل ملحوظ ظهرت في القرن التاسع عشر يدعي أتباعها أنهم قد احيوا الكنيسة الحقيقية التي أسسها يسوع المسيح وبذلك فأن كنيستهم فقط هي الكنيسة الحقيقية بما لديهم من أسفار ولوائح من هنا وهناك، وتحاول هذه الديانة الجديدة أن تجد لها موضع قدمٍ في البلاد وتنشر مبادئها على العباد فمن المؤكد أن يتصدى لها رجال الدين التقليديون بالدرجة الأولى ويؤلبون عليها الحكام والعامة بمختلف الحجج والتهم ويضفون عليها مختلف البدع والأعمال والممارسات التي قد لا توجد أساساً لدى أتباع هذه الملة أو ألطائفه أو الديانة الجديدة، لغرض سحب البساط من تحت رجليها وزيادة الرهبة منهم في قلوب المؤمنين من أتباعهم حتى لا ينجروا وراء هذه الديانة الجديدة ويتركوا دينهم الأصلي وخصوصاً أن القوانين في أمريكا والكثير من دول العالم تبيح للفرد اختيار الدين الذي يراهُ مناسباً له.
ولو رجعنا إلى الديانة المورمونية فأننا نجد أنها تلقت العديد من الطعنات من الكنائس المسيحية التقليدية الأخرى ورجال الدين، فمن جهة يتهم رجال الدين المسيحي المنتمين للديانة المورمونية بأنهم كانوا مجاميع منحلة ويبيحون تعدد الزوجات ولا تقدس الصليب ولا ترفض نبوة النبي محمد ص وتحرم الخمر والقهوة والشاي والقمار والإجهاض والتدخين، وترى الجنس خارج الزواج زنا من أكبر المحرمات، وعذرية الفتاة والشاب مقدسة، لا يجب مسها إلا بزواج شرعي مورموني أصيل. وفي الحقيقة أن أغلب الديانات المعروفه في العالم وخصوصاً التي لم يتم تحريف جوهرها، تنادي بمثل هذه المبادئ مثل الزواج الشرعي وعدم ارتكاب المحرمات مثل شرب الخمر ولعب القمار والزنا وجمع التبرعات للفقراء والعدالة الأجتماعيه وهي قيم ومبادئ جيدة ويجمع كل علماء المجتمع على أهميتها في بناء الإنسان والمجتمع، ويجمع الكل بأن الدين أو الجماعة المنحلة لا تنادي بمثل هذه المبادئ ولا تحض أتباعها على أتباعها والعمل بها.
أما موضوع الأيمان بالله فمن وجهة نظرهم،أنه خالق كل شيء فهم يعملون ويؤمنون بما يمليه ضميرهم عليهم ومسألة الحياة والموت والحساب تأتي من خلال أعمالهم وسيعاقبون من أجل خطاياهم كما مر علينا في بنود الأيمان الخاصة بكنيستهم. وعلى ما يبدو أن المورمون يؤمنون بفكرة المخلص والمنقذ في آخر الزمان ويعبرون عنه ب المجيء الثاني وهم يؤمنون كالمسلمين بأن الأنجيل قد تم تحريفه، والمورمون يعتقدون كما يعتقد إتباع الديانات الأخرى أن دينهم هو الدين الحقيقي وأن كتاب المرمون أصح كتاب على الأرض وأن جوزيف سميث هو النبي الحقيقي والمورمون وحدهم دون الآخرين سيذهبون للسماء الثالثة.
/4/2012 Issue 4182 – Date 24 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4182 التاريخ 24»4»2012
AZP07