نواب الأزمة
محمد الياسين
لم أجد ما اصطلح به عليهم افضل من نواب الازمة فهم بالفعل نواب ازمة، ليس بالمعنى الجيد، وانما يفتعلون الازمات فيقتاتون عليها دوماً، من مهازل البرلمان في بغداد. ولمن يتتبع مؤتمرات اعضائه الصحفية يجد ان ألفاظهم وكلماتهم فيها لا تتعدى السب والشتم وكيل الاتهامات والتخوين بين بعضهم بعضاً، وجميعهم يتفقون فيها على وجود أزمة سياسية تجمعهم ويتحدثون عن ضرورة ايجاد حلول وردية لها، لكن لا نلمس من انفاسهم الطيبة جداً معاناة المواطن اليومية، ولم ألمس لمرة واحدة اشارة حقيقية لمعاناة المواطنين، لا عتب على الاعلام اطلاقا فلولا مهنية بعض وسائل الاعلام في نقل الخبر والمعلومة لما تعرفنا على وجوه نواب الازمة وقدراتهم الفنية في تشخيصها ، اتمنى ان يتحدث اولئك النواب عن سفراتهم الى خارج العراق واقاماتهم مع عوائلهم في دول الجوار واوربا وعن الليالي الحمراء وسهرات السمر التي يقضيها بعضهم وهُم معروفون ، وحجم المبالغ النقدية و ارقامها الفلكية التي تنفقها خزينة العراق عليهم ويتحمل اعباءها الكارثية المواطن العراقي.
فإن كانوا نوابا شيعة حقا الا يقتدون بإمامنا علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه بما كان عليه من زهد وحرص على اموال المسلمين؟ وان كانوا سنة الا يقتدون بعمر بن الخطاب رضي الله عنه بما كان عليه من زهد وحرص على اموال المسلمين؟ ..فأين هم من سيرة أولئك العظماء، وأين هم من مخافة الله، وأين هم من بطشه وانتقامه ؟ .عذراً أيها القارئ العراقي الكريم على التوصيف وليس المقارنة فليس بينهم وبين اولئك الرجال اي وجه للمقارنة وانما هو فضح وكشف لحقائق لم تعد خافية على أحد منا وادعاءاتهم الكاذبة بالاقتداء بهم وبزهدهم وعفتهم وطهارتهم.
وعذراً مرة اخرى على استخدام مصطلحات كريهة واشدها كرها وبغضاً الى نفسي، لكنهم من وضعوا انفسهم مواضع الدفاع الزائف عنها و يفخرون بطائفيتهم المقيته، وحتى في ذلك هُم كاذبون، فليست سوى مبررات للعب بعقولكم وقلوبكم وشد انتباهكم لثرثراتهم وتحريك عواطفكم اتجاههم لاستمرارهم بنعيم ثروات العراق وشعبه.. .
دائما الكثير من الاسئلة تراودني اشارككم اليوم بعضاً منها فمن اولئك القوم؟ أحقاً يمثلوننا، أم يمثلون انفسهم؟ ،هل ينصتون بجدية لمعاناتنا،ام يبحثون عن مصالحهم فقط؟ هل يحملون مشاكلنا وهمومنا محمل الجد، أم يشغلهم عنها التفكير بزيادة ارصدتهم وشرائهم الفلل والشقق والسيارات الفارهة خارج العراق بأموال الشعب؟ هل يمثلوننا حقا أم يمثلون دولهم الراعية؟ ، هل تفكرون حقا باعادة انتخابهم مرة اخرى أم ستبحثون عن فقراء اخرين على شاكلتهم تغنونهم بدخول البرلمان؟
دعوتي هنا الى الاخوة الاعلاميين العراقيين الشرفاء ان يعدوا برامج وثائقية عن حجم المصروفات التي تنفقها الخزينة العراقية على نواب الازمة في دول اقاماتهم، وكشف اوضاعهم المادية قبل دخول البرلمان وبعده، وحياة الترف التي نعرف جانبا منها لبعض منهم والتي يعيشونها خارج العراق وما خفي كان اعظم واعظم…
فهو واجب انساني ووطني واخلاقي عليكم كعراقيين اولا، و مهنين ثانيا، وحقا لابناء شعبكم ان يطلعوا على حجم فساد من يدعون تمثيلهم في برلمان الازمات والكوارث.
/4/2012 Issue 4173 – Date 14 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4173 التاريخ 14»4»2012
AZP02