بيروت – الزمان
صدر كتاب “يوم الجرو” للكاتب السعودي محمد الحارثي عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وهو عمل روائي جديد يجسد أسلوب الحارثي في تناول قضايا الإنسان وهويته عبر تقنيات سردية تتراوح بين العاطفة والتفكير الفلسفي. من خلال روايته، يقدم الحارثي نصًا يجسد الصراع الداخلي للإنسان في مرحلة من مراحل حياته، ويطرح تساؤلات وجودية عن الحياة والمكان والزمان.
في مقتطف من الرواية، يعبّر بطل القصة عن لحظة استفاقة مفاجئة، حيث يسأل نفسه: “كيف وصلت إلى هنا؟”، وهي لحظة تأملية يبحث فيها عن إجابة لأسئلة قد تكون بسيطة لكنها عميقة، وتغني النص بتأملات فلسفية تلامس تجربة الإنسان. النص يتنقل بين تساؤلاته الذاتية عن الماضي والحاضر، مشيرًا إلى أنه لم يكن ذلك الرجل الذي يتغنى به الشعراء والأدباء، بل كان مجرد شخص عادي، ربما أحمق، لكنه كان يحمل رسائل العشاق والمحبين، ليكون “مرسول الحب” الذي ينقل الأمنيات والأشواق.
الرواية تتكون من 208 صفحات من القطع المتوسط، وتستعرض أبعادًا مختلفة للحياة الاجتماعية والفردية، مع تسليط الضوء على التغيرات التي تطرأ على الإنسان مع مرور الوقت. يسرد الحارثي، الذي يمتاز بأسلوبه السهل والمعبر، قصته من خلال سرد داخلي يتيح للقارئ التعرف على مكنونات البطل النفسية والتاريخية.
في عالم يشهد تحولات فكرية وثقافية متسارعة، يقدم محمد الحارثي في “يوم الجرو” عملاً يفتح نافذة للتأمل في الذات والتساؤل عن مصير الإنسان في ظل ما يعانيه من تحديات وصراعات.