لماذا يقتل الشعب السوري؟

منذ اندلاع الحراك الشعبي السوري الذي يوصف بالثورة السورية ضد نظام حكم بشار الاسد والخسائر البشرية في اوساط الشعب السوري سواء من الثوار أو من قوات الجيش السوري والاجهزة الامنية السورية في تصاعد واضح اجبرت المجتمع الدولي والعربي على اتخاذ مواقف منتقدة لاستخدام العنف المفرط في النزاع أو الصراع الجاري في سوريا اليوم . وتظهر افلام وصور تبثها الفضائيات ومواقع الانترنيت مشاهد مروعة لسفك الدماء والقتل والضحايا وسط المدنيين لاسيما الاطفال والنساء ..الامر الذي يأنفه ويرفضه الضمير الانساني أي كانت اتجاهاته أو مشاربه ! حيث بات من المرفوض التصديق بان كل هؤلاء الضحايا من المدنيين هم إرهابيون وخونة وخارجين عن القانون يستحقون هذه المجازر البشعة التي تطالهم على ايدي ابناء جلدتهم … وقد اتخذت العديد من حكومات المنطقة والعالم مواقف تدين استخدام القوة المفرطة بحق المحتجين المدنيين في حين تميّز موقف الحكومة العراقية بالحيادية ازاء ما يجري في سوريا وامتنعت عن توجيه ادانة واضحة للأسلوب الحكومة السورية في التعامل مع شعبها بهذه القسوة في وقت كان معظم السياسيين العراقيين المشاركين في الحكومة والعملية السياسية الجارية في العراق اليوم يدينون ويلومون الانظمة العربية عن سكوتها على الجرائم والممارسات التي ارتكبها نظام صدام حسين بحق الشعب العراقي !هذا من جهة ومن جهة اخرى فإننا نرى أن منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان في العراق لا تكاد تكترث بما يجري من اراقة وسفك للدماء وكأن الامر لا يعنيهم و، وهذه لعمري مثلبة عليهم ، حيث أن الانسان أي كان عرقه ودينه ولونه انما هو القيمة الاعلى في هذا العالم وأي فعل غير مبرر يستهدف حقه بالحياة أو الحرية أو غير ذلك من حقوق الانسان الاخرى ، ينبغي أن يكون محل ادانة حتما” ..ان نظام الحكم في سوريا الذي يتعامل بهذا الاسلوب الهمجي مع شعبه لم يعد قادرا” على اقناع المجتمع الدولي ولا الشعوب العربية أو الشعوب المجاورة الاخرى بمبرراته ودوافعه واسبابه للتعامل مع شعبه بهذا المستوى من العنف المفرط ، وان نظاما” من هذا النوع لابد وان يكون مصيره الى الزوال ان عاجلا” أو آجلا” لذلك فانه اصبح ورقة محروقة ومن غير الموضوعي والمنطقي التعامل معه أو التعويل عليه في أي أمر من الامور .وهنا لم يبقى لنا الا أن نسأل كل ذي شأن لماذا يقتل الشعب السوري بهذا الشكل ؟

عماد علو

بغداد