لو كان سقراط إمرأة

لو كان سقراط إمرأة
بم يختلف سقراط عني وبم اختلف انا عنه كلانا قام بمحاربة مجتمعه وكلانا كان ضحية افكاره نحن الاثنين غرقنا في بحور الفلسفة هو قاوم حكامة المستبدين كما فعلت تماما وهو حاول او ينشر افكاره مثلما فعلت اتهمني مجتمعي بالجنون كما اتهموه وحكموا علي بالسجن كما سجنوه.
هو مجتمعنا ذاته مهما اخلفت الظروف والازمان والبلدان هي النظرة الى الفلاسفة العباقرة ذاتها والى محبي الحرية وكأن الاقدار قد كتبت ان يتم اسكات الجميع وان لا مكان للحرية مطلقا سقراط عانى ما عاناه في مجتمعه اليوناني اعداءه وحكامه وممن اثارت الغيرة في نفوسهم الحقد والكراهية له اختتم حياته بالموت داخل جدران السجن وانا انا التي عشت حياتي بين جدران مجتمعي الذي حكم علي بالسجن يوم ولادتي لكوني فتاة صار بين الجميع وعمل على تقييدي واسكاتي لمجرد انني بدأت اظهر صوتي واطالب بما هو حق لي فلم يكن سجيناً مختلفا عن السجن الذي وضع داخله سقراط لابل قد اكون عانيت اكثر منه وان كان سقراط قد سمح له بتناول السم ويرتاح بعدها فأنا لم اجد سما حتى ليريحني مما انا فيه ولو كان سقراط امرأة ما كان ليجد اصدقاءه بجانبه ولا تلاميذه لتخلى عنه الجميع كما حصل معي وربما كانت عفوية ستكون اكيد من مجرد السجن وتناول السم اذن فما هو الفرق بيننا؟ اعتقد ان لا فرق مطلقا سوى انه كان يقول (لااعرف شيئا سوى شيء واحد هو انني لا اعرف شيئا) وانا دائما اردد (لا اعرف شيئا سوى شيء واحد هو انني اعي واعرف كل شيء).
اسراء عبد الرحمن – بغداد
/5/2012 Issue 4199 – Date 14 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4199 التاريخ 14»5»2012
AZPPPL

مشاركة