القدس (أ ف ب) – نشر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، أحد أبرز شخصيات اليمين المتطرف في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، مقطع فيديو الجمعة يظهره وهو يهدد داخل زنزانة، القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي المسجون منذ العام 2002.
وظهر بن غفير في الفيديو الذي نشر على حسابه على منصة إكس، واقفا الى جانب شخصين أحدهما حارس سجن، وهم يحيطون بالبرغوثي داخل زنزانته.
وقال بن غفير “لن تنتصروا علينا. كل من يؤذي شعب إسرائيل، كل من يقتل الأطفال، كل من يقتل النساء (…) سنمحوه”. وحين حاول البرغوثي التحدث، قاطعه بن غفير قائلا “لا، يجب أن تعرف ذلك، وهذا سيكون على مدى التاريخ”.
وأرفق بن غفير الفيديو بتعليق جاء فيه “هذا الصباح (الجمعة)، قرأت أن العديد من +كبار المسؤولين+ في السلطة الفلسطينية لم يُعجبهم كثيرا ما قلته للإرهابي الأكبر مروان البرغوثي… لذا سأكرر ذلك من دون أي اعتذار: كل من يعتدي على شعب إسرائيل، كل من يقتل أطفالنا، كل من يقتل نساءنا، سنمحوه. بمشيئة الله”.
وكان البرغوثي المولود في العام 1959، من أبرز القياديين في فتح وعضوا في لجنتها المركزية. اعتقلته السلطات الإسرائيلية في 2002، وحكمت عليه لاحقا بالسجن مدى الحياة خمس مرات، بتهمة الوقوف خلف سلسلة من العمليات التي استهدفت الدولة العبرية خلال الانتفاضة الثانية.
ولم يتطرق فيديو بن غفير الى السجن الذي يقبع فيه حاليا البرغوثي.
لكن مصدرا مقربا من الوزير قال ردا على استفسار لوكالة فرانس برس، إن المواجهة بين الرجلين حصلت “بالصدفة” أثناء زيارة قام بها بن غفير الى سجن غانوت. ولم يحدد المصدر الذي طلب عدم كشف هويته، تاريخ الزيارة والفيديو.
– “إرهاب دولة منظم” –
وأثار الفيديو الذي انتشر بداية على منصات التواصل الاجتماعي ليل الخميس، تنديدا فلسطينيا واسعا.
في مقابلة مصورة مع وكالة فرانس برس، أكد نجل المعتقل عرب البرغوثي أنه تلقى اللقطات “بصدمة”.
وقال “نحن كعائلة لم نر والدي منذ أكثر من عامين. أنا شخصيا لم أره منذ ثلاث سنوات”.
وأضاف “الصدمة كانت من أكثر من جانب”، منددا بـ”تبجح صارخ” تمارسه الحكومة الإسرائيلية التي “تعرف أن ما تفعله ضد القانون الدولي”، مضيفا “لا يعني لهم… القانون الدولي والقانون الإنساني (شيئا)”.
وتحدث عن حالة والده الذي “خسر من وزنه بشكل كبير ويبدو متقدما في السن”.
وقال “نحن نخاف على حياته في ضوء المشاهد التي رأيناها”.
وتابع “سياسة الاحتلال واضحة جدا. يريدون أن يثبتوا للشعب الفلسطيني أنهم أقوى منه” من خلال “إهانة قائده… لكن الشعب الفلسطيني قرأها بطريقة معاكسة تماما”.
وقال عرب البرغوثي “وقف والدي أمام الاضطهاد في زنزانة صغيرة، مكبل الأيدي، منهكا، والتعب واضح عليه، لكنه وقف شامخ”.
وأكد أن والده مروان البرغوثي “تعرض خلال العامين الماضيين لأمور لا يمكن تخيلها”.
وأضاف “الشعب الفلسطيني يعلم أن صورة مروان البرغوثي لن تنكسر لأنه يمثل الشعب الفلسطيني والأسرى الفلسطينيين مهما كانت المحاولات التي يقوم بها بن غفير أو أي فرد من الحكومة الفاشية الاسرائيلية”.
واعتبرت السلطة الفلسطينية أن بن غفير “اقتحم” زنزانة البرغوثي، بينما دانت وزارة الخارجية “استفزازا غير مسبوق” و”إرهاب دولة منظما”.
وحمّلت حركة فتح حكومة نتانياهو “المسؤوليّة الكاملة” عن حياة البرغوثي، معتبرة أن تهديده “يعدّ انتهاكا سافرا لكافة المواثيق والتشريعات الدولية”، وفق ما جاء في بيان نقلته وكالة “وفا” الفلسطينية الرسمية.
من جهته، رأى عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق في بيان أنه “لم يبق للتوحش معنى إلا وتمثل في أحد مسؤولي هذا الكيان اللاإنساني”.
وأضاف الرشق “وزير صهيوني يجمع جيشه وحرسه ودموية دولته ويقف أمام قائد أسير مكبل ومعزول انفراديا، بالكاد يقوى على الوقوف”، متابعا “لو كان بن غفير منتصرا في غزة، لما قال ما قال”.