لن أعود – واثق الجلبي
أي بلقيس وعرشي
فوق رأس الغيم دبوس حزين ؟
أي عفريت بأرض
ليس في تنورها نار وطين ؟
ينقل العرش الى ارض الندى
تاركا جبته
ماشيا فوق ظلام
أي عرش ظل يا بلقيس فينا
كلنا صار عروشا
وصراع العرش قرش
يأكل الطفل وليدا
ثم يرميه طعاما للقروش
مات ضوء في سفينة
حملت عبء جراحي
ورماحي
رمل صحراء العراق
ومساء دفتريّ
تنطلي كل الحكايا
وتقهقه
جمع أحزان المنايا
كدبيب النمل صاحت
نحن أقوى
نحن من نحمل بلقيس وعرشا من ذهب
نحن من يحمل تنور الحطب
نحن نحيا كشظايا
كقناديل مبادة
نحن أوزار القرون الاولية
صاح هدهد
ما لكم سرب النمال
ما لكم ترجون ثقلا
ليس في الامر بدل
فلقد ضاقت ببلقيس الحيل
لم تجد في قصر ذياك العريش
غير طير
خافض الصوت
ويطوي لسليمان الكلام
عرش بلقيس استقر
ولسليمان الظفر
شاهد الطير مسافات المدى
وبلا قافلة
كان عرشا في سفر
ها أنا عرش حزين
يحمل الروح كنايٍ كسّرته عشرة أوتار سمان
فلماذا يرتقي الطير عاليا
ثم يسقط
كان يكفيه من الأمر انتظار
فالسماء ربما تسقط حرفا
ككتاب أغلقت فيه المنافذ
فقريبا يقتل الليل النهار
وقريبا يطعن الطفل أباه
وقريبا تحرق المرأة عشا للصغار
وقريبا يقتل الوالد عيسى
وقريبا يدرك السيف ملاذات السراب
أي حزن وبلا عرش نغني
وبلا بلقيس نحيا
هل سنحيا ؟
عرش بلقيس العراق
ضاع في زحمة تنهيد عظيم
فم عفريت وصوت من بخور
كف طفل أمسكت حرب السطور
وحبال الامس مدت
تلقط الارواح سيلا
وتغذي مقلة الشمس بكحل
من قمر
فالى أي رجوع
والى اي دموع
هكذا امضي ولن
ارفع الاقدام عن ذاك الطريق
لن أعود
حتى وإن عاد يسوع.
