
ماراثون تشكيل الكتلة الكبرى – سامي الزبيدي
لم يتم حتى الآن الإعلان عن أي تحالف بين الكتل الكبيرة الفائزة بالانتخابات لتشكيل الكتلة الكبرى في البرلمان والتي ستحصل على منصب رئيس الوزراء المقبل الذي سيشكل الحكومة الجديدة التي ينتظرها العراقيون بفارغ الصبر خصوصا بعد التظاهرات الشعبية الكبرى التي تطالب بالحقوق والخدمات والإصلاحات ومحاسبة الفاسدين وهي أولويات ملزمة لأي حكومة مقبلة، والماراثون الذي يجري هذه الأيام بين الكتل والأحزاب لتشكيل الكتلة الأكبر يجري بين الكتل الشيعية الكبيرة والكتل الأخرى خصوصاً الأكراد وبعض الكتل السنية وهو يجري على الساحة وخلف الكواليس في سباق محموم للظفر والفوز في الماراثون ولا بد للفائز بهذا الماراثون والذي يتمكن من تشكيل الكتلة الكبرى أن يحظى بموافقة ومباركة إيران اللاعب القوي في الساحة السياسية العراقية والى الآن الماراثون لازال مستمرا ولن تصل الكتل والأحزاب المشاركة فيه الى خط النهاية، وأقرب هذه التحالفات المزمع تشكيلها هو تحالف دولة القانون وائتلاف الفتح مع الحزبين الكرديين الرئيسيين بعد تقديم ضمانات وتنازلات لهما كتلك التي قدمها لهم المالكي عند حصوله على رئاسة الوزراء للمرة الثانية لكن هذه التنازلات ستكون مكتوبة وموثقة هذه المرة ويتوقع انضمام بعض الكتل الصغيرة الى هذا التحالف وهذا ما كشفت عنه اللقاءات السرية والعلنية بين هذه الكتل وتصريح المالكي عن قرب إعلان الكتلة الكبرى وحدد الموعد بهذا الأسبوع كما أعلن عن موت الأئتلاف الوطني الشيعي القديم بعد استحالة التحالف بينه ومعه أحزاب الدعوة الأخرى (تنظيم الداخل وتنظيم العراق) وبين ائتلاف سائرون برئاسة السيد الصدر، وفي الجهة المقابلة فان ائتلاف سائرون ومعه كتلة الحكيم تيار الحكمة وائتلاف الوطنية وفي حالة انضمام كتلة النصر بقيادة العبادي إليه و الأحزاب الكردية المعارضة لسياسة الحزبين الكرديين الرئيسيين وعلى رأسهم التغيير والجماعة الإسلامية وكتل سنية تؤيد طروحات السيد الصدر وبعض الكتل الصغيرة الأخرى فبالتأكيد سيتمكن من تشكيل الكتلة الكبرى خصوصا وان هذا التحالف هو الأقرب للقبول به أمريكيا والأبعد عن التأثير الإيراني وهذا ما يتمناه أغلب العراقيين وفي حالة نجاح هذا التحالف في تشكيل الكتلة الكبرى فإنه سيتمكن من سحب البساط من تحت أقدام المالكي ومساعيه للفوز بمنصب رئيس الوزراء للمرة الثالثة وهو الذي لا تتوفر فيه لا شرط المرجعية الدينية للشخص الذي سيكلف برئاسة الوزراء في الحكومة القادمة ولا الشروط التي طرحها السيد الصدر في إعلانه الذي صدر قبل أيام .
هذا هو سيناريو أو بالأحرى ماراثون تشكيل الكتلة الكبرى الذي ينتظر العراقيون نتيجته بشغف لمعرفة من هو التحالف الذي سيصل خط النهاية ويفوز فيه ويتمكن من تشكيل الكتلة الكبرى ومن ثم الحصول على منصب رئاسة الوزراء والاضطلاع بتشكيل الحكومة الجديدة والى أن تعلن المفوضية الجديدة النتائج النهائية للانتخابات بعد إكمال العد والفرز اليدويين وتصادق المحكمة الاتحادية على النتائج النهائية فان اللقاءات والاتصالات والتفاهمات ستزداد وتيرتها وسخونتها بين الكتل والأحزاب التي توصلت الى تفاهمات مشتركة في المدة القليلة الماضية وسيستمر الماراثون بين الكتل والأحزاب وسننتظر كما سينتظر العراقيون ما ستتمخض عنه نهاية هذا الماراثون ومن هو الفائز فيه الذي سيتمكن من تشكيل الكتلة الكبرى التي ستقود المشهد السياسي في البلد لأربع سنين قادمة .
عمان


















